نواف الموسوي .. الإستقالة الرسالة - أمين أبوراشد

الأربعاء 24 تموز , 2019 10:10 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

كنا مجموعة من  خمسة أشخاص، في نقاشٍ حول المحاكم الدينية والشرعية في لبنان، ومُعاناة أصحاب الزيجات غير الموفَّقة القابعة معاملاتها لدى المحاكم الدينية، الإسلامية والمسيحية على حدٍ  سواء، واللافت في نقاشاتنا أننا لا نفقه جميعنا آلية عمل هذه المحاكم، لا الشرعية السُنِّية، ولا الشيعية الجعفرية، ولا المحاكم الروحية عند المسيحيين، لكننا توافقنا على وقائع واضحة، أن "المشاهير" من أهل السياسة والفن والأعمال، يستحصلون على معاملات الطلاق بسهولة مضاعفة أضعافاً عن المواطنين العاديين، لأن نفوذهم يستند أحياناً الى أموالهم وبالتالي كلمتهم تُصبح نافذة.

أحد الجلساء أبدى استهجانه، كيف أن أبوَّة النائب نواف الموسوي دفعته الى الإستقالة من المجلس النيابي، علماً بأن "كلمة واحدة من سماحة السيِّد حسن نصرالله الى رئاسة المحكمة الجعفرية، كانت كافية لدعم قضية إبنة النائب الموسوي ضد طليقها، لأن للسيِّد مَونَة على الجميع، وكانت هذه القضية انتهت على خير، وتم ردع الطليق عن مُضايقة طليقته وأولادهما".

من هنا نقرأ في استقالة النائب نواف الموسوي من النيابة، ووضع نفسه كمُناضل بتصرُّف المقاومة وحزب الله، أن في هذه الإستقالة رسالة:  قيادة حزب الله التي تنأى بنفسها عن التدخَّل لدى المحكمة الجعفرية، لتحصيل الحقوق الشرعية لأحد أبرز نوابها، لا يجوز بعد الآن رمي التُهم الحرام عليها، لأن لديها من الحكمة والدراية ما يكفي، هي التي تُدِير حزباً موسساتيٍّاً هو الأكبر في لبنان على المستوى الشعبي، ولا يستغلّ حجمه الكبير في أدائه السياسي لا في محكمة دينية، ولا داخل مجلس النواب ولا الحكومة ولا القضاء المدني.

ومع وضوح سبب استقالة النائب الموسوي، أنه قرَّر أن يكون أباً شهماً شجاعاً بدل أن يكون نائباً صامتاً عن الوجع الشخصي، رافضاً استخدام مركزه النيابي أو موقعه الحزبي من أجل قضية خاصة، رسالة الى الطبقة المخملية في لبنان، سواء كان أفرادها وزراءً أو نواباً أو رجال أعمال، يُعاني الكثير منهم من "مصائب عائلية" يندى لها الجبين ولا يرفّ لهم جفن، ثم يعتلي بعضهم المنابر بلا خجل، ويخطب بالعِفَّة ويهاجم حزب الله والمقاومة، والأكثر خجلاً بالأمر، أن بعض هؤلاء لا يتعدى حجم شعبيتهم حمولة "بوسطة" ويُهاجمون حزباً جماهيرياً عريضاً،

ومقاومةً لولاها لَمَا بقي وطن، وكل ذنب هذه المقاومة أنها صاحبة نهجٍ من الثوابت السيادية كتبته بدماء شهدائها، ليطلع علينا بعض "الجلابيط" من العملاء يتطاولون عليها لقاء علفٍ التهموه لإجترار السموم التي ينحرون فيها البيئة الوطنية اللبنانية كل يوم...

 

 

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل