روسيا تحفر في جليد سيبيريا بحثا عن الألماس

الإثنين 08 تموز , 2019 10:47 توقيت بيروت اقتصاد

الثبات ـ اقتصاد


في منطقة تعرف بأنها تشهد أبرد شتاء في العالم، تضم حفر عملاقة أحدثت بتفجيرات في أرض سيبيريا الجليدية، مناجم الألماس الهائلة، التي لروسيا تفوقها في تجارة الألماس على مستوى العالم.

في بداية الشهر الحالي، تجاوزت درجة الحرارة الثلاثين مئوية في مدينة ميرني الصغيرة في منطقة ياقوتيا الشاسعة، حيث الشمس التي لا تغيب أكثر من أربع ساعات يوميا توسطع بشكل شبه دائم، لكن هذا لا يستمر في هذه المنطقة التي يستمر فيها الشتاء تسعة أشهر في السنة.

وتغطي طبقة من الجليد جزءا كبيرا من أراضي المنطقة طوال العام، لكنها تتقلص في السنوات الأخيرة تحت تأثير ارتفاع حرارة الأرض، وهي تضم 11 من المناجم الروسية الـ12 التي تملكها مجموعة «آلروزا»، أول منتج للألماس في العالم، وقد بلغ انتاجها 36.7 مليون قيراط في 2018.

وتسيطر هذه المجموعة المملوكة في جزئها الأكبر للسلطات العامة الدولة ومنظمات محلية، على أكثر من ربع السوق العالمية.

ويشير أوليغ بوبوف، مدير مركز فرز المعادن في المجموعة، إلى طاولة تنتشر فوقها قطع حجارة براقة صغيرة هنا في المجموعة 14 ألف قيراط وهذا يساوي تسعة ملايين دولار تقريبا.

والمدينة، التي يبلغ عدد سكانها 35 ألف نسمة يعمل معظمهم في مجموعة «آلروزا»، شيدت بعد اكتشاف الألماس للمرة الأولى في خمسينات القرن الماضي وتم استغلال سطح المنجم حتى 2001 بعد ذلك حفرت ممرات تحت الأرض لكن العمل توقف منذ 2017 عندما أودت فيضانات بثمانية أشخاص.

وفي انتظار إعادة تشغيله خلال سنوات، يستمر العمل على بعد أكثر من مئتي كيلومتر شمالا في موقع نيوربا وسط غابات التايغا وتشغل المجموعة هناك منجمين مكشوفين من المقرر أن يستمر استثمارهما حتى 2041، وتستعد لبدء العمل في منجم ثالث.

وأنشط هذه المناجم هو بوتوبينسكايا الذي يبلغ عمقه حاليا 130 مترا ولكنه قد يصل إلى 580 مترا.
وتنخفض الحرارة في الشتاء إلى 55 دون الصفر ما يضطر المشغلين لاستخدام المتفجرات لاستخراج الألماس.

وقال نائب مدير الموقع ميخائيل دياتشينكو، الإنسان يتكيف مع كل الظروف معظم العمال مولودون في المنطقة ويعرفون هذا المناخ، وأضاف إن تأثير ذلك أكبر على آلاتنا لكن تم تكييفها مع ظروف المناخ القصوى.

وتثير هذه النشاطات في بعض الأحيان قلق سكان المنطقة الذين وقع مئات منهم مؤخرا عريضة احتجاجا على صب مياه ملوثة في النهر المحلي لكن المجموعة نفت ذلك.

يجري العمل في المناجم طوال اليوم بلا توقف لاستخراج عشرات آلاف الأطنان من مواد يتم إرسالها بعد ذلك إلى مصنع لفصل الصخور التي تحوي ألماسا عن الباقي.

وبعد فرزها تنقل قطع الألماس في رحلات سرية لبيعها بحالتها هذه إلى مراكز للصقل وكل هذا يجري وسط إجراءات أمنية مشددة خصوصا بعد كشف عصابة من العاملين في يونيو/ قاموا على مدى سنين طويلة بسرقة ألماس بقيمة ثلاثة مليارات دولار.

والعمل في المجموعة مغر جدا، إذ ان الأجور تعادل ضعف معدل الرواتب في منطقة ياقوتيا وتفيد إحصاءات رسمية أن هذا الأجر الذي يبلغ نحو ألف يورو شهريا، هو الأعلى في روسيا.

وتضم ياقوتيا ثروات أخرى مثل الفضة والذهب، لكن ميزانيتها ما زالت تعتمد بنسبة أربعين في المئة على الضرائب التي تدفعها «آلروزا».


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل