الثبات ـ بيروت

لم يكتفِ النظام في البحرين بما يفعله على صعيد احتضانه لأكبر جريمة في تاريخ الصراع العربي ـ الصهيوني، بعد احتلال فلسطين من خلال استضافته لمؤتمر تصفية القضية الفلسطينية تحت العنوان الخديعة بالعمل لإزدهار الشعب الفلسطيني، وعبر زيارات التطبيع المتبادلة واستقبال حكامه لوفود صهيونية رسمية وغير رسمية، بل أنه أغرق نفسه في مستنقع الظلم لشعبه من خلال محاولته منعه من حرية التعبير وسعيه للمشاركة في السلطة بالقنوات الدستورية ورفع الحرمان عنه، فقام  بحجز حريات نشطاء الحرية والديمقراطية وعلى رأسهم أمين عام حركة الوفاق الشيخ علي السلمان، وسحب الجنسيات من كبار القادة الشعبيين وعلى رأسهم سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم، وتنفيذ أحكام الإعدام بحق نشطاء سياسيين، ليقوم اليوم بتكرار هذه الجريمة من خلال تنفيذ حكم الإعدام بحق بطلين من أبطال الحرية هما: الشهيد المجاهد علي العرب والشهيد المجاهد أحمد الملالي وليكمل إجرامه بقيامه بقمع المسيرات الشعبية المنددة بإعدام الشابين بإطلاق النار عليهم فيستشهد الشاب محمد إبراهيم المقداد. 

إننا في تجمع العلماء المسلمين وأمام هذا الواقع المزري نعلن ما يلي:

أولاً: نستنكر أشد الاستنكار قيام السلطات في البحرين بإعدام الشهيدين علي العرب وأحمد الملالي وقمعه للتظاهرات بالرصاص الحي ما أدى إلى استشهاد محمد إبراهيم المقداد، ونضع هذه الجريمة برسم مؤسسات حقوق الإنسان ومنظمة الأمم المتحدة مطالبين إياها بإعلان موقف صريح منها وإصدار قرارات تؤمن للشعب البحريني الحماية وتساعده في التعبير عن رأيه.

ثانياً: هذه الجريمة هي دليل على أن الشعب البحريني يقف ضد مواقف دولته في التطبيع مع الكيان الصهيوني، وهي تعبير عن الكراهية التي يحملها هؤلاء الحكام لشعوبهم، ويجب أن يكون واضحاً لدى هؤلاء أن نهاية المستكبرين والطغاة هي مزابل التاريخ، وأن الشعب إذا ما أراد الحياة فلا بد من أن يستجيب القدر.

ثالثاً: يعتبر تجمع العلماء المسلمين أن عمليتي الإعدام وما تلاهما من قمع يعبّر عن ضعف الدولة في تبرير مواقفها للشعب والبون الواسع بين طموحات هذا الشعب وبين ارتهانات الحكام للولايات المتحدة الأميركية والكيان الصهيوني، ونؤكد في هذا المجال على ضرورة استمرار الحراك السلمي وتصعيده والالتزام بإرشادات العلماء في هذا المجال.

رابعاً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين للشعب البحريني البطل ولعلماء البحرين الأحرار ولعوائل الشهداء بأسمى آيات التبريك على هذه الشهادة المباركة، ويعلن أن علماء لبنان يفتخرون بأمهات الشهداء اللواتي عبرّن عن فخرهن بشهادة أبنائهن ليؤكدن السير على النهج الزينبي الذي تعلموه من مدرسة كربلاء، وندعو للجرحى بالشفاء العاجل، ونؤكد للشعب البحريني أننا سنواكب تحركاته بخطوات عملية، وعليه أن يستبشر بأن نصر الله قريب وأن جولة الباطل ساعة وجولة الحق إلى قيام الساعة، وأن يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم.