الانتخابات الموريتانية.. إجماع على مكافحة الإرهاب والعبودية

الجمعة 21 حزيران , 2019 06:06 توقيت بيروت عــربـي

الثبات ـ عربي

تشهد موريتانيا بلد "المليون شاعر"، انتخابات رئاسية يتنافس فيها ستة مرشحين في اقتراع يشارك فيه أكثر من مليون ونصف مليون ناخب لاختيار رئيس جديد للبلاد.

ويتنافس في السباق كل من وزير الدفاع السابق محمد ولد الغزواني، والوزير الأول السابق سيدي محمد ولد بوبكر، والنائبان البرلمانيان محمد ولد مولود، وبيرام ولد عبيدي، والبرلماني السابق كان حاميدو بابا، والخبير المالي محمد الأمين المرتجي الوافي.

ويكتسب المشهد الانتخابي الموريتاني خصوصية فريدة في بلد رسخت فيه العروبة قدمها، واكتسب من الصحراء لونه، وجعل من الخيمة منطلقا لكل تطلعاته منذ بدايات الاستقلال.

واكتسبت أرض المرابطين خصوصية عالية بفضل نسيج مجتمعها القائم على القبيلة وتطلعاته التي اختلطت فيها قيم القبيلة، ونظرته المستقبلية لواقع جديد ومحيط يتحتم عليه أن يكون جزءا منه، فضلا عن نسيج ثقافي راسخ تمازجت فيه الثقافات العربية والصنهاجية والأفريقية والفرانكفونية.

وتتعدد تطلعات البلاد، التي تطبعها روح القبيلة، وتحاول معالجة آثار نتجت عن ذلك وعلى راسها ملف العبودية التي كانت موريتانيا آخر بلد في العالم يلغيها عام 1981 حيث تعتبر منظمات حقوقية أن آثارها لا تزال قائمة بسبب طريقة الحياة القبلية القائمة في البلاد.

ويصعب على غير المطلعين على أسلوب الحياة الموريتاني إدراك صعوبة معالجة تلك الآثار التي يعجز المجتمع عن إلغائها، في وقت تراقب فيه الدولة الانتهاكات وتحاول معالجتها.

ومنذ إلغاء العبودية عجز مجتمع الرقيق عن شق طريقه للحياة بعيدا عن كنف القبيلة التي كان جزءا منها، بسبب انعدام سبل العيش التي تمكنه من الاستقلال، حيث لا توجد وظائف حينها في مجتمع شبه رعوي، اقتصاده لا يزال يعتمد السبل والوسائل القديمة في التبادل التجاري مع محاولات مستميتة في النهوض وسط رمال الصحراء لبناء مؤسسات مدنية وإنشاء تجمعات سكانية وهيكل للحياة المعاصرة.

وقد اصطدمت تطلعات المعتقين وأمنيات الدولة الموريتانية حينها بتلك الحقيقة حيث اضطر مجتمع المعتقين للعودة ليمارس مهام خدمة أسياد الأمس بعد عجز المنظومة الجديدة في توفير سبل تمكنه من العيش مستقلا، الآثار التي صدمت المراقبين واعتقدوا بسببها أن المجتمع لا يزال مصرا على ممارسة العبودية.
 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل