سقوط الحريري أمام شبح 7 أيار ـ أمين أبوراشد­

الأربعاء 27 تشرين الثاني , 2019 10:14 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

مَن يقرأ بيان اعتكاف الرئيس سعد الحريري عن قبول التكليف برئاسة الحكومة، يتأكد له أن هذا البيان قد تأخر إصداره شهرا، لأن الحريري بقي حتى آخر لحظة مُراهناً على شارع يصدح له "أنت أو لا أحد"، الى أن انتهت قصة الرجل بزواريب قصقص في الليلة التي سبقت إصدار بيانه الباهت، الذي ألحقه أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري بنداء الى المناصرين بعدم استخدام الشارع.

وحسناً فعل "الحريريان" بالطلب من المناصرين الإنسحاب من الشارع ليل الإثنين قبل البيان، وليل الثلاثاء بعد البيان، لأن حُرّية التحركات في الشارع وقطع الطرقات تختلف بين منطقة وأخرى، وهي يُمكن أن تنتهي على خير في منطقتيّ عكار وطرابلس، حيث أبناء البيت الواحد، وفي الذوق وجل الديب حيث كانت تُقفَل الطرقات بأوامر من عوكر وتُفتح وسط عمليات الكرّ والفرّ بين الجيش اللبناني وقُطَّاع الطُرق، لكن حساسية جسر الرينغ المجاور لخندق الغميق وزواريب قصقص المُتقاربة، ومثلَّث خلدة كبوابة للجنوب، ومنطقة البقاع الأوسط كمدخل الى بعلبك، هي التي متى حصلت فيها احتكاكات فإنها البداية التي تعود بنا الى 7 أيار حتمي، يحاول الجيش اللبناني ومعه المقاومة تجنُّبه، لأنه لن يقتصر على منطقة "تماس" مذهبي دون سواها، والدليل ما حصل على "جبهة" عين الرمانة - الشياح.

النفوس محقونة، وحقُّها أن تكون كذلك، عندما يُصنَّف الضحية الذي سقط في الشويفات شهيداً، وتُصنَّف الضحيتان في الجنوب من عداد القتلى، وإذا كان "الثوَّار" بعد مرور أربعين يوماً على حراكهم، لم يتنبَّهوا أنهم من حيث يدرون أو لا يدرون هُم وقود إحراق الوطن، فقد جاءت حادثة الإحتكاكات على جسر الرينغ وداخل زواريب قصقص لتُنذِر الجميع وأوّلهم الرئيس سعد الحريري أن اللعبة أكبر منهم ومن حسابات الحريري الشخصية، ومن تعليمات بومبيو وفيلتمان وبن سلمان.

ولا لزوم لتكرار مقولتنا على مسامع "الثوار"، أن هناك سفارات قد امتطت حراكهم عبر أدوات حزبية لبنانية داخلية، لأن الأحزاب الأربعة التي تقطع الطرقات وتموِّل وتدعم التظاهرات، إنما هي تتحرَّك من أجل أربعة زعماء، لم يعُد لديهم ما يخسرونه نتيجة خسارة خيارات إقليمية وداخلية كانوا يُعوِّلون عليها لضرب المقاومة وحليفها الرئيس ميشال عون..

ليس لدى السيد سمير جعجع ما يخسره في "الحرتقة" على عهد مَن لم تكتمل معه مصالحة معراب، ولا لدى السيد سامي الجميل ما يخشاه بعد النكبة في الإنتخابات النيابية والإستبعاد من الحكومة، ولا لدى السيد وليد جنبلاط ما يدفعه الى استنهاض زعامة آحادية في الجبل ماتت سريرياً وسوف تُدفن في عهد تيمور، ولا لدى السيد سعد الحريري القُدرة على توحيد شارع سُنِّي حوله لتكون لديه القُدرة على استجلاب 7 أيار في مواجهة حزب الله المُستهدف الأول في هذه الجريمة التي تُرتكب بحق لبنان المقاوِم.

ونصيحة أخيرة لوجه الله ومن أجل لبنان، أن تتوقَّف الجماهير ذات الحقوق المطلبية عن "قرقعة الطناجر" التي تصمّ الآذان عن أزيز الرصاص القادم الذي لا يُحقِّق لها مطلباً سياسياً إضافياً، وأن يتنبَّه السيد سمير جعجع أن "المجتمع المسيحي" قد ضاق ذُرعاً من "أحلامه الكانتونية"، وعلى السيد سامي الجميل ووالده أن يرتضيا الزعامة على بكفيا لأن حجم الكتائب هو هو مهما "حفروا في الصخر كتائباً"، وعلى السيد جنبلاطً أن يُدرِك بأن اللعب على مثلث خلدة ممنوع لأنه مدخل الجنوب، وعلى الرئيس الحريري أن يأخذ إجازة طويلة لأن شارعه جائع أكثر من باقي الشوارع، ومن مصلحته الإحتجاب عن مخاطبة البطون الخاوية بسبب سياسات النهب لكل الحكومات الحريرية المُتعاقبة، والبطون الخاوية غير قادرة على مُواجهة 7 أيار جديد..


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل