حين أضاء المقاومون القمر ـ أحمد زين الدين

الجمعة 12 تموز , 2019 11:43 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

ثلاث عشرة سنة  مضت على الحرب الملعونة التي أرادوا من خلالها إطفاء كل جذوة أمل، بأن لليوم غداً، وأن النصر أكيد متى امتلكت الإرادة الحرة والعقل المنير.

منذ اللحظة الأولى للعدوان، كان واضحاً أن حلفاً غير مقدس، يمتد من الداخل اللبناني إلى عواصم الأعراب، وليس انتهاء بالغرب وواشنطن، طبعاً بينهم تل أبيب، قام على قوس أن فرَج "فوزهم" آتٍ على متن الموت الأسود الصهيوني.

ملعونة تلك العواصم، ومعجونة بالوحل والعار جدائل الممالك والدول المدجّنة حتى الموت، من أجل قتل كل ظاهرة حية في مجتمعاتنا..

لكن شراسة وكبرياء القرى والمدن لا تقهقرها، عواصم محكومة بالذل والعار والخنوع، لأن دماء الشهداء لونها من لون الحياة، بها يخضوضر وجه الأرض ويموت وجه العدم والعمالة.

أسود ورمادي دماء كل تآمُر وعمل من أجل منع النصر المبين، ومسافة ما بين اللونين شهادة الفعل، فممالك تتهاوى برذائلها، ومقاومة تواجه، تستمطر على أرض المواجهات عنفواناً وبطولات كي تزرع الشمس وتزيدها نوراً، لتكتشف أن كل ذئاب الأرض استنفرت، لابتلاع حامي الشرف، ولابتلاع آخر بريق أمل، في ليل الشعوب البهيم.

لكن الدم النقي واصل دورته في اوردة الأرض، عطاء ومروجاً ذهبية.

استلهم حبات الرمل، وأغصان الشجر، وشتلة تبغ وزيتونة، وصرخة حجة، لا يهمها كل الدمار حولها: فتصرخ: "فدا إجر المقاومة".

حث المقاومون الخطى، نحو الحالمين بآفاق وأزمنة وردية، سمعوا ووعوا جيداً كلام السيد: "ولى زمن الهزائم وجاء زمن الانتصارات".

فكان الفعل وكانت الإرادة وكان النصر.. سحق المقاومون الذل في الحرب ضد رجال الله.. فانفضحت عاهات العهر الرسمي العربي..

يعرف الرجال الرجال، أن السماء تستمطر لتعطي خيراً، وليبقى قادة العواصم وبائعو الكاز يتلونون في غيهم ونفطهم وتبعيتهم.

يا هذا الشاحذ سكيناً نحو الآمال المنبعثة من نصر لم يحققه الأعراب منذ سقوط الأندلس:

تريث

راقب

أو انخرط أكثر فأكثر في دمنا، وفي لعبة الموت التلمودية:

ثمة فجر سينبلج حتماً ليقين آت:

اسمع يا هذا:

الذي لم تستطع أن تخفي حقدك، ولن تقدر أن تبلع نصراً على أسيادك، من بيروت: حيث البيان الشهير لثلة التآمر في معمعة الحرب، إلى صرخة لقاء البريستول لنزع السلاح والاستسلام، مروراً بالتآمر في بيانات الحكومة في أيار 2008، إلى عواصم الكاز، وحديث المغامرة والمغامرين، إلى الحرب على سورية، وكلها لها هدف واحد:

محاصرة روح العنفوان، قتل رمز العزة، من أجل تحقيق "النبؤة التلمودية"..

لكن

 يا هؤلاء اسمعوا وعوا ما زال الرضوان حياً يرزق في كل الزوايا والكمائن.

ما فتئ

 ذو الفقار يخترق الجدران الصلبة.

هوذا هم المقاومون منتصبو القامة يؤججون اسلحتهم من أجل أن ينبلج منها الدم الأحمر النقي ليطهر الأرض التي باركنا حولها.

ألم يقل سيد "الوعد الصادق": جاء زمن الانتصارات..

وعلى نفس الدرب والخطى سائرون.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل