تحرير ادلب ..نهاية الربيع الأميركي - الاسرائيلي ـ د.نسيب حطيط

الخميس 22 آب , 2019 12:26 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

في منتصف السنة التاسعة من الحرب الاميركية – العالمية على سوريا ومحور المقاومة، بدأ الهجوم العسكري للجيش السوري وحلفائه لتحرير "ادلب" بعد تأجيل دام حوالي العام بناء لتدخل روسي تعهد فيه بالتعاون مع تركيا بحل يؤمن خروج المسلحين وخصوصاً جبهة النصرة من ادلب سلميا وفق بعض التسهيلات السورية عبر صعيد المصالحات، وانتظر الجيش السوري على حدود ادلب، لكن مع محاولات تركيا استغلال هذه الفرصة بالتعاون مع الاميركيين لفرض واقع ميداني لتوظيفه في الحل السياسي بما لا يتوافق مع مصلحة الدولة السورية وشعبها، تم اتخاذ القرار بتحرير ادلب لإنهاء الوضع الشاذ خصوصاً بعدما حاولت تركيا وأميركا إعادة الهجوم على حماة وحلب لتوسيع المساحة الجغرافية التي يسيطرون عليها لزيادة أوراق القوة بيدهم بعدما احترق معظمها سياسيا وعسكريا فعلى الصعيد السياسي غابت مؤتمرات وشخصيات وتشكيلات ما يسمى المعرضات السورية التركية والسعودية والاخوانية من المنبر الإعلامي او حضور المؤتمرات او حتى فرض الشروط، مضافا اليها انفراط سلسلة التنظيمات العسكرية التي تعد بالعشرات ولم يبق منها  في الميدان بشكل أساسي ومؤثر الا جبهة "النصرة" التكفيرية الإرهابية وبعض خلايا "داعش" التي انهزمت في العراق وسوريا وعلى الحدود اللبنانية – السورية ويتم تجميعها بقيادة اميركا لنقلها الى ساحات أخرى في ايران وروسيا وافريقيا حيث تضغط اميركا على الدول الأوروبية لاستعادة عناصر "داعش" المعتقلين في سجون الاكراد وفي سوريا والعراق والذين يبلغون الالاف او سترجعهم الى مطارات الدول التي سهّلت سفرهم للقتال في سوريا.

تحرير ادلب ينعى الربيع الأميركي – الإسرائيلي في سوريا عبر الجماعات التكفيرية برعاية تركية وخليجية وغربية حيث تستعيد الدولة السورية وجيشها السيطرة على معظم الجغرافيا المفيدة فسي سوريا وتبقى مناطق الاكراد الذين لن يكون مصيرهم شبيها باكراد العراق وتحقيق حكم ذاتي او كيان فيدرالي مستقل لأسباب تتعلق بتركيا وايران وسوريا وبعد تجربة الاكراد العراقية التي لم تؤمن الاطمئنان للدولة العراقية وجيرانها وبسبب المصلحة المشتركة بين سوريا وتركيا وايران بعدم السماح بوجود كردستان الكبرى في قلب هذا المثلث ولسبب اخر هو اختلاف منظومة الدولة السورية ورئيسها الحازم خلاف المنظومة السياسية العراقية الحديثة العهد بالحكم والولاية الاميركية عليها والتشتت السياسي والمناطقي والمذهبي في العراق.

ان تحرير "خان شيخون" بالسرعة التي انجز فيها يؤشر الى ان تحرير ادلب لن يكون طويلا حتى لا تسمح سوريا وحلفائها، للإدارة الأميركية بالتقاط أنفاسها بعدما فوجئت أولا بقرار الهجوم العسكري وثانيا بسرعة اسقاط بوابة ادلب  التي يمثلها "خان شيخون" والانهيار النفسي والميداني للنصرة واخواته .

إن تحرير ادلب سيلغي بعض الاستحقاقات المستقبلية ومنها:

  • عدم الحاجة لتشكيل "اللجنة السياسية" لتعديل الدستور لعدم وجود شركاء يليق بهم ادعاء التمثيل الشعبي او الميداني بعدما انهزم رعاتهم من جهة، وبعدما لم يثبتوا جدارتهم كسوريين وطنيين فصارت أسماؤهم "منصة الرياض" ومنصة إسطنبول" ومنصة اسرائيل" و" منصات البورصة المالية" حيث قبضوا بدل تصريحاتهم وخدماتهم للخارج والآن سيتم الاستغناء عنهم كما هي سنة التاريخ، بالإستغناء عن العملاء ويمكن الاكتفاء بالمعارضة الداخلية.
  •  التفاوض مع الاكراد سيكون بشروط الدولة السورية وليس بشروط الاكراد ورعاتهم بعد خيانتهم لكل العهود والاتفاقيات وتصرفاتهم العنصرية مع العرب في المناطق الكردية.
  • سحب ورقة اللاجئين السوريين من يد الخارج والأمم المتحدة لتوظيفها كورقة في الانتخابات الرئاسية والتشريعية تجت ضغوط الدول المضيفة ومساعدات الأمم المتحدة، خصوصاً  بعد ان تعلن الدولة السورية ان معظم الجغرافيا السورية باتت آمنة والدليل ان معظم المناطق السورية المحرّرة بالمصالحات او بالمعارك العسكرية لم تشهد أي انتكاسة تذكر، وهذا ما يؤكد ادعاءات الدولة السورية بأنها قادرة على حفظ الامن وعدم التعرض للعائدين من اللاجئين السوريين غير القتلة ولم تتلوث أيديهم بالدم السوري..

مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل