رسائل الحوثي والاحداث اليمنية المقدرة - يونس عودة

الثلاثاء 12 تشرين الثاني , 2019 01:07 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

لم تكن الرسائل التي وجهها قائد الثورة اليمنية السيد عبد الملك الحوثي بحضور ملايين اليمنيين في الساحات في ذكرى المولد النبوي الشريف رسائل عابرة السبيل , وانما كانت نابعة من الاصرار على رد اي عدوان سواء كان من الجوار السعودي , او من الكيان الصهيوني الذي يفاخر رئيس وزرائه الفاسد بنيامين نتنياهو بانه تمكن من اقامة علاقات مع ست دول عربية , وان كيانه "يحمي" نظامي الاردن ومصر من السقوط , دون ان يخرج ولو صوت يتيم من الدولتين يستنكر او يعلن عن دهشته من التعالي الاسرائيلي عليهما .

ان السنوات الخمس من العدوان المستمر من جانب التحالف المترنح الذي تقوده السعودية بغطاء غربي وفي مقدمه الاميركي, انتج اسطورة صمود وتصدي وثبات غير مسبوقة في تاريخ الحروب على شعب قرر منح البشرية دروسا وعبرا في الانتماء , مهما غلت التضحيات بمواجهة حرب شاملة من الحصار الكامل والقتل اليومي , والرد الذي يزلزل العدوان كما حصل في استهداف رمز القود والقدرة السعودية , سواء ارامكو او المطارات العسكرية التي تقلع منها غربان القتل والدمار .

ليس من نافذة المراوغة ان يوجه  السيد الحوثي تحذيراته المقرونة بنصائح  الى النظام السعودي من استمرار العدوان  , ومن المخاطر  الوخيمة التي تنتظره ,بعد تجربة 5 سنوات من العدوان  عندما قال بهدؤ واصرار وعنفوان لا يجارى ” انصح تحالف العدوان بوقف العدوان والحصار. على اليمن لان  شعبنا اليمني لن يتراجع في مسيرته التحررية التي تحقق له الاستقلال التام ..واستمرار العدوان معناه ان يستمر اليمنيون في تطوير قدراتهم العسكرية..وادعو النظام السعودي لوقف العدوان والحصار والا فمخاطر الاستمرار في العدوان كبير وستكون وخيمة”

ان ما يستند اليه الحوثي في تحذيراته سنوات من الحرب الشاملة اراد العدوان منها , أن توصل اليمن الى أسواء مراحل الضعف والاستسلام ، ولكن اليمن تحول الى قوة لا يمكن لاعتى دول الاستكبار والتعالي ان تتجاوزها مسنودة على تماسك داخلي مدهش وقدرات عسكرية هجومية متطورة ابتدعها شعب يعاني من الجوع وابسط مستلزمات الحياة تحت اعين المجتمع الدولي الصامت عن الحق والحقيقة, بيد ان هذا المجتمع الدولي المرهون لاموال النفط , وجزء منه مسروق من اليمن نفسها وهو بمقدار 120 مليون برميل خلال السنوات الخمس من عمر العدوان , لم يتمكن من حرف الانظار  عما يجري في  مسرح العمليات العسكرية ولا سيما بعد عملية "نصر من الله " والاعتراف بالفشل العسكري لتحالف العدوان على اليمن الذي يستجدي  مرغما  طاولة مفاوضات سرية مع أنصار الله وفق اعترافات سعودية متكررة  للخروج بماء الوجه من مستنقع اليمن وهو ما يجعل إنهاء هذه الحرب العدوانية  مسألة وقت لا أكثر.

الا ان الرسالة الاقوى وبيت القصيد كانت مواجهته للكيان الصهيوني الذي يشارك خبراؤه في ادارة الحرب على اليمن , فالسيد الحوثي يجزم بان "العداء لإسرائيل ككيان غاصب هو موقف مبدئي إنساني أخلاقي والتزام ديني"، في الوقت الذي تنبطح فيه كثير من الأنظمة العربية والاسلامية تحت اسرائيل، والأشد في الرسالة الكشف عن قدرات عسكرية تطال كل الاهداف الحساسة في الكيان الغاصب لفلسطين , اذا تورط بأي حماقة ضد اليمن ”  فإنَّ شعبنا لن يتردد في إعلان الجهاد في سبيل الله ضد هذا العدو، كما لن نتردد في توجيه أقسى الضربات الممكنة لاستهداف الأهداف الحسَّاسة جداً على كيان العدو الإسرائيلي “.وهذا يعني ببساطة كلية في اللغة العسكرية ان الاهداف محملة على خريطة بنك الاهداف , وتنتظر امر الرمي , وهو المرهون بتطور ميداني تقدره القيادة , ما دامت الاسلحة لمعالجة الاهداف متوافرة .

​هذا جانب من الصورة اليمنية , بينما المقلب الاخر , حيث يسيطر التحالف العدواني , فان مساعي ردم الهوة بين حكومة منصور هادي والمجلس الانتقالي في الجنوب , بعد جولات التقاتل والتذابح على السلطة والنفوذ في المناطق , لم تجد السعودية الا اغراءات المال والرشى لاصلاح ما يصلح , رغم "اتفاق الرياض " بين الطرفين , والذي اخرجت السعودية بموجبه  شريكتها الامارات من قلب المعادلة وتركتها على الرصيف .

ان الاتفاق الموضوع تحت اختبار التطبيق حتى شباط المقبل دونه شكوك واسعة , لفقدان الثقة بالسعودية من ناحية بعد اخراجها شريكتها الاساس في العدوان , والاستئثار بالارض , والرعاية , ومن ناحية ثانية البون الشاسع في الرؤى بين جماعة هادي , والمجلس الانتقالي , سيما وان الامر مناط ايضا بتوزيع الحصص بعد محاولات دمج القوى واختيار القادة لها واختيار محافظين وموظفين وتوزيعهم تحت " اشراف قيادة  التحالف" اي السعودية , وهذا الامر يسقط حق طرفي الاتفاق في الأمرة , لا بل يحول القوى المأمول دمجها الى رهينة تحركها قيادة التحالف , ويمكن ان تكون كبش التضحية على مذبح الاتفاق الذي تسعى اليه السعودية مع انصار الله.  


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل