بانوراما الصحافة اللبنانية | السيد نصر الله يحدد القصاص العادل لاغتيال سليماني

الإثنين 06 كانون الثاني , 2020 04:20 توقيت بيروت لـبـــــــنـان

الثبات ـ بانوراما

غلب الملف الاقليمي بشهادة الفريق قاسم سليماني ورفاقه بعدوان أمريكي في العراق، على تفاصيل الساحة المحلية في لبنان، إضافة إلى عطلة الأعياد التي أرست نوعا من الهدوء في الملفات الداخلية، لا سيما تشكيل الحكومة.
واهتمت الصحف الصادرة صباح اليوم بمواقف الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله بالأمس في الاحتفال التأبيني للشهداء، والتي حدد فيها مستوى رد محور المقاومة على العدوان الأمريكي، فاتحا الباب أمام مرحلة جديدة من المواجهة مع واشنطن في المنطقة.

 


"الأخبار": نصر الله يعلن حرب التحرير الكبرى: الجنود الأميركيّون سيعودون في النعــوش

لم تعد تهديدات ترامب تجدي نفعاً. حتى الوساطات والإغراءات فشلت جميعها. لا بديل من الرد على اغتيال القائد قاسم سليماني. ولأنه ليس في أميركا قائد يصل إلى «حذاء» سليماني، أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في خطابه التأبيني لشهداء الغارة الأميركية، أن وجودها في المنطقة سيكون الثمن. وباسم محور المقاومة، وعد جنودها وضباطها المنتشرين في دول المنطقة بالعودة إلى بلدهم في النعوش. ذلك ليس انتقاماً، قال، بل هو القصاص العادل الذي سيجعل تحرير القدس على مرمى حجر

رسم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله معالم المرحلة المقبلة، انطلاقاً من ثابتة أن المنطقة بعد الثاني من كانون الثاني لن تكون كما قبله. هو تاريخ فاصل لبداية مرحلة جديدة وتاريخ جديد لكل المنطقة. بشكل مباشر وبما لا يحتمل الشك، قال إن الرد على جريمة اغتيال الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس هو إنهاء الوجود الأميركي في المنطقة. «هذا هو القصاص العادل»، بحسب نصر الله، لأنه «لا يوجد أي شخصية في موازاة قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس». باختصار، قال إن «حذاء قاسم سليماني يساوي رأس ترامب وكل القيادة الأميركية». وعليه، أعلن أن كل القواعد العسكرية والبوارج العسكرية الأميركية وكل ضابط وجندي أميركي على أرضنا وفي منطقتنا هي أهداف مشروعة للرد على جريمة الاغتيال، كون الجيش الأميركي هو من قتل وهو من سيدفع الثمن حصراً.

كي لا يساء فهم الرسالة، أوضح الأمين العام لحزب الله أنه «لا مشكلة مع الشعب الأميركي والمواطنين الأميركيين الموجودين على امتداد منطقتنا، فهناك مواطنون أميركيون لا ينبغي المس بهم لأنه يخدم سياسة ترامب ويجعل المعركة مع الإرهاب. فالمعركة والمواجهة والقصاص العادل للذين نفذوا، وهم مؤسسة الجيش الأميركي الذي ارتكب هذه الجريمة والقصاص يكون ضده في منطقتنا».

أراد نصر الله في خطابه أن يستنفر كل طاقات محور المقاومة، فاصلاً بين رد دول وفصائل وأحزاب المحور وبين رد إيران، فالشهيد سليماني كما هو شهيد إيران، هو أيضاً شهيد العراق وسوريا ولبنان واليمن وفلسطين وأفغانستان. ولذلك، فتح نصر الله سجل الانتصارات على أميركا، مذكّراً بأن «الاستشهاديين الذين أخرجوا أميركا من منطقتنا في السابق موجودون وأكثر بكثير من السابق، وهم اليوم شعوب وقوى وفصائل وجيوش تملك إمكانات هائلة، وسيخرج الأميركيون مذلولين ومرعوبين كما خرجوا في السابق». لمزيد من التوضيح، قال إن «الجنود سيعودون في النعوش، سيعودون أفقياً بعدما جاؤوا عمودياً». أضاف: «عندما تبدأ نعوش الجنود والضباط الأميركيين بالعودة إلى الولايات المتحدة، ستدرك إدارة ترامب أنها خسرت المنطقة وخسرت الانتخابات».

لم يضع نصر الله رسالته في إطار الثأر. الوجهة الأساس تبقى فلسطين. وهو اعتبر أنه «إذا تحقق هدف إخراج القوات الأميركية من منطقتنا، فسيصبح تحرير القدس على مرمى حجر وقد لا نحتاج إلى معركة مع إسرائيل، وعندها سيكتشف ترامب الجاهل ومن معه من الحمقى مدى غباء فعلتهم وأنهم لا يعرفون ماذا فعلوا، والأيام ستكشف لهم».
وأعلن نصر الله أن القصاص العادل من أجل قاسم سليماني هو القصاص العادل من أجل عماد مغنية ومصطفى بدر الدين وعباس الموسوي وكل شهداء هذه الأمة. وأوضح أنه «نحن لا نأخذ هذا الخيار من الموقع العاطفي. لسنا خائفين أو غاضبين، بل نعتبر أن هناك فرصة للتخلص من الهيمنة والاحتلال».

في الاحتفال التأبيني الحاشد، الذي أقامه حزب الله للشهيدين اللواء قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما، استعرض نصر الله مسار الفشل الأميركي في المنطقة، الذي أدى إلى اتخاذ قرار الاغتيال. ركّز على أن الاغتيال بشكل علني هو نتيجة فشل كل المحاولات السابقة للاغتيال، وآخرها في بلدة الحاج قاسم في كرمان عبر وضع المتفجرات في الحسينية التي يحضر إليها مئات الناس، لافتاً إلى أن استعراض هذا المشهد يوضح أهداف الاغتيال ويحدد مسؤوليتنا جميعاً لمواجهة أهداف الاغتيال.
وأشار إلى أنه بعد 3 سنوات من تولي ترامب الرئاسة الأميركية، هناك فشل وعجز وارتباك وليس هناك ما يقدمه للشعب الأميركي على مستوى السياسة الخارجية وهو ذاهب إلى الانتخابات.

في أميركا، وُضع هدف أول هو إسقاط النظام الإسلامي في إيران، وهذا ما عبّر عنه جون بولتون المستشار السابق للأمن القومي الأميركي، حتى وصل الى الهدف الأدنى وهو ضبط السلوك الإيراني، وبالتالي الوصول إلى اتفاقات جديدة، بينما إيران لم تستجب، فخرج ترامب من الاتفاق النووي وفرض عقوبات وقام بمحاولات الحصار والعزل والرهان على الأزمة الاقتصادية والدفع باتجاه الفتنة، لكن فشل كل ذلك. أضاف نصر الله: كل سياسة ترامب هي أن يأتي بإيران إلى طاولة المفاوضات، لكن ستنتهي ولايته ولن تذهب إيران إليه ولن يتلقى أي اتصال هاتفي.

الفشل الآخر لترامب كان في سوريا، وكان آخر ما حصل هو خيانته لأصدقائه الأكراد في سوريا، فأبقى ترامب جزءاً من القوات الأميركية في سوريا من أجل النفط، وجزءاً آخر في التنف بناءً على طلب إسرائيل لأن سقوط التنف يعني أن كامل الحدود السورية والعراقية باتت مفتوحة.
لبنانياً، كان الفشل حليف ترامب بالرغم من كل الأموال التي أنفقت للتحريض على المقاومة، فكل محاولة الضغط على لبنان لم تجد نفعاً، كذلك الحرب في اليمن هناك عجز والقرار في الحرب هو أميركي بالأصل، وفي أفغانستان يبحث ترامب عن صيغة الخروج التي تحفظ ماء وجهه ولا يملك أي إنجاز، حتى صفقة القرن التي كان يريد أن ينجزها في السنة الأولى أين هي ومن يتحدث عنها؟ ونتيجة صمود الشعب الفلسطيني والقيادات الفلسطينية، رغم ما يتعرضون له، لم يستطيع ترامب أن يفرض الصفقة.


"البناء":  نصرالله: القصاص العادل لاغتيال سليماني يعني منطقة خالية من القوات الأميركية
رأت صحيفة "البناء" ان كلام السيد نصرالله الذي شرح السياق السياسي لعملية الاغتيال، ومعاني الإعلان الرسمي عن المسؤولية الأميركية، تضمّن تحديداً للموقف الذي يتبناه محور المقاومة في التعامل مع مرحلة جديدة قال إنها بدأت مع الاغتيال، حيث جعل ترجمة القصاص العادل الذي دعا إليه رداً على الاغتيال، بجعل المنطقة خالية من أي وجود عسكري أميركي، داعياً كل قوى المقاومة إلى ترجمة هذا الالتزام في ساحتها ووفقاً لقدراتها وخططها.

مصادر متابعة للملف الإقليمي والدولي قالت بعد كلام السيد نصرالله، إن الكلمة هي برنامج العمل الذي يعبر عن رؤية محور المقاومة بدوله وقواه، بعدما أتاحت الساعات الفاصلة عن الاغتيال حالة تشاور وتواصل على أعلى المستويات أفضت إلى رسم الخيار المشترك، الذي يعني دخول المنطقة والعالم مرحلة جديدة، بحرب مقاومة تهدف إلى إخراج القوات الأميركية من المنطقة، وهذا تحوّل نوعي في الجغرافيا السياسية والعسكرية والاقتصادية في العالم. وتوقعت المصادر أن تؤدي ترجمة هذا القرار على مستوى قوى محور المقاومة وحكوماته إلى نصف حرب، ربما تتحوّل إلى حرب كاملة إذا واصل الرئيس الأميركي التعامل برعونة مع المنطقة وتوازناتها، وتساءلت عما إذا كان العالم بجناحيه الملتحق بالسياسات الأميركية والمختلف معها قادر على فعل شيء يمنع الانزلاق إلى مواجهة كبرى سيكون لها الكثير من الانعكاسات والتداعيات على الملف النووي الإيراني وسلميّته أولاً، وعلى طرق التجارة الدولية ومضيقاتها وممراتها المائية ثانياً، وعلى أسواق النفط والغاز ثالثاً. وتساءلت المصادر عما إذا كان الرأي العام الأميركي والمؤسسات الدستورية الأميركية سيستطيعان منع الانفجار الكبير في توقيت مناسب، طالما أن شهوراً عدة لا تزال تفصلنا عن الانتخابات الرئاسية الأميركية، التي ينظر إليها المتابعون كمناسبة لوقف التصعيد بإزاحة الرئيس الأميركي من المشهد السياسي، فماذا حتى ذلك الحين، وما سيقع من ضحايا وما سيُراق من دماء، وما يخرب من عمران؟

وأكد السيد نصر الله أن «هذا الاعتداء الأميركي هو بداية أميركية في المنطقة وهو حرب جديدة من نوع جديد، وقد بحثت أميركا عن شيء يحقق لها إنجازاً ويدعم حلفاءها ويكسر محور المقاومة ولكن لا يؤدي إلى حرب مع إيران».

وكشف السيد نصرالله أنه قال للشهيد سليماني في الزيارة قبل الأخيرة «إن هناك تركيزاً في الإعلام الأميركي عليك لاغتيالك، فرد الحاج قاسم بالابتسامة قائلاً «ادعُ لي بذلك»، مشيراً إلى «أنه أينما ذهبوا أميركا و»إسرائيل» في المنطقة وفي كل محور المقاومة كانوا يجدون قاسم سليماني في مواجهتهم من سورية إلى العراق واليمن وأفغانستان».

ولفت السيد نصرالله الى “أن “اسرائيل” تعتبر أن أخطر رجل على وجودها وكيانها هو قاسم سليماني وكانت لا تتجرأ على قتله فلجأت إلى أميركا لقتله، وكانوا يأملون باغتيال الحاج قاسم أن يحصل وهن بالعراق وأن يتراجع محور المقاومة وأن يسقط التنسيق بين المحور وأن تخاف إيران فتتراجع وغير ذلك”. وأضاف أن القصاص العادل يعني إنهاء الوجود الأميركي من القواعد العسكرية والبوارج وكل ضابط وجندي أميركي على أرضنا في المنطقة”. وتابع “عندما تبدأ نعوش الضباط والجنود الأميركيين بالعودة إلى بلادهم سيدرك ترامب أنه خسر، وعندما يرحل الأميركيون عن منطقتنا سيصبح تحرير القدس أقرب”.

وتناوب الخبراء والمحللون العسكريون على محطات التلفزة على تحليل خطاب السيد نصرالله، حيث أجمعوا على أن المنطقة أمام مرحلة جديدة من المواجهة مع الولايات المتحدة وأن ثمن اغتيال سليماني سيكون نهاية الوجود الأميركي في المنطقة، مشيرين الى توحيد جبهات وقوى ودول محور المقاومة استعداداً للرد السريع على اغتيال سليماني والمهندس.

 

"اللواء": الخلافات تعصف بالتأليف.. والوزارات السيادية خارج التفاوض!
محليا، علمت «اللواء» ان الوزارات السيادية الأربع خارج التفاوض، مع المكونات الحزبية والكتل الكبرى، لا سيما التيار الوطني الحر، حيث ذكرت المعلومات ان دولة كبرى معنية أعلنت رفضها القاطع ان تكون ايا من الوزارات الثلاث: الدفاع، الخارجية، الداخلية من حصة التيار الوطني الحر، خلافاً لما كان عليه الوضع في الحكومة المستقيلة.

وكان الخلاف احتدم بين الرئيس المكلف والوزير باسيل، الذي طالب بوحدة معايير لاختيار الأشخاص الذين سيتولون الحقائب، بحيث يكون من بين هذه المعايير خلو الحكومة من وزراء سابقين بصرف النظر عن تاريخ توزيرهم بدليل ان الشخصيات المرشحة من قبل التيار العوني ليسوا بوزراء سابقين، في محاولة لاستبعاد كل من الوزيرين دميانوس قطار وزياد بارود.

وفي السياق، حالت عطلة نهاية الأسبوع، وعيد الميلاد لدى الطائفة الأرمنية، دون تكثيف الاتصالات من أجل وضع اللمسات الأخيرة على تشكيل الحكومة، خاصة وان الحدث العراقي باغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني ونائب قائد الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، قد أرخى بثقله على وضع المنطقة ككل وليس على لبنان فقط.

واللافت ان كلمة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، في التأبين الجماهيري الذي نظمه الحزب للرجلين في الضاحية الجنوبية لم تتضمن أية إشارة إلى انعكاس الاغتيال سلباً على الوضع الحكومي، فيما لوحظ ان أوساط كتلة «حزب الله» النيابية، قللت من تأثير الاغتيال مباشرة على الوضع الحكومي، واعتبرته حدثاً منفصلاً عن شأن داخلي كتشكيل الحكومة، لكن جهات سياسية تعتبر من ضمن محور المقاومة مثل الوزير السابق وئام وهّاب، استبعدت ان تكون عملية تأليف الحكومة أولوية في هذه المرحلة، وأكدت ان هناك معطيات جديدة تتطلب حكومة من نوع آخر، بمعنى ان تكون الحكومة سياسية وليس تكنوقراط، تتولى إدارة شؤون المواجهة الدائرة في المنطقة بين الولايات المتحدة وإيران، والتي تتطلب إدارة سياسية، بحسب وهّاب الذي كشف في سياق مقابلة مع محطة «الجديد» ان اللقاء الأخير بين الرئيس المكلف حسان دياب والوزير جبران باسيل، لم يكن ايجابياً ولا جيداً، بل انه حصل فيه نوع من التصادم وان على الرئيس المكلف ان يدور الزوايا في موضوع الحقائب، ولفت وهّاب انه يفضل ان يكون للدروز وزيرين وليس حقيبتين ولو اقتضى الأمر رفع عدد الوزراء إلى 20 وزيراً.

ولذلك، تترقب الأوساط المتابعة لعملية تشكيل الحكومة استكمال الاتصالات بشكل طبيعي اليوم للانتهاء من تذليل آخر العقد، والتي باتت تتركز على بعض الحقائب التي يتولاها وزراء مسيحيون وسنة، لا سيما الداخلية والخارجية والعدل والدفاع والاتصالات.

وقالت مصادر مطلعة لـ«اللواء» ان هناك اجتماعات ستعقد اليوم سبقتها لقاءات مساء امس لتذليل بعض العقبات المتصلة بالأسماء في التمثيلين المسيحي والسني.
واذ لفتت الى ان موضوع توزيع الحقائب انتهى اوضحت انه تبقى مسألة اسقاط الاسماء على الحقائب ولا تزال محور اخذ ورد.

ورأت انه اذا انتهت الإتصالات على خير وتم انجاز الروتوش الأخيرة فإن ولادة الحكومة متوقعة قريبا جدا دون تحديد موعد معين لها. ولكن تردد ان موعد ولادتها قد يكون هذا الثلاثاء غير أن مصادر مواكبة لعملية تأليف الحكومة استبعدت عبر «اللواء» ان تصدر مراسيم التأليف في هذا اليوم اي غداً الثلاثاء.

واشارت الى ان هناك اسماء حسمت لكن هناك اسماء قد تشكل مفاجأة خصوصا انه يصار الى غربلة بعضها.
وكانت مصادر مقربة من رئاسة الجمهورية قد نفت عبر «اللواء» علمها بما يتردد عن اصرار رئيس الجمهورية على حقيبة الإقتصاد.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل