قمة سوتشي وجولة الاسد في ادلب ـ يونس عودة

الأربعاء 23 تشرين الأول , 2019 11:45 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

لم تكن قمة سوتشي ​بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان , الا ضمن المسار الذي ينزع الاوراق من اليد الاميركية  بالتدريج من الجغرافيا السورية التي يتقدم فيها الجيش العربي السوري بثبات , وبغض النظر عن الاحلام الاردوغانية المتخبطة اكتسبت القمة اهمية استثنائية في معالجة الجشع التركي الذي اضطر اردوغان واركانه للتراجع عنه في تصريحات قبيل القمة وبالتوازي مع العملية العسكرية التركية ( نبع السلام) , بان لا اطماع في الارض السورية , والتأكيد على وحدة الاراضي السورية . الا ان اردوغان البارع في الابتزاز ذهب الى سوتشي متحصنا بالاتفاقية التي توصل اليها مع الاميركيين قبل خمسة ايام والتي اعطته الضوء الاخضرلاحتلال منطقة عرض 120 كلم وبعمق يصل الى 30كلم , وانسحاب الاكراد من مناطق عدة , اي بمعنى اخر تغطية اميركية لتركيا لاحتلال المنطقة المسماة "المنطقة الامنة". 

لقد نجح الرئيس الروسي في نزع ورقة "المخاوف التركية"من خلال الاقرار بوجودها من جهة , ودفع الاكراد في اليوم نفسه عبر قائد "قسد" مظلوم عبدي الى الاعلان عن ان قواته نفذت جميع الالتزامات الواردة في اتفاق الادارتين الاميركية والتركية --اي الانسحاب من الشريط الحدودي المتفق عليه , من جهة ثانية، وعززها بالاتفاق على تسيير دوريات للشرطة العسكرية الروسية في تلك المنطقة ,بالاخص الحدودية مع الاتراك , تماما مثلما حصل على الجبهة الجنوبية , ولاحقا سيتم تسليمها الى الجيش السوري شاء اردوغان ام ابى .

ان اهم ما في القمة " التاريخية" والوصف لاردوغان,هو الخضوع التركي لاتفاقية اضنة والتي اقرنها بوتين بانه توصل واردوغان الى حلول مصيرية مع التشديد على ضرورة تحرير سوريا من الوجود العسكري غير الشرعي .

ليست مصادفة ان يقوم الرئيس السوري بشار الاسد بجولة ميدانية على جبهات ادلب , بل انها في تزامن موفق مع قمة سوتشي سيما وانه اقرنها بموقف لا يحتمل التأويل ابدا , واثناء انعقاد القمة بية الرئيسن الروسي والتركي تأكيده أن " اردوغان لص, سرق المعامل والقمح والنفط ,واليوم يريد سرقة الارض"كما وضع خطوطا واضحة في المسألة الوطنية "اما الخيانة او الوطنية" اي لا يوجد لون اخر او رمادي ,, هناك اناس موجودون امامنا ينتظرون دخول الجيش العربي السوري .

هذه الاقانيم الثلاثة التي وضعها الاسد من على الجبهة حيث اشرف على مناورة بالمدفعية , اعطى منها زخما لبوتين وورقة قوة خلال مفاوضة اردوغان , مع تصنيف اردوغان بانه لص ,واللص سيدفع ثمن لصوصيته وان توارى خلف اتفاقات ,ولو بعد حين سيما ان سوريا صنفت الغزو التركي بالاحتلال , وهناك اشارة في كلام الاسد لاطلاق عمليات ضد المحتل , واستعداد الجيش لتقديم ما يلزم لكل من يتخذ موقفا في هذا الاطار .

الاقنيم الثاني , منح فرصة لمن لم يحسم امره بعد , او كان من المغرر بهم كي يحسم خياراته , لان الفرصة لن تتكرر بعد وصول عملية التحرير الى خواتيمها تقريبا , وليكن لكل سوري بصمته في العملية الوطنية , او ان يكون خائنا .

والاقنيم الثالث اشارة واضحة بان الاستعداد لتحرير ادلب من الارهابيين ومن معهم خلف ستائر باتت مرئية، بات مكتملا وينتظر ساعة الصفر التي تحددها القيادة .

لا شك ان اكثر الذين دفعوا الاثمان الكبيرة هم اولئك الذين وثقوا ان الولايات المتحدة يمكن ان تحقق اوهامهم , وفي المقدمة منهم اكراد واشنطن الذين تم استخدامهم اكياس رمل , واكباشا على مذبح مصالح التخريب الاميركي في المنطقة , ولعل كلام الرئيس الاميركي دونالد ترامب الساخر تكرارا من الاكراد , مثل " ليستعين الاكراد بنابليون بونابرت لحمايتهم ,, او هل يظن الاكراد اننا ستحميهم 400 سنة , افضل دليل كيف تبيع واشنطن ادواتها في سوق البضاعة المنتهية الصلاحية دون ان يرف لها جفن .  

 لعل افضل من عبر عن كيفية نهاية الحرب على سوريا هو الرئيس الفرنسي الاسبق فرنسوا اولاند الذي تم استخدامه اميركيا راس حربة في الحرب على سوريا .قال هولاند لقد انتصر كل من لم نرغب في انتصارهم.. من الاسد الى بوتين مرورا باردوغان. وطبعا يقصد بانتصار اردوغان تقديم الاكراد هدية بلا صلاحية من واشنطن لقاء خدماته . 

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل