الوفاء .. خُلق المؤمنين ـ محمود الأحمد القادر

الجمعة 17 كانون الثاني , 2020 09:38 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات ـ إسلاميات

خلق الله سبحانه وتعالى الناس على هذه الخليقة، وجعل فيها الغني والفقير، العالم والجاهل، القوي والضعيف، وجعل بعضهم ببعضهم أسباباً، هذا ييسر عمل هذا، والآخر ييسر عمل الآخر وهكذا، لكن هذه الأفضال التي يساعدنا بأدائها الآخرون يجب حفظها في نفوسنا، وألا ننساها ما حيينا، وأن نذكرها عند مكانها إذا حضر ذكرها، وهذا يأتي من باب الوفاء، الوفاء بوابة لمجموعة من الصفات الحميدة ومنها الصدق والأمانة وحفظ السر وغيرها. 

كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفياً للسيدة خديجة رضوان الله عليها، أعطته تجارتها ليمضي بها بين البلدان وفياً صادقاً حافظاً للأمانة التي أوكلت إليه، وبقي يذكر معروفها بعد موتها رحمها الله لنسائه. 

من آفات المجتمع المعاصر نكران الفضل، قول ماذا فعلت لي؟! كل الذي فعلته لي كذا وكذا! مستهزئاً بما فعله له ذلك الشخص، وهذا من باب نكران الفضل والجميل. 

قال الله سبحانه وتعالى: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا * لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا﴾، وفي هذا الصدد، بنى سماحة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري رضوان الله عليه كلية الدعوة الجامعية في بيروت، وسهر على أداء واجبه على أكمل وجه، يخدم الطلاب بنفسه دون كلل أو ملل، وكان رحمه الله يحدثنا عن أصحاب الفضل الذي ساعدوه للوصول إلى صرح عظيم يعلم به شرع الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، وبعد اشتداد الحروب في البلدان العربية وبالأخص سوريا ضاقت الأمور المادية وبدأت الجامعات الخاصة بإغلاق أبوابها، إلا أن سماحة الشيخ رضوان الله عليه بقي وفياً لعهد شيخه الدكتور أحمد كفتارو رضوان الله عليه، وبقي يعلم ويدرس ويخرّج طلاب العلوم الشرعية هكذا حتى وفاته رحمه الله تعالى. 

هكذا يكون الوفاء من أجل حياة سعيدة ولقاء في الآخرة مكلل بالمغفرة والرضوان.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل