وداعاً رمضان .. أوشكت أيّام نورك على الرّحيل

الخميس 30 أيار , 2019 10:41 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات ـ إسلاميات

في كلّ عام تستقبل الأمّة الإسلامية شهرًا عظيمًا، وما هي إلاّ أيّام قليلة مرّت على دخول هذا الشهر الكريم وأصبح الواحد منّا يهنئ الآخر على قدومه، فهو شهر الشهور، شهر العبادة، شهر الصّيام، شهر المغفرة وشهر العتق من النيران.

المتأمل جيّدًا في أحوال العباد من النّاس، يجد أنّهم استقبلوه بكلّ شغف وشوق وكأنّهم كانوا في انتظار ضيف عزيز قادم من السّفر، وللأسف الشّديد تحزن قلوب هؤلاء العباد على فراق هذا الحبيب الّذي آنسهم من أوّله إلى آخره بالذِّكر والدّعاء والعبادة، فتجد كلّ واحد منهم قلبه منكسر محزون وهم لا يدرون هل سيجدهم العام المقبل أم لا؟ في عداد الأحياء أم الأموات؟ ولم يبق منه إلاّ القليل وقد أوشكت أيّام نوره ونور القائمين على الرّحيل.

نصيحتي إلى كلّ مسلم قد قصّر في الأيّام الّتي خلت أن يبادرها بالتوبة والإنابة في القليلة الّتي بقيت، وما هي إلاّ لحظات لا نفقه حقيقتها أهي لحظات عزاء أم سرور.

فمَن أحسن فيه وأخلص لله تعالى فعليه مواصلة المسير وله الجنّة، ومَن فرّط فيه فليكن ختامه تداركاً بالأعمال الصّالحة والاستقامة على أمر الله ورسوله صلّى الله عليه وسلّم، واجتناب البدع والأهواء، لعلّ هذه الأعمال تكون شاهدة يوم لا ظلّ إلاّ ظلّه تعالى.

لنتذكر كم من واحد كان معنا في رمضان العام الّذي انصرم وجاء عليهم هذا العام وهم في القبور ووجدوا ما عملوا في حياتهم إن كان خيرا فخير وإن كان شرًّا فشرّ.

فكل عين تدمع على فراق هذا الشّهر الكريم عينٌ ترجو من الله القبول وإعادته أيّامًا مديدة وأعمارًا عديدة. أقول للمفرّط فيه وقد لا يزال في ذلك بأنّه لا ينفع مع البكاء شيء إلاّ التوبة، ألاّ تتذكر كم من ناصح لك؟ فما قبلتَ نُصح النّاصحين، وكم مرّ بك المنيبون القانتون؟ فما حرّكتَ ساكنًا وكم وكم وكم؟ حتّى إذا ضاق بك الوقت وحاق بك المقت ندمتَ على التّفريط من حيث لا ينفع النّدم، فبادِر بالتّوبة وتصدّق في سبيل الله فرمضان يودّعنا في احتضار، عسى أن تلحق بالّذين قُبِلَت عباداتهم وغُفرَت خطاياهم وعتقوا من نار جهنّم نار السّموم ورزقوا باب الريّاّن الّذي لا يدخله إلاّ الصّائمون المخلصون.

 

وداعاً رمضان ..

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل