"استراحة سوا" بغزة.. الأولى فلسطينيا لضحايا الحروب

الأربعاء 19 حزيران , 2019 02:13 توقيت بيروت فـلـســطين

الثبات ـ فلسطين


أشعر وكأن روحي عادت إلى جسدي، بهذه الكلمات وصف رشاد الجماصي تحقيق حلمه بالوصول إلى شاطئ البحر في قطاع غزة، الذي حرم منه منذ أن فقد ساقيه بالحرب التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع بين نهاية عام 2008.
 
قبل إصابته بصاروخ طائرة استطلاع إسرائيلية، كان الجماصي (32 عاما)، لا يكاد يفارق البحر صيفا أو شتاء، ويمارس هوايته في السباحة يوميا ولساعات طويلة، ليجد نفسه بحاجة إلى مساعدة أصدقائه من أجل الوصول إلى "كورنيش غزة" وتأمل البحر عن بعد.

ويقول الجماصي، مع إنشاء "استراحة سوا بيتش الموائمة للأشخاص ذوي الإعاقة" أصبح بإمكاني والآلاف من ذوي الإعاقة في غزة، وحتى كبار السن، الوصول إلى شاطئ البحر ومعانقة أمواجه بسهولة ويسر.

وتصف مصادر صحافية الاستراحة الواقعة على مساحة خمسة دونمات بشاطئ بحر مدينة غزة، أنها الوحيدة من نوعها في فلسطين، وقد موّلت إنشاءها مؤسسة الإنسانية والدمج الفرنسية (HI) بتكلفة إجمالية بلغت 280 ألف يورو، وبتنفيذ وإشراف إيطاليين.

وأشارت المصادر ، إن فكرة الاستراحة جاءت استشعارا  لمشكلة نحو 130 ألفا من ذوي الإعاقة في قطاع غزة، تحرمهم الإعاقة من حق الوصول إلى البحر وهو المتنفس الوحيد لسكان القطاع المحاصر منذ 13 عاما.

و تزداد قيمة وجود مثل هذه الاستراحة مع ما شهده القطاع خلال السنوات الماضية من ارتفاع في أعداد ذوي الإعاقة، نتيجة الحروب والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.

وتؤكد المصادر  ان المشرفون أختاروا  اسم "سوا" للإستراحة، في إشارة إلى السواسية والتساوي مع الأصحاء في حق وصول ذوي الإعاقة إلى البحر والاستمتاع به، وأن مشروع الاستراحة ليس استثمارا ربحيا، وإنما هو مشروع حقوقي اجتماعي، ولا تقتصر الاستفادة من خدماته على ذوي الإعاقة ولكنه مفتوح أمام الجميع، بهدف تحقيق الدمج، بما يضفي إحساسا بالمساواة بين جميع فئات المجتمع.
 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل