ترامب .. أول الراقصين على رماد أرامكو ـ أمين أبوراشد

الأربعاء 25 أيلول , 2019 08:22 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

تقاطعت تعليقات بعض وسائل الإعلام الخليجية مع ما أوردته كلٌّ من ال "سي إن إن" و"الواشنطن بوست"، حول الأزمة التي تعيشها السعودية بعد استهداف حقليّ بقيق وخريص التابعَين لشركة آرامكو، لأن اتهام المملكة للحوثيين يعني ضربة معنوية قاسية لها في اليمن بعد أربع سنوات ونصف  السنة من حربها غير المُجدية على هذا البلد، واتهامها لإيران يعني وجوب حقِّ الرد على تدمير مصفاتين تعطَّل نتيجة إحتراقهما نصف الإنتاج السعودي من النفط لأشهر قادمة، مع موقف خليجي غير متضامن مع السعودية في أي موقفٍ عدائي لإيران سواء من ناحية قطر أو سلطنة عُمان أو الكويت، فيما الإمارات مُرتعِدة من التهديدات اليمنية بأن تلقى نفس مصير السعودية ما لم تٌعلن رسمياً انسحابها من الجنوب اليمني.

وبما أن الكُلّ يُجمع بأن أية ضربة أميركية أو سعودية ولو محدودة سوف تُشعِل حرباً شاملة في الشرق الأوسط، ولا أحد يٌدرك مداها الجغرافي والزمني، وصلت الأمور الى إعلامي سعودي في حديثٍ الى إحدى الفضائيات العربية من قلب المملكة قائلاً: أنا أنصح بأن "نبلع" ضربة آرامكو، لأننا غير قادرين على خوض معركة تُشعل ما تبقى لدينا من آبار نفط، ولا يجب أن نعتمد على وعود ترامب بخوض الحرب معنا، لأنه ليس أكثر من تاجر سلاح يهمُّه أن تبقى المنطقة في وضعٍ رمادي من اللاحرب واللاسلم مع إيران ليبيعنا أسلحة ويبتزّ أموالنا.

ال "سي إن إن" استضافت النائب  في الكونغرس الأميركي آدم كيزينغر الذي خدم في القوات المسلحة الأميركية في العراق وأفغانستان، علَّق على سؤال: "السعودية أنفقت المليارات على الدفاع والتسليح، أليس من الأفضل أن تقود الردّ على إيران بعد قصف آرامكو؟"، فأجاب: قد يكون الردّ بضرب مصالح إيرانية في سوريا، لكن ضربة عسكرية ولو جزئية في قلب إيران سوف تُشعِل حرباً شاملة، وتؤثر على الأمن القومي الأميركي.

"الواشنطن بوست" ذكرت، أن السؤال الأبرز الذي يطرحه المراقبون عَقِب استهداف آرامكو، هو حول الحماية التي وفَّرتها الأسلحة الأميركية للسعودية، وأن الرئيس الروسي علَّق بسخرية على استهداف المنشآت النفطية السعودية، مقترحاً أن تشتري المملكة نظام الدفاع الصاروخي الروسي كما فعلت إيران وتركيا، وهي حاولت ذلك لكنها تلقَّت تحذيرات من أميركا بعدم إبرام أية صفقة دفاعية مع روسيا.

وحيث أن الصحيفة نقلت عن خبراء قولهم، بأن "السعودية قد تلجأ مستقبلاً الى منظومة القبب الحديدية التي تعتمدها إسرائيل مع تغيير في التسمية، وعليها أن تتعلَّم كيفية الإستفادة من القدرات الدفاعية التي دفعت ثمنها مليارات لأميركا"، فإن مسلسل صفقات الأسلحة الأميركية مستمرّ لضمان استمرارية عرش آل سعود، ما دامت أميركا قادرة على تصوير إيران أنها "البعبع" الذي يُهدِّد السعودية، وما دامت السعودية مستعدَّة للخنوع من أجل بقاء عرش، فهي باقية رهينة لتاجر سلاح إسمه دونالد ترامب يهدِّد بزوال عرشها خلال أسبوعين ما لم تدفع لأميركا أتعاب الحماية ...


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل