واشنطن تعترف بقتلاها بالتقسيط.. والمخفي أعظم ـ أحمد زين الدين

الثلاثاء 28 كانون الثاني , 2020 12:50 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

تنقل لنا أحاديث الأجداد عن أقارب أو شباب من هذه الضيعة أو تلك، هاجروا إلى العالم الجديد (أميركا)، وبعد فترة سنة أو اتنتين أو ثلاثة أو اكثر أو أقل، انقطعت أخبار البعض تماما، من دون معرفة أي شيء عن مصيرهم أو احوالهم.

قليلون جدا في الوطن عرفوا مصير أبنائهم المهاجرين بعد سنوات، بأنهم تطوعوا في الجيش الأميركي، وذهبوا إلى الحرب واختفت اخبارهم، خلال الحروب العدوانية والتدخلات العسكرية في اكثر من مكان من الكرة الأرضية، حيث كان اليانكي، دائما يخفي خسائره البشرية الحقيقية، ومنذ بداية نشؤ الولايات المتحدة قامت على الحرب والعدوان، فتاريخها غني  بأسماء الحروب، ورؤساؤها مهووسون بقيادة هذه الحروب، فأول حرب للولايات المتحدة كانت مع انتخاب أول رئيس لها، وهو جورج واشنطن في عام 1789م.

آنذاك كانت أرضًا تضم السكان الأصليين من الهنود الحمر والوافدين إليها من أوروبا؛ والذين ما أن وطأت أقدامهم ثرى أميركا، وطابت لهم الإقامة حتى أطلقوا حربًا شرسة؛ لاقتلاع الهنود من جذورهم وإقامة دولتهم التي حضنت كل الوافدين للأرض الجديدة.

وإذا كانت الحروب الأميركية بداية على دول وشعوب القارة الأميركية ، الا انها سرعان ما امتدت الى كل الكون ،فجميع صفحات تاريخ الولايات المتحدة حافلة  باعمال العدوان  والغزو والسطو والتدخل  ، سواء لفرض سيطرتها المباشرة او لاجهاض ثورة    قامت ضد السلطة الفاسدة في القارة الأميركية او العالم، وأجهضت مساعي الثوار، وفرضت عليهم حكومة عسكرية عميلة لها،او لاجهاض وتحطيم تجربة ديموقراطية أطاحت بعملأ لواشنطن سارقين وفاسدين وحرامية .

 تواصلت التدخلات الأمير كية في القارة الجدبدة وإيران وغواتيمالا وشيلي وكامبوديا وفييتنام وكوريا وكثير من دول العام ؛ فخلعت حكومات، وأقامت أخرى بما يوائم غطرستها! وفي 1950م خاضت أمير كا الحرب الكورية، وهي أحد أكثر الحروب التي تكبدت فيها الدولة المحاربة الغازية خسائر كبيرة ماديًا وبشريًا، حيث بلغت تكلفتها حينها نحو 341 مليار دولار، وتكلفتها البشرية أكثر من 34 ألف جندي أميركي قتيل. وفي 1962 حاصرت أميركا كوبا بحرا وجوا.

ليس عجيبًا ولا غريبا  أن نجد  أميركا    في أكبر الحروب العالمية التي شهدتها الأرض، سواءً تلك التي اندلعت في عام 1914، والتي بلغت تكلفتها على الخزانة الأمير كية نحو 334 مليار دولار، أو الحرب العالمية الثانية التي كلفت الخزينة الأمير كية ما يزيد عن أربعة تريليونات دولار، وقتل في صفوفها 400 ألف جندي أميركي،والتي انطلقت بمشاركة الأميركيين سنة 1941، بعد قصف اليابان   ميناء بيرل هاربر الحربي. وكلا الحربين كبدت البشر الملايين من القتلى والدمار والفساد في الأرض!.

المهم من هذا العرض السريع للعدوانية الأميركية على الكون، التأكيد ان واشنطن ولا مرة أعطت الأرقام الحقيقية لعدد قتلاها في الحروب، ذلك لأنها لاتعترف بالقتلى الذين لا أهل لهم في الولايات المتحدة، وهذا ماكان الأهل والأجداد يتحدثون عنه، باختفاء أي أثر أو خبر لابنائهم في الولايات المتحدة.

ودائما كان يتردد حديث وأخبار أميركية، عن قتلى أميركيين في قاعدة ما، بنيران صديقة، أو خطأ، أو غرق باخرة أو سقوط طائرة، من دون تأكيد معطيات ملموسة وحقيقية عن هذه الوقائع، وبالتالي، فإن النظام الوحشي الأميركي لم يعط مرة حقيقة خسائره البشرية في أعماله العدائية ضد الشعوب.

ومؤخرا، بعد الإنكار الأميركي عن سقوط قتلى في القصف الصاروخي لمستعمرته "عين الأسد" في العراق، هاهي الأخبار عن قتلى أميركيين توزع بالتقسيط فمرة يأتي حديث عن قتلى بحادث اصطدام وأخرى عن ضحايا بفيضان، وأخرها يأتي خبر اسقاط طالبان لطائرة أميركية في افغانستان وقتل كل من على متنها، وبينهم ضباط كبار.

اذا، الضربة في افغانستان، هي ضربة من العيار الثقيل، بعد قصف"عين الأسد"، واللافت فيها أنها جاءت عشية اكذوبة "صفقة القرن".

ثمة حقيقة واضحة، كما يرى خبراء في العلم العسكري، وهي أن "طالبان" ليس لديها الامكانيات لتسديد مثل هكذا ضربة، في وقت يجري الحديث عن مفاوضات أميركية ـ طالبانية لبحث سبل الانسحاب الأميركي من افغانستان.

إذا، ثمة رسالة وجهت للأميركيين، وخصوصا في ظل ما تردد من معلومات عن أن من بين القتلى الأميركيين مايك دي أندريا، الذي تردد أنه المسؤول عن الهجوم على موكب الشهيد قاسم سليماني ورفاقه، كما أنه احد أبرز مسؤولي جهاز ال"CiA " في المنطقة.

وهنا قد يكون ضروريا لفت الانتباه إلى كلام المتحدث باسم القوات الأميركية في افغانستان، أنه لا دليل عن سقوط هذه الطائرة بنيران معادية.

كالعادة الأميركي يخفي الأسباب الحقيقية... ثمة رسالة... الحقيقة أن كثيرا من القتلى الأميركيين وقعوا في "عين الأسد"، والتقسيط بالإعلان عن القتلى ما يزال مستمرا أميركيا.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل