مشهد "خراب" بيروت .. دور "المصطاد في الماء العكر"

الأحد 19 كانون الثاني , 2020 09:31 توقيت بيروت لـبـــــــنـان

الثبات ـ بيروت

شهدت شوارع بيروت تخريبًا وعنفاً غير مسبوقين، وقد تفاعل هذا الوضع بشكل سلبي مساء السبت، ولا شكّ أنّه ليس وليد صدفة، بل يعيد الى الذاكرة مشهد قطع الطرقات من قبل قطاع طرق بهدف تضييق الخناق على المواطنين.  

هذه الأساليب التخريبية والشيطانية بات من الواضح وبشكل لا لبس فيه أنها من صنّاع تخريبيين يعمدون بشكل ممنهج ومخطط مدروس مسبقاً لتنفيذه، تارة عبر قطع طريق مستغلين وجع الناس وأخرى عبر تخريب أملاك عامة والتهجم على المولجين بحفظ الأمن من جيش وفرق مكافحة الشغب وعناصر قوى الأمن الداخلي وغيرهم.

وفي هذا الإطار، نستحضر وقائع قيام محازبين محسوبين على أشرف ريفي في أكثر من محطة ومفصل باستغلال المطالب الشعبية، حين يعمدون للنزول الى الشوارع والعبث بما فيها من ممتلكات عامة. 

ومشهد ما يحصل في بيروت اليوم لا يختلف عن سابقه، فقد أفاد مصدر مقرب من تيار "المستقبل" أن أنصار أشرف ريفي وحزب التحرير يحرقون وسط بيروت وكل ما بناه الشهيد رفيق الحريري.

وترافق ذلك مع قطع الطرقات المفصلية خاصة طرقات الجنوب عند خلدة والناعمة والجية وصيدا.

ويوثّق الفيديو الذي نُشر على حساب قوى الأمن الداخلي على "تويتر" ذلك حيث يبيّن قيام مثيري الشغب بنزع "بلاط" الأعمدة في وسط بيروت وتفتيتها لرشقها على عناصر القوى الأمنية. 

في غضون ذلك، ينبغي التوقف عند حجم الدعم الذي تلقاه هؤلاء، ويظهر ذلك من خلال الكميات الكبيرة من المفرقعات والحجارة وغيرها من الأدوات التخريبية التي بحوزتهم في إشارة واضحة إلى أن العملية محضّر لها مسبقاً وعلى أكثر من صعيد.

وقد أقرّ عدد من مثيري الشغب عبر استصراحات تلفزيونية أنهم انطلقوا من الشمال وتجمعوا في بيت الكتائب في الصيفي، فيما لوحظ أن البيت المذكور تحوّل الى ما يشبه مستشفى ميداني لجرحى المشاغبين، في دلالة واضحة للتوجه المحضّر له ولمن ينتمون هؤلاء، خاصة أنه يأتي ذلك عقب كل ارتفاع تشهده أسهم تشكيل الحكومة!

وفي دلالة إضافية لما ورد، نذكر نموذج عن أسماء موقوفين من الشمال لتظهير تبعية هؤلاء، حيث أُفيد عن توقيف الشباب (ف ض)، (ح ب)، (ر ق)، (أ ض)، (ع ا)، (ا د)، (ع ع)، وقد تمّ توقيف بعضهم بجانب بيت الكتائب في الصيفي!

وفي خضم هذه الملابسات، يُطرح أكثر من استفهام جدي حول موقف السفارة الأمريكية التي طالبت بحماية "المتظاهرين"، فهل تقصد حماية "المخرّبين" الذين يهدمون ممتلكات عامة في وسط البلد؟ وإذا كان كذلك، يتّضح خلفيات موقفها.

 

المصدر: العهد
 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل