المشاركة في مؤتمر منظمة " جي ستريت " وتبديد المزيد من الحقوق والعناوين الوطنية ـ رامز مصطفى

الجمعة 01 تشرين الثاني , 2019 10:11 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

لا يزال فريق السلطة الفلسطينية عند رهاناته في إمكانية تحقيق ما يسمى بالسلام مع الكيان الصهيوني ، من خلال وهم القدرة على إحداث اختراق في المجتمعين الأميركي والصهيوني ، بمزيدٍ من المشاركة في الملتقيات والمؤتمرات التي تدعو إليها منظمات يهودية أو صهيونية ، ولنسمها ما نشاء ، المهم ما تحمله من أهداف ومضامين تعمل عليها خدمة للرؤى المرتكزة على تحقيق الحلم الصهيوني وعلى حساب الحق الفلسطيني وقضيته الوطنية بعناوينها المختلفة فوق الأرض الفلسطينية غير المنقوصة .

جديد تلك الأوهام هو مشاركة فلسطينية واسعة في مؤتمر منظمة " جي ستريت " الذي عقد في الولايات المتحدة الأميركية قبل أيام ، وبالصفة الرسمية للسلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية ، بوجود صائب عريقات كبير مفاوضي السلطة وأمين سر المنظمة ، بالاضافة لأسامة القواسمي مستشار رئيس السلطة السيد محمود عباس .

المشاركة الفلسطينية في اللحظة السياسية الراهنة ، هي خروج على المعلن من مواقف قد أبدتها السلطة إزاء التشدد في الانخراط التفاوضي مع الكيان الصهيوني المباشر أو غير المباشر ، وبين هلالين اللقاءات والمفاوضات المباشرة وغير المباشرة متواصلة . وهي بالتالي أي المشاركة ومع ما تعلنه منظمة " جي ستريت " من أن : " هدفها السياسي والمعلن هو توفير رؤية سياسية داخل الولايات المتحدة موالية لإسرائيل كوطن قومي للشعب اليهودي " ، ودعمها تهويد القدس ، وتأييدها للتوسع الاستيطاني ، هي إعطاء مسوغات لتبرير المزيد من التطبيع مع العدو الصهيوني وكياناته ومنظماته السياسية ، وبما يُشكل طعنة جديدة للنضال الوطني الفلسطيني ، خصوصاً أن من يشارك من جانب الكيان رئيس الوزراء السابق إيهود باراك ، ورئيسة الوزراء السابقة تسيبي ليفني ، وهما من عتاة القادة الصهاينة ، الموغلة أيديهم عميقاً في دماء الشعب الفلسطيني ، من خلال ما ارتكبوه من مجازر .     

مدانة بالشكل والمضمون مشاركة تلك الشخصيات الرسمية وغير الرسمية ، وليس هناك أية مسوغات سوى المزيد من الإنخراط في تبديد الحقوق والعناوين الوطنية الفلسطينية ، وبالتالي يبقى السؤال ، كيف تستقيم تلك المشاركات مع رفض السلطة لما يسمى ب" صفقة القرن " ؟ ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى ، كيف تستقيم تلك الخطوات التطبيعية ، وفتح قنوات التفاوض الخلفية ، والشواهد كثيرة على ذلك ، قبل اتفاق " أوسلو " وبعده ، مع الجهود المبذولة لإنهاء الانقسام وفق رؤية الفصائل الثمانية ؟ .

                                                                                                                  


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل