مواقف وأسئلة في قرار وقف العمل بالاتفاقات – رامز مصطفى

الثلاثاء 30 تموز , 2019 01:19 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

القرار الذي أعلنه رئيس السلطة أبومازن، في وقفه العمل بالاتفاقات الموقعة مع الكيان الصهيوني، أثار فيضاً لا ينتهي من المواقف والأسئلة، بين مؤيد ومرحب مع لازمة "اللاكن" والمطلوب، وبين مُشكك في أن القرار عبارة ورقة سياسية قابلة للتفاوض ليس إلاّ . وتالياً، هناك من يرى أبو مازن والسلطة أعجز في المضي على تنفيذ القرار إلى ترجمات عملية في مستوياته السياسية والاقتصادية والأمنية .

برأي الجميع محق فيما ذهب إليه من مواقف وأسئلة، ولكل أسبابه ومبرراته . الفصائل والقوى الفلسطينية بادرت إلى الترحيب مع لازمة "اللاكن" كما أسلفت، فهي محقة من وجهة نظرها، فهي من جهة رحبت، ومن جهة ثانية طالبت بإقران الموقف بترجمات عملية، خصوصاً أن القرار الأخير سبق أن اتخذ في المجلس المركزي ومجلس رام الله، ولم ينفذ منه شيء، بل على العكس الاحتلال تمادى أكثر فأكثر متسلحاً بما شكلته إرادة الرئيس الأميركي ترامب من غطاء ورافعة لسياساته الإجرامية، بعد الحديث عن " صفقة القرن "، وهي لا تريد أن تظهر بمظهر المصطف مع مواقف الكيان .

المشككون، أيضاً لهم مبرراتهم وأسبابهم التي تدفعهم لاتخاذ تلك المواقف، فالسلطة بشخص رئيسها، لطالما وقف مصرحاً ومؤكداً على التمسك بخياراته في المضي بالعملية السياسية التسووية مع الكيان، ومن ثم التغني بالتنسيق الأمني والتمسك به، حتى في ظل الإعلان عن موقفه الرافض ل" صفقة القرن "، حيث اللقاءات مع أمنيين في الكيان لم تتوقف، وهناك اجتماعات عُقدت على أكثر من مستوى بين مسؤولين في السلطة والكيان . وهم يرون أن القرار سيكون ورقة للتفاوض عليها مستقبلاً، بالإستناد إلى تجربة طويلة ومريرة في هذا السياق .

من يرون في رئيس السلطة وأركانه من داخل "التنفيذية" وفتح، أنهم أعجز في الذهاب بعيداً في تنفيذ القرار على شكل ترجمات عملية . أيضاً ينطلقون من خلفية أن من كبل نفسه ومعه سائر الشعب الفلسطيني بقيود اتفاقات " أوسلو " على مدار ربع قرن من الزمن، وارتضى الإرتهان للكيان بالمعنى الاقتصادي والأمني، ليس في مقدوره قلب لطاولة بالمعنى العملي، خصوصاً ما أنتجته تلك الاتفاقات من شريحة واسعة لمنتفعين في الوسطين الاقتصادي والأمني . ناهيك عن الذين وجدوا في التسهيلات التي يقدمها الاحتلال لهم، فرصة لإقامة علاقات من خارج المسموح مع العديد من القادة الصهاينة . وهؤلاء بمجموعهم لا يُستهان بتأثيرهم، ولعلهم سيشكلون الكوابح لأية ترجمات عملية لقرار وقف التعامل مع الاتفاقات قد يُقدم عليها السيد أبو مازن، وهذا ما يركن إليه الكيان ويجعله في حالة من الإطمئنان، أن القرار سيبقى حبراً على ورق . وليس بمستبعد أنه أي الكيان يعمل على خلق البدائل من مجموع ما يصنفهم ب" الأصدقاء الخلص " .

القرار في اللحظة السياسية يكتسب أهمية يجب عدم تجاهلها ... ولتشجيع المرحبين، وإسقاط مبررات المشككين، والمتهمين للسلطة ورئيسها بالعجز على المضي قدماً بتصعيد المواجهة مع الكيان وحاميته الإدارة الأميركية . على رئيس السلطة أبو مازن القيام بالخطوات اللازمة والضرورية للتأكيد على أن مرحلة " أوسلو " ذاهبة للأفول، مدخله تقييم جدي للسياق السياسي منذ " أوسلو " وحتى يومنا، لاستخلاص الدروس والعبر، وبالتالي إنهاء الانقسام ورفع العقوبات عن قطاع غزة . ومن ثم إعادة الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني، عبر إعادة بناء المؤسسات الفلسطينية على أسس وطنية وسياسية وديمقراطية، تجمع تحت مظلتها الكل الفلسطيني من دون إقصاء أو تهميش لأحد .

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل