قبلة صاروخ يمني لمطار أبهة..وردود فعل المطبلين ـ أحمد شحادة

الخميس 13 حزيران , 2019 12:24 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

غريب كيف أن استهداف حجر سعودي يحرك، كل الضاربين بطبل المملكة، والآكلين من تمرها والشاربين من كازها، والمنتفعين بفتاتها، والخاضعين لأمرها وأهوائها، والانكى، أن المطبلين لاتحرك شعرة من رؤوسهم إهانة الامبراطور الأميركي، لولي أمرهم، هذا الامبراطور الذي يبتزهم علناً وسراً، وعلى الهواء مباشرة، أو حتى بواسطة الحمام الزاجل.

في "عاصفة الحزم" السعودية على البلد الفقير وأهله الحفاة، كان ولي عهد ولي أمر حاملي مزامير المدح والردح، بعتقد أنها ستكون ك "شربة ماء" بعد عطش طويل في الصحراء، لكن هاهي السنة الخامسة من الحرب المجنونة والمجرمة تقترب من منتصفها دون أن يستطيع أن يحقق نصراً واحداً، فكانت حرب التحالف السعودي على اليمن، صدمة كبرى للحالم بالعرش والصولجان، وباليخوت الفاخرة، الذي تلاحقه الهزائم من كل حدب وصوب.

السعوديون الذين أحرقت أصابعهم ووجوههم..وحتى أرجلهم في سورية والعراق، وهاهي الحرارة تلفح وجوههم في السودان، بعد أن عجز قائد المشاة السودانيين في الحرب على اليمن، والذي يترأس المجلس العسكري الآن، أن يسيطر على "الإهراء العربي"، وهاهو كرسيه يهتز تحته، وينزع آخر نقطة ماء سعودية عن وجهه.

الحاكم السعودي يكره حتى العظم، حزب الله لأنه كما يقول ديبلوماسي خليجي، "منع الرياض من وضع يدها على لبنان، هم ظنوا أو اعتقدوا أو حتى تخيلوا، بأن لبنان لو كان تحت قبضتهم، كان بإمكانهم تفويض النظام في سورية، وأن تلوح دشاديشهم في دمشق".

ويكشف هذا الدبلوماسي، عن لقاء بين عسكريين صهاينة وسعوديين قبل أشهر، حيث سأل وفد آل سعود، "ما إذا كانت صواريخ حزب الله تصل إلى مملكته"؟

بأي حال، صاروخ كروز مصنع يمنياُ، حط بكل قوته ومهابته واندفاعاته..وحتى جبروته، بكل دقة على برج المراقبة في مطار أبهه، فدمره عن بكرة أبيه، وأخرجه من الخدمة. أين هي تريليونات الدولارات التي دفعتها مملكة الكاز الكبرى ثمن الأسلحة المتطورة من طائرات وصواريخ ومدافع وأجهزة وعتاد عسكري متنوع هو الأحدث في العالم. كلها، كتب لها الصاروخ اليمني الذي لايكلف إلَّا بضعة آلاف من الدولارات، الإقالة من الخدمة، فلم يبق أمام "فتى الأحلام الطائر" الذي يشغل رسميا ولي العهد، وهو في الحقيقة من يدير شؤون مملكة جده، سوى تحريك الاتباع من الداخل السعودي إلى الخارج، ومنها جماعتهم في بلاد الأرز، رق قلبهم لتدمير برج المراقبة في مطار أبهة، فانطلقوا في جوقة متناسقة يرددون تصاريح الاستنكار ورفض "العدوان" على مملكة "الخير"، لدرجة تكاد أن تقول أن كل التصاريح وبيانات الرفض وضعها واحد، مع تغيير في بعض التعابير، فمارأي هؤلاء المطبلين إذا أحلناهم إلى موقف السيناتور الأميركي لندري غراهام، الذي هو الوجه الآخر للأميركي البشع جون ماكين الذي نعاه وليد جنبلاط قبل فترة قصيرة.

غراهام هذا، كان متيما بمحمد بن سليمان بسبب انفتاحه على نتنياهو، لكنه انقلب على صديقه السعودي الشاب ووصفه بالمجنون والخطير، لأنه لم يعد يحتمل مجازره اليمنية.  

بأي حال، لمن اهتزت مشاعرهم وأحاسيسهم بسبب "القبلة" القاتلة لصاروخ كروز من صنع الحفاة اليمنيين، لماذا لاتنظرون ولاتتطلعون إلى سحق التحالف السعودي للأطفال والورد في اليمن، كيف لاتحرك ضمائرهم نشر الأوبئة والكوليرا في اليمن السعيد.

هل شاهدتم على شاشات التلفزة ياهؤلاء. .عظام الأطفال اليمنيين تكاد تخرج من جلودهم بسبب الجوع والحصار يبدو أن الضمير العربي والإسلامي والدولي اشترته السعودية بثمن بخس.

عشرات آلاف اليمنيين قتلوا، حصدتهم طائرات التحالف في الأسواق الشعبية وحفلات الزفاف، أو في المآتم وفي المستشفيات والمدارس.

من صعدة إلى عمران مروراً بصنعاء ووصولاً إلى تهامة والحديدة وإلى أي مكان من ذمار إلى تعز ومن الحجرية إلى البيضاء، إلى مختلف الامكنة، كانت طائرات الموت السعودية، أميركية الصنع، وربما كان قادتها صهاينة، يوزعون الموت الأسود.

فات هؤلاء، أن اليمن في كل تاريخه لم يستسلم ولم ينهزم، راجعوا التاريخ أين كتبت بداية نهاية السلاجقة العثمانيين، وكيف أبيد 75 الف جندي وجهوا لاحتلال اليمن، لم يبق منهم سوى ثلاثة آلاف، عادوا إلى ديارهم، وألفان قرروا البقاء في البلد الجميل والصعب.

إلى هؤلاء الذين استنكروا قبلة صاروخ الكروز اليمني لمطار أبهة، نحيلكم إلى بحر الدماء اليمنية إلى جوع الأطفال لعلكم تخشون الله في مواقفكم.

ربما كان ضرورياً هنا أخيراً، توجيه ملاحظة إلى محمود عباس، الرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته منذ سنوات عديدة، هل لاحظت يوماً منذ أربع سنوات ونصف السنة، أي منذ بدء العدوان الغاشم على اليمن، أن المظاهرات المليونية دعماً للشعب الفلسطيني ومقاومته لم تتوقف، اذكر هنا جيداً، المقاومون اليمنيون الذين قاتلوا في صفوف الثورة الفلسطينية، ولم يخرجوا من لبنان إلى أوسلو، هل لك ياأبو مازن أن تفهمنا عن سر تصريحك واستنكارك لقبلة صاروخ كروز اليمني لمطار أبهة!؟


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل