نظرات في الإعجاز القرآني ... {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}

الجمعة 14 حزيران , 2019 09:42 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات - إسلاميات

عادة العرب القديمة قدم الأزل، لا تزال تجثم على صدرونا، لا تنوي الرحيل، الحق الذي يعارض أهواءنا ومصالحنا نعارضه، ونعاديه ونحاربه ونعمل على تشويهه، لا نخضع ولا نركن إليه، مع أنه المنجي من عذاب أليم، نتبع أهواءنا وشهواتنا التي تقودنا إلى التهلكة، مع أننا من حين إلى آخر نبصر النور واليقين إلا أننا لا نتخذها طريقاً في سلوكنا، لنعود بعد قليل إلى ما كنا عليه، وهذا ما أشار إليه سماحة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري رضوان الله عليه عندما بين كيف ادّعى المشركون خروج النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن سلوك آبائه وأجداده، وكأنه يحفظون هذا السلوك والمنهج عن آبائهم، وكل ذلك في تفسيره لقوله تعالى:

{ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} سورة القلم-الآية 7: اتهموا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالخروج عن دين آبائه وأجداده، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يسير على نهج أجداده إسماعيل وإبراهيم في عبادة الله سبحانه وتعالى، المشركون هم من خرجوا عن عبادة الله وعن شريعة سيدنا إبراهيم من خلال عبادتهم الأصنام، فمن هو الضال والخارج عن الحقائق الربانية والحقائق النبوية والحقائق التي تتعلق بالآباء والأجداد!

نركز على لفظة (الرب)، نلاحظ هنا لفظ الربوبية، ولفظ الضلال ولفظ الهداية، هذا الإرتباط الوثيق بالسورة التي نزلت قبل هذه السورة، الارتباط بالفظ والمعنى والتماسك بين هذه الألفاظ، وهذا إعجاز كبير يدل على عظمة الله، ومن هنا يأتي ارتباط الروح والتي هي أمانة لديك أيها الإنسان بالله سبحانه وتعالى وبالقرآن الكريم، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [ الأرواح جنود مجندة]، الله سبحانه وتعالى خلقك واعتنى بك منذ أن كنت في عالم الأرواح إلى مماتك, فعليك أن تهتدي بهدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وتتجنب الضالين المضلين، الله سبحانه وتعالى لا يلزم منه أن يلزمك هذا المسلك، إنما أعطاك القدرة والبيان، واهتم بك حيث بيّن لك طريق الهداية من طريق الضلال، قال تعالى: { وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} سورة الكهف-29، لديك أيها الإنسان قدرة الإختيار وقدرة المشيئة فاختر إما طريق الهداية أو طرق الضلال.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل