استهداف آرامكو ... راحت السكرة واجت الفكرة - رامز مصطفى

الإثنين 23 أيلول , 2019 11:03 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

كشف الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن تطويرها لمنظوماتها الصاروخية المتنوعة والقادرة على استهداف أعدائها في حال تعرضها إلى أي عدوان سواء أمريكي أو من قبل الكيان الصهيوني . كانت في مرحلة سابقة موضع استخفاف وتشكيك من قبل أعداء إيران، على قدرتها التمكن من تصنيع تلك المنظومات من الصواريخ . وذهب بعضهم إلى وصفها أنها مجرد ألعاب لا وجود لها في الواقع، على الرغم أن تطوير تلك المنظومات قد ظهرت في أكثر من مكان، وفي أكثر من حرب شنها الكيان الصهيوني على كل من لبنان 2006 وقطاع غزة في حروب 2008 – 2009 و 2012 و 2014، وخلال المواجهات التي شهدتها خلال عامي 2018 و2019 . مضافاً إلى اليمن في مواجهة التحالف بقيادة السعودية، من مجاهدي حركة أنصار الله والجيش اليمني .

مع ما تعرضت له السعودية من ضربة موجعة ومؤلمة في درتها الاقتصادية " شركة آرامكو "، من خلال الهجوم التي شنتها الطائرات المسيرة اليمنية، " راحت السكرة واجت الفكرة " على حد تعبير المثل العربي، لدى كل من أركان البيت الأبيض الأمريكي، والكيان الصهيوني، ناهيك عن السعودية، بأن هذه الطائرات ومع ما أضيف إليها من قبل أمريكا والسعودية، أن صواريخ بالستية قد استخدمت في الهجوم، تشكل خطراً إيرانياً جدياً على المنطقة عموماً والخليج خصوصاً، من خلال تعريضها إمدادات النفط العالمي إلى ما أسموه الخطر الشديد، على اعتبار أن شركة آرامكو التي استهدفت أكبر مورد للنفط في العالم .

المعسكر المعادي اليوم وضع أمام حقيقة لا تقبل النقاش، بأن السعي المتواصل منذ سنوات بهدف تشكيل تحالف من الدول المسماة بالاعتدال + الكيان الصهيوني، من أجل مواجهة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والحد من تمددها في المنطقة، في استبدال فاضح لأولويات الصراع مع العدو وكيانه الصهيوني . هذه الجهود تبددت برمتها . فلا الولايات المتحدة وإدارة رئيسها ترامب في نية الذهاب إلى الحرب كرمى عيون السعودية، وهي لا زالت على قناعتها بأن حربها الاقتصادية في مواجهة إيران هي الأجدى حسب وزير الخزانة الأميركية، الذي صرح أن العقوبات على إيران بدأت تؤتي ثمارها . واليوم حذرت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، الرئيس دونالد ترامب، من توجيه ضربات عسكرية إلى إيران رداً على هجوم “ آرامكو ” . مضيفة في مقابلة مع الإذاعة العامة الأمريكية : " لا أعتقد أننا نتحمل أي مسؤولية عن حماية السعودية والدفاع عنها . هل هناك أي اتفاقية تنص على ذلك ؟ ” . مضافاً لذلك، التطور مفاجئ، حيث أعرب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن استعداده للإطلاع على خطة إيران الخاصة بضمان الأمن في منطقة الخليج . جاء ذلك في تصريح أدلى به في ولاية تكساس، رداً على سؤال حول استعداده للاطلاع على هذه الخطة : " أنا دائما منفتح " .

أما الكيان الصهيوني، فقد أجمع العديد من المحللين والصحف ومراكز الأبحاث والقنوات التلفزيونية، أن الهجوم على شركة آرامكو، تحمل رسائل مباشرة إلى الكيان، وأن استهدافه قد يتحقق في أية لحظة، وهو ليس بمنأى عنها . فقد اعتبر " ايهود يعاري " المحلل في " القناة 12 " العبرية : " إذا كانت إيران قد نفذت ذلك ضد السعودية، فبإمكانهم محاولة تنفيذ ذلك ضد إسرائيل " . وتابع " يعاري " : " أن كل صاروخ وطائرة مسيرة قدمها فيلق القدس للحوثيين في اليمن سوف تصل، في نهاية المطاف، إلى حزب الله والميليشيات في سورية والعراق، وربما إلى حركة حماس " . أما " معهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب، فقد أعدّ دراسة نشرته صحيفة " هآرتس " العبرية، كان قد رأى فيها : " أن الهجوم ضد منشأت آرامكو، يحمل تلميحاً غير مباشر إلى إسرائيل أثر استمرار الهجمات الإسرائيلية في سوريا والعراق، وهذا تلميح أيضا لاحتمال حدوث تدهور عسكرى بين إسرائيل وحزب الله في لبنان " .

أما السعودية، وعلى الرغم من عرضها لتقرير متلفز حول استهداف شركة آرامكو النفطية، ظهر فيه بقايا لحطام طائرات مسيرات، وصواريخ بالستية، من المرجح أن هذه البقايا قد جمعت في أوقات سابقة لهجمات قد وقعت قبل استهداف الشركة . فإن المملكة حتى اللحظة لم توجه اتهاماً مباشراً لإيران، وإن هي قد قالت، أن هذه الأسلحة والطائرات هي إيرانية، وبين هلالين، أليست كل الأسلحة التي تستخدمها السعودية ضد اليمن، مصدرها الأساسي الولايات المتحدة االأمريكية .

استهداف آرامكو من قبل قوات أنصار الله والجيش اليمني، قد غيرّ قواعد اللعبة، وثبتّ خطوط حمراء، على الرغم مما تمتلكه الولايات المتحدة وحلفائها من قدرات وإمكانيات عسكرية، تفوق أضعاف ما تمتلكه إيران وحلفائها، إلاّ أن الفارق هو في ثبات الإرادة لدى محور المقاومة، المصمم على استمرار المواجهة مع محور الشر والطغيان الأميركي، إلى أن تسقط مشاريعه العدوانية في عموم المنطقة، وقاعدته المادية الكيان الصهيوني .


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل