"البغدادي" والانتخابات الرئاسية الأميركية ـ محمود الأحمد القادر

الثلاثاء 29 تشرين الأول , 2019 11:31 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

لم يكن محض صدفة، توزع الإرهاب في سورية، كما في العالم العربي والإسلامي، أميركا كانت تعي أنّه لا جدوى من تحويل البوصلة عن كيان العدو الصهيوني، إلا من خلال "الإرهاب" الذي يرتدي عباءة الإسلام زوراً وبهتاناً، من خلال التكفير وأكل الأكباد واللعن والطعن والجلد والرجم، عبر القاعدة وما اشتق عنها من أسماء ما أنزل الله بها من سلطان، وذلك لم يكن بالأمر السهل، ما استدعى أميركا للعمل مع آل سعود وشيوخ بلاطهم لوضع خارطة (لاسلام جديد)، لا يمت للدين بصلة لا من قريب ولا من بعيد، عرف الأميركي من يختار وهذا مؤكد لأنه لا يعرف الإسلام فكيف له أن يعلم كيف يحرفه؟

خرجت زوبعة الجيش الإسلامي في سورية، ووضعت على منصتها كل جاهل وحاقد وجزار ليقود دفتها، ووضعت الفلاسفة والمنطقيين للترويج لها من أصحاب العقول الغربية ولكن تحت حصانة دولية لا تطالها الأيدي.

الجولاني عمل ككبش برأس كبير لا يطاله أحد، ولا يستطيع أن يؤثر عليه أحد، ليتطاول على فراعنته، وهذا أيضاً ليس محض الصدفة قط، ليكون التنظيم الجديد الذي لا يعرف الرحمة قط، داعش التي صالت وجالت في الساحات ضاربة بسلاح أميركي وعقل سعودي وهابي، مجهضين بذلك دور العقل في فهم النص القرآني.

بدأ "فيلم" الرعب الأمريكي الوهابي ليصطدم ببنادق المقاومين الشرفاء، بنادق الجيش العربي السوري وحلفائه في المنطقة، ولكن بالوقت الذي لا يناسب الأميركي، فالانتخابات الرئاسية اقتربت، والشماعة التي استخدمها ترامب للفوز في الرئاسة انحدرت، فما العمل؟ الوقت قليل ولا يكفي لاختراع شيء جديد، والشرق الأوسط بات حلماً بالنسبة لأميركا وبالأخص سوريا والعراق، فما كان من ترامب إلا استخدام مصيدة الفئران، ومن يصطاد؟، نعم هو الفأر المدلل، الذي رعاه طيلة ست أعوام مضت، البغدادي يقتل بعد أن كذب وأعلن عن قتله مرات عدة، ويخرج معد الفيلم في زي المنتصر ويسرد كذبته على مناصريه، ويدعوهم لانتخابه، أميركا صنعت الإرهاب وروجت له على شاشات العربية، ومدت يدها وقبضت من بترول آل سعودهم.

لكن هل هناك بغدادي جديد باسم جديد؟ وما هي حلّة الإرهاب الجديدة، وهل غباء آل سعود سيصل إلى حد عدم القدرة على اختيار السيناريوهات كما فعل مع الخاشقجي ومن ثم حارس الملك عبد العزيز الفغم.

الإرهاب يندحر في كل ربوع سورية، والمقاومة تنتصر، وما خيار أميركا كقوة شر إلا الإنكفاء على ذاتها، ولكن دون دولار، لتكون السعودية محط طائرات الأميركان، فهناك البترول والدولار... وهو المطلوب.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل