قناديل الجمعة .. في يوم التروية .. حجاج بيت الله الحرام يتوجهون إلى منى

الجمعة 09 آب , 2019 11:04 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات ـ قناديل الجمعة

بدأ حجاج بيت الله الحرام من مختلف بقاع العالم التوجه إلى مشعر منى، بعد أن أدوا صلاة الفجر اليوم الجمعة في مكة المكرمة، وسيقضي الحجاج يوم التروية وهو أول أيام الحج في منى ويبيتون فيها.

وغصت الطرقات المؤدية إلى منى بالحجاج السائرين في شوق وحنين إلى منى وهم يهللون ويكبرون، وفي حين استقل معظم الحجاج الحافلات الكبيرة بين مكة والمدينة تدفقت أعداد كبيرة أخرى سيرا على الأقدام نحو مشعر منى الواقع على بعد سبعة كيلومترات شرق المسجد الحرام.

وقد بلغ عدد حجاج هذا العام إلى نحو 2,5 مليون حاج، وصلوا إلى مكة المكرمة، قادمين من مختلف بقاع الأرض، من بينهم أكثر من 1.8 مليون حاج أجنبي.

 

أعمال الحج
وسيقضي الحجاج يوم التروية وهو الثامن من شهر ذي الحجة في منى، فيصلون به الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصرا للصلاة الرباعية بلا جمع، ثم يبيتون فيه قبل أن يتوجهوا فجر يوم غد التاسع من ذي الحجة إلى صعيد عرفة الطاهر على بُعد 12 كيلومترا من مكة، ليشهدوا الوقفة الكبرى ويقضوا الركن الأعظم من أركان الحج، ثم ينفروا مع مغيب الشمس إلى مزدلفة.

وفي ليلة العاشر من ذي الحجة يبيت الحجاج في منى، ويجمعون الحصى فيها لاستخدامها في رمي جمرة العقبة الكبرى في العاشر من ذي الحجة وهو أول أيام عيد الأضحى المبارك.

بعد رمي جمرة العقبة والنحر يتجه الحجاج إلى مكة المكرمة لأداء طواف الإفاضة حول الكعبة المشرفة، ثم يعودون لمنى من جديد لقضاء أيام التشريق ورمي الجمرات الثلاث، الصغرى والوسطى والكبرى.

وبعد انقضاء أيام التشريق الثلاثة أو التعجل بعد يومين يتوجه الحجاج إلى مكة المكرمة لأداء طواف الوداع حيث تنتهي مناسك الحج.

وتجاوزت درجات الحرارة 40 درجة مئوية، وحمل بعض الحجاج في مكة المظلات في محيط المسجد الحرام. وتم تجهيز المشاعر المقدسة بأعمدة تعمل على رش رذاذ الماء المبرد للتخفيف من وطأة الحر.

ويعدّ الحج من أكبر التجمعات البشرية سنويا في العالم، ويشكل أحد الأركان الخمسة للإسلام وعلى من استطاع من المؤمنين أن يؤديه على الأقل مرة واحدة في العمر.

 

مشعر منى
يقع مشعر منى على بعد سبعة كيلومترات شرق المسجد الحرام، بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة، وهو مشعر داخل حدود الحرم ووادٍ تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية.

وتبلغ مساحة مشعر منى بحدوده الشرعية 16.8 كيلومترا مربعا، وهو حد من حدود الحرم تحيط به الجبال، ولا يُسكَن إلا مدة الحج، ويحده من جهة مكة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة ووادي "محسر".

وتستخدم المساحة المتبقية لنصب الخيام، الذي يعد أحد أكبر المشروعات التي نفذتها الحكومة السعودية لإيواء الحجاج بمساحة تقدر بـ 2.5 مليون متر مربع وفق مواصفات تحقق المزيد من الأمن والسلامة، باستيعاب 2.6 مليون حاج، وبهذا يكون المشعر أكبر مدينة خيام في العالم.

مشعر منى ذو مكانة تاريخية ودينية، به رمى نبي الله إبراهيم -عليه السلام- الجمار، وذبح فدي إسماعيل عليه السلام، ثم أكد نبي الهدى محمد -صلى الله عليه وسلم- هذا الفعل في حجة الوداع ثم حلق.

 

ما معنى التروية؟
يوم التروية هو أول أيام الحج، ولا يعرف على نحو دقيق سبب تسميته بهذا الاسم، خصوصا أن الحجاج لا يقومون فيه بأكثر من إقامة الصلوات المفروضة قصرا دون جمع، بعد الإحرام بالحج.

ويرجح الكثير من العلماء أن تسميته بيوم التروية تعود لكون الحجاج يتروون فيه من الماء بمكة ليحملوه معهم إلى عرفة ومزدلفة.

ويقول البعض إن تسمية أتت لما يراق فيه من الدماء المشروعة في الحج، وقيل لتمني آدم فيها الجنة، ورأى آخرون أنها لاجتماع الناس بها، والعرب تقول لكل مكان يجتمع فيه الناس مِنى.

ولكن حجاج بيت الله الحرام الذين خرجوا اليوم إلى منى، قليل منهم من التفت إلى السؤال عن معنى هذه العبادة، فهم -وذلك المطلوب في أعمال الحج- يسيرون على خطى أبي الأنبياء إبراهيم عليه الصلاة والسلام.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل