الثبات ـ دولي

في أوج المشاكل القاضية التي تلاحقه منذ مغادرته الإليزيه والأزمة السياسية التي تعصف بعائلته السياسية، يستعد الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي لنشر ما يمكن تشبيهه بمذكراته السياسية، في كتاب تم إعداده وسط تكتم تام.

يتألف الكتاب من 370 صفحة، ويحمل عنوان “Passions” ( هوايات) ويروي الرحلة السياسية والشخصية لنيكولا ساركوزي- رئيس الجمهورية في الفترة من (2012-2007)- وسيتم نشر 200 ألف نسخة منه من قبل دار “لوبسرفاتوار” للنشر.

ويأتي إصدار الكاتب الجديد في لحظة حساسة بالنسبة لساركوزي بعد بضعة أيام من إحالته إلى المحاكمة في قضية محاولته الحصول على معلومات سرية عبر الضغط على قاض؛ مما ينطوي-بحسب النيابة العامة- على “استغلال نفوذ”، وهي المرة الأولى في تاريخ الجمهورية الخامسة في فرنسا التي سيحاكم فيها رئيس سابق بتهم فساد. وأيضا يواجه تهمة تمويل حملته الانتخابية عام 2012 بشكل غير شرعي، من قبل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي.

كما يأتي هذا الكتاب الجديد في وقت تأمل أسرته السياسية (حزب الجمهوريين اليميني التقليدي) في عودته إلى المعترك السياسي لإنقاذها من التفكك، في أعقاب الهزيمة التاريخية التي منيت بها مؤخرا في الانتخابات الأوروبية. إذ إن ساركوزي، مازال يعد الشخصية اليمينية الأكثر شعبية، رغم هزيمته في الانتخابات التمهيدية عام 2017 و متاعبه القضائية المتواصلة.

ويرى مراقبون أن عودة ساركوزي هذه- ليس إلى الساحة السياسية- ولكن إلى المكتبات، من شأنها أن تخلق بلا شك الحدث وتسلط الضوء مرة أخرى على المكان الأساسية التي يشغلها المتقاعد النشط جدا نيكولا ساركوزي.