"أريكة القمر" ووصية واصا باشا - أحمد زين الدين

الخميس 12 كانون الأول , 2019 11:51 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

ماذا لو كان الشاعر والسياسي الفرنسي لامرتين (1790 - 1889) حيا، وزار لبنان خلال الأربعين سنة الماضية، وتحديدا خلال ال 25 سنة الماضية، وهو الذي اطلقت على اسمه أحدى اجمل وديان لبنان وتقع بين قضاءي عاليه والمتن، لأنه تغنى بجمال لبنان ذات يوم، ووصفه خلال زيارة له، ب "أريكة القمر".

لو يعلم لامارتين أن حريقا اندلع مرة في جزء من واديه، واتى على آلاف الأشجار المعمرة، ولو يعلم أن بلدية يقع قسم من الوادي في حرمها قررت تأجير أرض من هذه الوادي لإقامة معمل لفرز النفايات فيها.

اه، لو كان الرجل شاهد لبنان في الأيام الأخيرة مع "شتوية" استمرت لوقت قصير فأغرقته وقطعت الناس في الطرقات لساعات طويلة، ولو شاهد شواطئه التي تحولت إلى ملكيات خاصة أو مكبات للنفايات، وبالمناسبة نعلم السيد لامارتين، أن "الشواطئ الذهبية" التي وصفت به ذات يوم بعيد، لم يبق فيها ذرة رمل ذهبية، باستثناء بعض البقع المتناثرة.

بالمناسبة في إحصاء لإحدى المؤسسات قبل فترة غير قصيرة تبين لها أن ثلث شباب لبنان بين 18 و24 سنة يريدون الهجرة من "وطن الأرز"، ترى لو اعيد هذا الاستطلاع اليوم، كم ستكون النسبة؟ علما أن احدث الاستطلاعات تشير إلى أن غالبية اللبنانيين يرون أن الحكومة فاسدة.

حين بدأت مرحلة "عمر وعلم" في أواخر عام 1992، كان الدين العام على لبنان  لا يتجاوز ملياري دولار معظمه بالعملة الوطنية، وأخذ بالتصاعد بطريقة فلكية ليحط في العام 2019 عند حدود المئة مليار، قبل الحرب الأهلية القذرة (1975 - 1990) كان يقال: حكم الطغمة المالية التي لا تتجاوز ال 4 بالمئة وكانت تتمتع بمعظم الثروة الوطنية، إنما بقى هناك طبقة وسطى.

في نظام الطائف، صار واحد بالمئة فقط يتمتع بالثروة واندثرت الطبقة الوسطى.

ماذا بقي للبنانيين؟

الشباب يحلمون بحقائب الرحيل، العجائز يحلمون بحسن الختام قد يكون المتصرف الالباني واصا باشا المميز بفساده وشرهه للمال الذي قال عنه الشاعر تامر الملاط:

رنوا الفلوس على بلاط ضريحه             وانا الكفيل لكم برد حياته.

أحسن من ترك للبنانيين قولا شهيرا: "ثلاث آفات تهدد وجود لبنان هي:الطائفية، الماعز، والسياسة، كلها تأكل الأخضر واليابس".. فعلا لقد اكلوا الأخضر واليابس.. دعونا"نترحم" على الجراد في عام 1914.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل