لبنان .. الضغط الأميركي وباب النجاة ـ يونس عودة

الثلاثاء 24 أيلول , 2019 10:04 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

لم تكن زيارات المسوؤلين الاميركيين المتتابعة اكانت سياسية او عسكرية او من الباب الاقتصادي، الا لتعظيم الضغوط على لبنان في مرحلة تحل فيها  نكسات كبرى بالمشروع الاميركي - الصهيوني - السعودي في الساحات المتعددة، الا انه في الرؤية الاميركية المستندة  الى  ألسنة السؤ اللبنانية بشكل خاص، هناك اعتقاد بان الأوان حل لتطويع لبنان الذي سقى اسرائيل مرارة الهزيمة اكثر من مرة، وان الطريق الوحيدة الى التطويع والاركاع، سيكون اقتصاديا، بعدما فشلت التجارب الامنية والعسكرية والسياسية.

ليس الضغط على القطاع المصرفي، هدفه القطاع بحد ذاته، بقدر ما هو الضغط على المودع اللبناني الصغير، لان كبار المودعين والسياسيين حساباتهم مهربة الى الخارج وبالتالي فالمودع الصغير وهم الاغلبية المطلقة التي تشغل البنوك يشكلون البيئة الحاضنة للقوى التي تجابه مشروع وضع اليد السياسية على البلد.لقد جاء نائب وزير الخزانة الاميركي مارشال بيلنغسلي الى لبنان للاطلاع على مدى الاستجابة لضغوط بلاده على القطاع المصرفي، ولا سيما تصفية "جمال ترست بنك" الذي اتهمته واشنطن بتسهيل انشطة حزب الله المالية، وقد اختار "حاكم " مصرف لبنان الشخص المطلوب اميركيا وتم زرعه اصلا منذ سنوات كما الحاكم الذي لا يتزحزح على مر العهود من الادارة الاميركية للاشراف على التصفية.الا ان التهديدات الاميركية للي ذراع لبنان عبر الاقتصاد والتي تطاول حلفاء ومؤيدي مقاومة اسرائيل تراها في شروط خليفة ديفيد ساترفيلد والتي يكررها بيلنغسلي في لقاءاته المتحمورة حول:

ـ الترويع عبر الابتزاز وتصعيد العقوبات على القطاع المصرفي المرتبط بالشبكة المصرفية العالمية، وضمان تطبيق معايير واشنطن القاتلة للاقتصادات.

ـ فك المفاوضات في ترسيم الحدود ما بين المسار البحري والمسار البري حتى يتسنى لاسرائيل قضم ما امكن.

ـ تقديم تنازلات بشأن البلوكات النفطية في البحر اللبناني لصالح الاحتلال الاسرائيلي.

لذلك من المهم، ان ينبري المسؤولون الى اعلان مواقف واضحة تنتشل لبنان من الغرق في بركة الوحل التي اعدتها واشنطن بالتكافل مع تل ابيب، وليست السعودية بعيدة عنها، وبالتالي تحدي عملية الاخضاع والارتهان من جهة، واعادة العافية الى الاقتصاد اللبناني ضمن مشروع وطني يخرج لبنان من قبضة الادارة المالية الاميركية، وبالتالي منع الارتهان السياسي، وهو المطلب الاساسي للمشروع المعادي، والذي تشكل العقوبات الاقتصادية الحلقة التمهيدية للف الحبل حول رقبة لبنان ككل، وليس المقاومة وحدها.

ان الخطوة الاولى الممكنة ولا تحتاج رضى واشنطن وادواتها اكانت دولية او عربية او محلية تكمن في اعادة العلاقات الصحيحة والطبيعية مع سوريا حيث بدأت الشركات الدولية تحجز امكنتها في عملية إعادة الاعمار، وما شهده معرض دمشق الدولي من عودة للمشاركة الواسعة من دول عربية واجنبية لعله يشكل حافزا عند الذين يرغون بالسيادة الريعية لفتح اعينهم عما يحصل.

من المفهوم، ان دولا خليجية وفي مقدمتها السعودية ستمارس تهويلا على البعض، الا ان المصالح الوطنية تقتضي عودة العلاقات كتمهيد للمشاركة في اعادة الاعمار. بحيت ان التكاليف على اللبناني ستكون اقل والارباح اكثر من اي اخر بحكم الجغرافيا والتنقل.

ليس على السلطات اللبنانية الا المسارعة الى تحديد النقاط والمسارعة الى اعادة وصل الاخوة من اجل عودة التعاون اللبناني - السوري،  وليس هناك بدائل سوى المزيد من الخضوع للاميركي الذي لا هم له سوى جني الاموال العربية بذرائع مختلفة ومن بينها ايجاد واختلاق فتن بين المكونات العربية، من جهة، وانجاح الاهداف الاسرائيلية من جهة اخرى ضمن المشروع الواحد.

اما فيما يتعلق بالسعودية واستمرار الطلب من اعوانها في لبنان لرفع مستوى ضخ العداء ضد حزب الله، فان الجواب موجود لدى العقلاء في تيار المستقبل، الذين يرددون، لماذا تطلبون منا ان نعادي ونجعل بلدنا في مهب الريح وها انتم تلقيتم صفعة موجعة في احراق رمز قوتكم الاقتصادية--- ارامكو--- ولا زلتم تبحثون عن جنس الملائكة.

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل