حكومة صَدمَة ..لا حكومة صادِمَة ـ أمين أبوراشد

الأربعاء 18 كانون الأول , 2019 10:36 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

بات إسم  الرئيس سعد الحريري غير ذات أهمية في مسألة التكليف برئاسة حكومة غير قابلة للتأليف، لأن التوافق على رئيس مُكلَّف يُحدِث صدمةً في الشارع، بات هو المطلوب، بعد أن باتت عودة الحريري صادمة ومُخيِّبة لآمال الغالبية الساحقة، سواء كانت قوى سياسية لها حجمها، أو قيادات حراك جعلت بيت الوسط ضمن بنك أهداف الهجوم الشعبي، أسوةً بمنازل وقصور الميقاتي والصفدي وكرامي وريفي والسنيورة والخطيب، مع توصيف من النائب فؤاد مخزومي، بأن موقف دار الفتوى القاضي بأن يكون الحريري أو لا أحد على رأس الحكومة، لم يصدُر رسمياً عن  دار الفتوى، التي تتحاشى إصدار قرارٍ واضح يضعها في مواجهة مع الشارع الرافض للحريري كي لا تدخل ضمن لأئحة الأهداف وتسقط  هيبتها كصرحٍ ديني له وزنه.

إن الإتصال الذي أجراه مفتي طرابلس بالرئيس بري، وزيارة الرئيس الحريري الى عين التينة بعد ليلة المواجهات التي حملت نوعاً من لهيب 7 أيار، وصدور بيان من آل صيداوي تتبرأ فيه  العائلة من الشاب الذي نشر الفيديو المُسيء للمقامات الدينية، هذه الأحداث المحلية تكاد تطغى، لا بل هي حُكماً تطغى في تداعياتها على زيارة دايفيد هيل المُرتقبة ليلة الخميس، بحيث يتزامن وصوله مع انتهاء الإستشارات النيابية المُقررة مبدئياً يوم الخميس، ونؤكد على مبدئية  الموعد  لأنه لو تم تأجيل الإستشارات أياماً قليلة فسيكون بناء لطلب الحريري، ولو حصلت هذه الإستشارات وأتت بالحريري برقمٍ هزيل من تسميات النواب، نكون قد خَطَونا الخطوة الأولى نحو حكومة  صادمة من بدايتها ولن ترى النور، لأنها لن تُرضي الشارع من قبل ولادتها العسيرة المُتعثِّرة بمُجرَّد تسمية الحريري.

لن يحمل دايفيد هيل في حقيبته إسم رئيس حكومة مُقترح، ولا تصوراً لحكومة تكنوقراط أو تكنو - سياسية، بل كل ما تحويه حقيبته قضية (البلوك رقم 9) وخارطة أميركية - إسرائيلية لترسيم الحدود، إضافة الى شروط "صفقة القرن" لرفع كابوس المجاعة عن اللبنانيين، وأقسى هذه الشروط توطين الفلسطينيين ودمج النازحين!

ولأن لبنان لا يحتمل حكومة صادمة باهتة من حيث الشكل والمضمون، شبيهة بحكومات سابقة كانت محكومة بالتوافق والتكاذب الوطني، فإن حكومة الصدمة هي المطلوبة، بدءاً من رئيس مُكلَّف غير سعد الحريري ووصولاً الى وجوه وزارية واعدة غير تقليدية، سواء كان شكل الحكومة بغالبية من التكنوقراط، أو حكومة من لونٍ واحدٍ وهذا ما نخشاه، لأنها ستكون حكومة مواجهة قاسية مع أميركا ومع الغرب ومع الداخل أيضاً، ومخاض ولادة هكذا حكومة للأسف قد تستحضره أجواء قريبة من 7 أيار لمواجهة من إمتطوا أكتاف الحراك المطلبي، لتنفيذ أجندة أميركية عناوينها في محفظة هيل، وهذا الشارع اللبناني الذي يضُمّ مختلف الشرائح بدءاً من الفقراء والبسطاء وصولاً الى العملاء، تسوده الفوضى الهدَّامة التي تمنعه من رؤية موحَّدة لما يحمله هيل من مكائد وشرور.. 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل