كلمة السيد نصر الله في الإحتفال التأبيني للشهيدين اللواء قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما

الأحد 05 كانون الثاني , 2020 04:29 توقيت بيروت لـبـــــــنـان

الثبات ـ لبنان

أشار الأمين العام ل​حزب الله​ ​السيد حسن نصرالله​ في حفل تأبيني لقائد ​فيلق القدس​ ​قاسم سليماني​ ونائب رئيس هيئة ​الحشد الشعبي​ ​أبو مهدي المهندس​ في الضاحية الى ان ليلة الجمعة هو تاريخ فاصل بين مرحلتين في المنطقة، هو بداية مرحلة جديدة وتاريخ جديد ليس لايران أو ​العراق​ انما للمنطقة كلها"، لافتا الى ان "سليماني حقق هدفه الشخصي وهذه أمنيته منذ أن كان شابا، الذين يمشون في هذا الطريق بعضهم يسقط قبل النهاية وتخمد فيهم هذه الشعلة ويموت فيهم الشوق للقاء، وآخرون تزداد توهجا وحضورا وإشتعالا، سليماني والمهندس كانا من النوع الثاني لا سيما في السنوات الأخيرة"، معتبرا ان " يوم الاغتيال سيكون نموذجا جديداً لانتصار الدم على السيف ان شاء الله.

وكشف السيد نصرالله ان ما حصل أن ليلة الخميس كان سليماني يغادر مطار دمشق علنا إلى مطار بغداد حيث كان في انتظاره المهندس وبعض أخوانه، وبعد صعودهم في السيارات تعرض الموكب لقصف بالصواريخ المتطورة من قبل الطائرات الأميركية بشكل وحشي يضمن تدمير السيارات وتمزيق كل شيء فيها"، مؤكدا أن الجميع تحولوا إلى أشلاء يصعب تميزها، وبعد ساعات تتبنى وزارة الدفاع الأميركية العملية بأمر من الرئيس الاميركي دونالد ترامب، وبعدها تتوالى بيانات التبني الأميركية وصولاً إلى تبني ترامب الذي ذكر الأسباب التي تدفعه إلى ذلك وكلها أكاذيب، وقال السيد نصر الله: اننا أمام جريمة واضحة وعلنية ومن أعطى الأمر يقول ذلك ومن نفذ العملية يعلن ذلك صراحة، وبالتالي نحن لسنا أمام عملية اغتيال مبهمة ونحتاج إلى لجنة تقصي حقائق، بل أمام جريمة شديدة الوضوح، ترامب أمر الجيش الأميركي تنفيذ الجريمة فقامت قوة من الجيش بتنفيذها"، لافتا الى ان "الاقدام على هذه الجريمة بهذه الطريقة المفضوحة يشير إلى أمرين، فشل كل محاولات الاغتيال السابقة من دون دليل، حيث حصلت محاولات عديدة بعضها كشف عنه وآخر لم يكشف عنه حتى الآن، ما دفعهم إلى العمل العلني والمكشوف، أما الثاني هو مجموعة الاوضاع والظروف التي تعيشها منطقتنا ومحصلة الصراع القائم وصولا إلى تطورات العراق الأخيرة ونحن على أبواب انتخابات رئاسية أميركية، مشيرا الى ان استعراض هذا المشهد يوضح أهداف الإغتيال ويحدد مسؤوليتنا جميعا لمواجهة أهداف الاغتيال، لأن هذا العرض هو ليبنى عليه.
وأوضح أنه بعد 3 سنوات من تولي ترامب الرئاسة الأميركية، أعلن عن ​سياسة​ خارجية في العالم ومنطقتنا، لكن بعد 3 سنوات هناك فشل وعجز وارتباك وليس هناك ما يقدمه للشعب الأميركي على مستوى السياسة الخارجية وهو ذاهب إلى الانتخابات"، مشيرا الى ان "ترامي وضع هدف أول في ايران وهو اسقاط النظام الإسلامي وهذا ما عبر عنه جون بولتون المستشار السابق للأمن القومي الأميركي الذي كان يعبر عن إستراتيجية ترامب تجاه إيران أما الهدف الأدنى هو ضبط السلوك الإيراني، وبالتالي الوصول إلى إتفاقات جديدة، بينما إيران لم تستجب، خرج من الإتفاق النووي وفرض عقوبات وقام بمحاولات الحصار والعزل والرهان على الأزمة الاقتصادية والدفع باتجاه الفتنة ولكن فشل كل ذلك"، مؤكدا ان ترامب ذاهب إلى الانتخابات، لا يستطيع أن يقول أنا اسقطت النظام الإيراني أو أخضعت طهران بل وصل لمرحلة لتوسيط الأوروبيين للقاء روحاني بينما طهران رفضت، وإن سياسة ترامب هي أن يأتي بإيران إلى طاولة المفاوضات، لكن ستنتهي ولايته ولن تذهب إيران إليه ولم يتلق إتصالا هاتفيا.

وشدد نصرالله على ان ترامب فشل في لبنان ايضا، بالرغم من كل الأموال التي أنفقت للتحريض على المقاومة، واخر زيارة لديفيد ساترفيلد كان يهدد المسؤولين اللبنانيين بأنه خلال 15 يوما ستقصف منشآت حزب الله في البقاع بحال لم تفكك وسيوضع لبنان تحت دائرة العقوبات، وكان ردنا بأنه سنقوم برد سريع ومتناسب"، مؤكدا ان " كل محاولة الضغط على لبنان لم تجد نفعا، وكذلك الحرب في اليمن هناك عجز والقرار في الحرب هو أميركي بالأصل.

وشدد نصرالله على ان الأميركيين في الاونة الأخيرة حاولوا أن يدفعوا بالعراقيين إلى الحرب الأهلية، موقف المرجعية والقيادات والعشائر والحشد حال دون ذلك، وواشنطن حاولت احداث فتنة بين الشعبين الإيراني والعراقي، وتصرفوا في الأسابيع الأخيرة بهلع وهم يشعرون أن العراق يفلت من أيديهم، معتبرا ان ترامب والادارة الأميركية أمام هذا الفشل والعجز في المنطقة ذاهبة إلى انتخابات رئاسية، ليس لديه انجاز في السياسة الخارجية، في فنزويلا فشل وكذلك في كوبا وكوريا الشمالية، ومع الصين وروسيا ومع الحلفاء والأصدقاء ماذا فعل غير الاهانات والتخلي عنهم، في السياسة الخارجية الأميركية يتحدث ترامب عن 3 انجازات في خطاباته الانتخابية: 400 مليار دولار التي أخذها من السعودية بسخرية واهانة، عن صفقات بيع السلاح إلى الدول العربية بعشرات مليارات الدولار، قرار نقل السفارة الاميركية من تل أبيب إلى القدس.

وأكد ان هذه هي انجازات ترامب في السياسة الخارجية، لذلك ترامب والادارة الأميركية باتوا معنيين بالذهاب إلى مرحلة جديدة، نحن لسنا أمام عملية اغتيال منفصلة، بل بداية أميركية في المنطقة، لسنا نحن ذاهبون إلى الاعتداء بل هم بدأوا حربا جديدة في المنطقة.

وقال السيد: نحن على مشارف انتصار استراتيجي في المنطقة ولا ننهزم بسقوط قائد من قادتنا بل نحمل دمه وأهدافه ونمضي إلى الأمام بارادة وايمان وعشق للقاء الله كعشق قاسم سليماني، ويبدو أن المنطقة ذاهبة إلى تطورات الى وضع مختلف وعلى قوى المقاومة التعاون والتنسيق في الجهد لتعظيم قدراتها،وإن قاسم سليماني ليس شأنا ايرانياً بل يعني محور المقاومة ويعني الأمة وهذا لا يعفي المحور من المسؤولية،  وإنه لا يوجد اي شخصية في موازاة قاسم سليماني وابو مهدي المهندس وحذاء قاسم سليماني يساوي راس ترامب، وشدد السيد أن القصاص العادل يعني الوجود الأميركي في منطقتنا وإن القواعد العسكرية الأميركية والبوارج العسكرية الأميركية وكل ضابط وجندي أميركي على أرضنا وفي منطقتنا، هو القصاص لنا و لقاسم سليماني، وإنه اذا تحركت قوى المقاومة فهذا يعني أن أميركا ستخرج من منطقتنا ذليلة واهنة ضعيفة.

وختم السيد حسن كلمته: تحرير القدس المحتلة سيصبح أقرب من اي وقت مضى اذا خرج الأميركيون بل قد لا نحتاج إلى معركة، لن تضيع دماء الشهداء وسننتصر في نهاية المطاف .

 

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل