بيرلا جو معلولي.. هل هذا وجه الحراك؟

الأربعاء 18 كانون الأول , 2019 10:16 توقيت بيروت مقالات مختارة

الثبات ـ مقالات مختارة

قادت "بوسطة الثورة" المشبوهة واشتهرت بفيديو لها وهي تصرخ بحالة جنونية، وبلطجت على الطرقات إلى جانب قطاع الطرق في جل الديب. لم تترك فرصة لتُظهر بها الوجه الهمجي للحراك، حتى كشفت في الآونة الأخيرة عن خلفيتها الفكرية المطبعة والداعية لـ"الحياة" و"الحب" مع العدو الصهيوني. بيرلا جو معلولي إحدى الناشطات في الحراك الشعبي، والتي لطالما تحدثت باسم شباب هذا الحراك، علقت في وقت سابق من على حسابها على "تويتر" على تغريدة نشرها حساب "ما يسمى بـ"جيش الدفاع الإسرائيلي"، بلغة واضحة التواطؤ والتعاطف مع العدو.

معلولي قالت في تعليقها انها "سئمت" من هذه الحرب مع الاحتلال، وانها "لا تريد أن يتم تهريب أي أسلحة ولا تحليق طائرات فوق رؤوسنا"، مضيفة ان "البعض منا يريد أن يعيش ويحب بكل قلبه وأن يتفاعل ويبدع فحسب، وأنا متأكدة من أن الشيء نفسه ينطبق على البعض منكم" (اي الإسرائيليين).

ادريس لـ"العهد": التواصل مع العدو يخدمه
العضو المؤسس لحملة مقاطعة "إسرائيل" في لبنان سماح ادريس في حديث لموقع "العهد الإخباري" علق على الموضوع، وقال إن مسألة التواصل مع مواقع وصفحات إسرائيلية، سواء كان هذا التواصل عن "حسن نية " أو عن "سوء نية"، يخدم العدو الصهيوني ويجمّل صورته، موضحاً ان "هذا التواصل يشرّع التعامل مع العدو بغير الطرق المحددة من طرفنا كحملة مقاطعة، والمتمثلة في المقاطعة والمقاومة".

وقال ادريس إن اي حوار مع العدو، ولو من موقع الهجوم عليه، "ليس اعترافًا بوجوده فحسب، وإنما اعترافًا أيضًا بامكانية التوصل معه إلى نقاط مشتركة عن طريق الحوار"، مضيفًا ان ما يجري من متابعات لصفحات إسرائيلية وتعليقات عليها، هو تطبيع وإن قام المتابع أو المعلق بذلك عن حسن نية "لإحراج الإسرائيلي او تشويه صورته امام القراء الآخرين". وأكد ان هذا "الحوار هو خطر كبير يجب عدم الانجرار إليه ويجب مقاطعته"..

وأشار ادريس لـ"العهد" إلى ان معلولي "ردت على حساب رسمي لجيش الاحتلال، ما يعني انها تتحاور مع المجرم والمغتصب والقاتل والمهجِّر"، متسائلا : "ما هي النقاط المشتركة التي تحاول معلولي اثباتها؟ على ماذا سيدور الحوار بينك وبين من احتل وانتهك السيادة اللبنانية؟"، وتابع: "في حال لم تعتبر الناشطة ان العدو احتلّ جزءًا من الأراضي اللبنانية، هذه مشكلتها، لكنّ الواقع يقول انه حتى اللحظة تنتهك طائراته أجواءنا وما زال يزرع بقنابله العنقودية ارض الجنوب ويزرع بيننا عملاءه، ناهيك عما فعله بحق الشعب الفلسطيني من فظائع".
ولفت ادريس إلى ان "معلولي التي تعتبر نفسها احد وجوه هذا الحراك تمثل نفسها أو التنظيم الذي تنتمي إليه"، وقال إن " نماذج كهذه تشوه الوجه الجيد لباقي ناشطي الحراك، المعادي لـ"إسرائيل" بشكل واضح".

وتحدث إدريس لـ"العهد" عن العوامل الرادعة من أجل عدم الوقوع في فخ التطبيع، مشيرا إلى ان "القانون اللبناني الصادر عام 1955 يمنع بشكل أساسي التعامل التجاري والمالي مع العدو الصهيوني، وتحظر الجملة الأخيرة من المادة الأولى من القانون التعامل مع إسرائيل اياً كانت طبيعته"، وقال: "يجب تعديل هذا القانون لتحديد ما المقصود من هذا التعامل، وشمله بالتعامل الثقافي والفني والأكاديمي والالكتروني.. اي ان يدرك كل لبناني ان التواصل مع العدو عبر مواقع التواصل ضمن أنواع التواصل الأخرى هو جزء من التعامل مع العدو الصهيوني ويعاقب عليه القانون".

وأضاف ان الرادع الثاني يتمثل بالعمل الحزبي والنقابي، مؤكدا ان على هذه الجهات ان تضع مقاومة التطبيع على رأس اجندتها، وليس اعتبار هذه المسألة "تحصيل حاصل". وقال إن العامل التعليمي يلعب دورا هاما في تنشئة الجيل الجديد على فكر مقاومة التطبيع مع العدو، خصوصا بعد انتشار الكتب المدرسية التي تبرز خارطة باسم "إسرائيل" بدلًا من فلسطين المحتلة.

وقال ادريس لـ"العهد" إن على "هيئات الحراك الشعبي، التي تعتبر نفسها ممثلة لمن هم في الشارع،  ان تكون واضحة في هذا الشأن، وان تتخذ موقعا عدائيا تجاه "إسرائيل" ورافضا للتطبيع"، مضيفا ان "هذا الأمر يتم تجاهله من جهات متعددة، لأسباب نجهلها"، وقال: "كما نحارب الفساد الداخلي والنهب الداخلي والطائفية الداخلية والعنصرية الداخلية، فإنّ علينا أيضًا محاربة الفاسد الأكبر والناهب الأكبر والطائفي الاكبر والعنصري الأكبر: الكيان الصهيوني".

 

هبة العنان ـ  العهد


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل