رسالة الفجر الإيرانية الحازمة لأميركا وأتباعها ـ محمد دياب

الجمعة 21 حزيران , 2019 02:16 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

واضح الارباك والصدمة على الأميركي، جراء اسقاط الحرس الثوري في الجمهورية الإسلامية لطائرة (التجسس) الاميركية التي تعتبر فخر الصناعة العسكرية لليانكي.

وهذه الطائرة وفقاً للمعلومات المؤكدة تبلغ قيمتها أكثر من 120 مليون دولار وهي أغلى من أي طائرة مقاتلة اميركية، والأكثر تطوراً في ترسانة الجيش الاميركي، ونجاح إيران في إسقاطها محرج جداً للولايات المتحدة، حسب ما يرى الخبراء.

طائرة التجسس هذه التي تعمل لصالح البحرية الأمريكية والمعروفة باسم "النسر العالمي للارتفاعات العالية والبعيدة المدى" مجهزة بأحدث أجهزة التجسس والمراقبة.

ويرى الخبراء أن إسقاط الدرون المخصصة لمراقبة المحيطات والسواحل كان أقرب إلى المستحيل كونها تحلق على ارتفاع شاهق يبلغ 65 ألف قدم.

وطارت هذه الدرون أول مرة عام 1998 وهي في الخدمة منذ 2001.

أما النموذج الذي أسقطته إيران والمزود بأجهزة تجسس متطورة، فقد دخل في خدمة البحرية الأمريكية عام 2017 وهو قادر على الطيران لمسافة 8200 ميل، ولمدة 24 ساعة دون توقف وعلى ارتفاع شاهق.

ومصدر الارتباك والحيرة والصدمة الأميركية، ليس بسبب إسقاط هذه الطائرة وحسب، وإنما بسبب اليقظة الإيرانية المدهشة، التي تبين أنها ترصد حتى "دبيب النمل" إن جاز التعبير، ووفقاً للمسير العدواني لهذه الطائرة.

أولاً: فقد كان مقرراً وصولها فجراً إلى الأجواء الإيرانية، وهي فعلاً وصلت عند الرابعة و14 دقيقة إلى سواحل هرمزجان الإيرانية، أي أن عنصر المباغتة والمفاجأة للإيرانيين كان محسوباً أميركياً بدقة، لكن اليقظة الإيرانية كانت المفاجأة الاكبر التي لم يتوقعها "العم سام".

ثانياً: خط سير طائرة العدوان الأميركي، كان أيضاً مدروساً بعناية لدى استراتيجيي العدوان الأميركي، ذلك أنها انطلقت من قاعدة أميركية في دولة الإمارات، وهو ما يعني أن الخليج، مشارك في العدوان على إيران من جهة، كما أنه يعني أن وسائل الرصد والتتبع والرادارات الإيرانية ساهرة تماماً، وتتابع الحراك العسكري لمجمل منظومة العدوان في المنطقة سواء كان اميركيا او صهيونيا او خليجيا من جهة ثانية، وهذا ما يجعل مناطق انطلاق العدوان محط استهداف الصوارخ الايرانية العملاقة، وقد عبر عن ذلك الرعب سلسلة تغريدات لضاحي الخلفان كان من ابرزها :

"اميركا لا تستطيع عمل اي شيء رادع لايران ابدا... لا عسكريا ولا إقتصاديا ولا سياسيا، فقط تستطيع خلق فرقعات صوتية اعلامية".

"ترامب: ايران ما كانت تنوي ضرب طائرتنا .. ضربتها بالخطأ ..ي ا حبيبي يا ترامب .. طيب السيد خامنئي قال: العمل مقصود 100%"

"ترامب اوجد بنفسه مبررا لايران هي اصلا لم تعلنه".

وفي الخلاصة هنا، فإن التركيز الاميركي ينصب على العمل لإعادة هيبة الردع الاميركية في المنطقة وحتى في العالم،عبر توجيه ضربة محدودة ،لكنها فاعلة للحرس الثوري او القوات المسلحة الايرانية، وذلك عبر ضربات جوية مباغتة، سواء بواسطة الطائرات الاستراتيجية او عبر الصوارخ العابرة للقارات، تستهدف قواعد الحرس والجيش، وخصوصا قواعد بطاريات الصواريخ المجنحة على سواحل الخليج الشرقية، والتي تسهم بشكل فعال وقوي في عرقلة النشاط العدواني للقوات الاميركية ،لكن  اليقظة والاستعداد الايراني احبط مهمة "الشيطان" الاميركي، واصاب اتباعه بالخيبة والذهول .

وفي النتائج العملية، فإن مشهد إسقاط فخر الصناعة العسكرية الاميركية الحديثة يتلخص وفق المحلل محمد صادق الحسيني بالآتي:

لا يمكن للولايات المتحده ان تدخل حربا ضد ايران ارضاءً لنتنياهو وبن سلمان وبن زايد وتقاتل نيابة عنهم .

لا يمكن توجيه ضربات محدوده لايران، كما حصل في سورية، لان ضربات ايران الارتدادية.

لن تكون محدودة وستشمل كل "الشرق الأوسط"...!

ليس لدى الولايات المتحده اَي مصلحه في توسيع نطاق الازمه وتحويلها الى صدام عسكري غير مضمون النتائج .

ستضطر الولايات المتحده، امام الصمود والإصرار الإيرانيين، الى الاعتراف بايران كدولة اقليميه ولكنها ستواصل فرض العقوبات عليها للتقليل من الخسائر الاميركيه في المنطقه، وستمتد هذه المرحله او هذا التكتيك الى ان يقضي الله أمراً كان مفعولا...! ذلك لأن ترامب سيظل فاقداً لزمام المبادرة بعد ان انتقلت كفة الميزان بشكل واضح الى الجانب الايراني الذي لا يريد الحرب قطعاً لكنه لا يريد لترامب ان ينهض من كبوته ايضاً...).

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل