"استعدّوا للحرب".. مُصافحة غير متوقّعة في قصر المهاجرين! ـ ماجدة الحاج

الجمعة 17 أيار , 2019 09:40 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

في خضمّ التّحشيد العسكري الأميركي في المنطقة، ربطا بالتوتّر الذي وصل الى ذروته بين واشنطن وطهران، وبعد أقلّ من يومين فقط على واقعة استهداف ناقلات النّفط في الفجيرة الإماراتيّة، جاءت الرسالة النّاريّة غير المتوقّعة "الى من يهمّهم الأمر" من البوّابة اليمنيّة، عبر إنجاز أمني غير مسبوق سجّلته حركة "أنصار الله" يوم الثلاثاء الماضي، بواسطة 7 طائرات مسيّرة خرقت الدّاخل السعودي لتستهدف محطّتين لضخّ النفط تتبعان لشركة "أرامكو" في محيط العاصمة الرّياض، رغم تواجد حوالي 25 بارجة ومدمّرة اميركية في المنطقة. نجحت الطائرات – التي لم يتمّ رصدها، في تنفيذ مهمّتها بنجاح، وهذه العمليّة على ما يبدو، ليست سوى باكورة رُزمة مفاجآت قادمة في غير جبهة بالمنطقة، لإيران خيارات عديدة تستطيع من خلالها الرّد على ايّ تهديد اميركي او "اسرائيلي" بدل الذهاب الى مواجهة في مضيق هرمز، ولم يعد خافيا على احد مدى الدّعم العسكري الذي تقدّمه لفصائل المقاومة العراقيّة، واللبنانيّة والفلسطينيّة سيّما في غزّة، التي تجمع معلومات دبلوماسيّين غربيّين منذ ايام،على ترجيح ان يكون القطاع بمواجهة حرب "اسرائيليّة" عنيفة هذا الصّيف، وهي مواجهة مُرتقبة لم يستبعدها الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد نخالة في مقابلة مُتلفزة مؤخرا، كاشفا عن استعدادات حيال ما أسماها "الحرب الكبرى القادمة لا محالة" هذا الصيف.

ووفقا لمعلومات نُقلت عن مصدر في صحيفة "لو فيغارو" الفرنسيّة، فإنّ استعدادات الفصائل الفلسطينيّة المقاومة في غزّة للمواجهة القادمة، ستكون هذه المرّة خارج حسابات قادة تل ابيب، توازيها استعدادات مماثلة في جبهات محور المقاومة الأخرى. من اليمن، حركة أنصار الله "قاب قوسين او ادنى" من اطلاق مفاجأة عسكريّة صوب الإمارات، وفي سورية جهوزيّة غير مسبوقة في الجولان، امتدادا الى الحدود اللبنانيّة مع فلسطين المحتلّة، "حيث يبدو انّ ردّ حزب الله لن يخلو في المرحلة القادمة من مفاجآت صادمة سيّما البحريّة! – حسب اشارة المعلومات... ماذا عن العراق الذي من المُرجّح ان تنطلق منه اولى شرارات المواجهة بين واشنطن وطهران؟ حسب ما تُجمع وسائل الإعلام العبريّة؟

بين تحذير السفارة الأميركيّة في بغداد مواطنيها من السفر الى العراق، وإعلان الجيش الأميركي لاحقا رفع درجة التأهّب بسبب ما أسماه "تهديدات وشيكة ضدّ قواتنا في هذا البلد"، حطّ مايك بومبيو وزير الخارجية الأميركي على عجل وبشكل مفاجئ في العراق، مصحوبا بإعلان تلقّف استخبارات بلاده حراكا عسكريّا غير اعتيادي لفصائل عراقية مقرّبة من ايران، عمدت من خلاله الى نشر صواريخ قرب قواعد عسكرية اميركية على الحدود مع سورية، فيما ربط موقع "ديبكا" الإستخباري الإسرائيلي بين هذه الزيارة والحشود العسكرية الأميركية في المنطقة، بهجوم ايراني ـ عراقي مُحتمل على القاعدة العسكريّة الأميركية في التنف بسورية، ونتيجة وُفرة المعلومات الإستخباريّة التي تلقّاها قائد القيادة المركزيّة الأميركيّة الجنرال كينيث ماكنزي، وفيها انّ إحدى الفصائل العراقيّة تستعدّ لمهاجمة قاعدة التنف، وانّ هذا الفصيل زوّدته طهران بصواريخ باليستيّة من نوع "فاتح - ذو الفقار" سيكون من مهامها استهداف مواقع اميركية اخرى في الشرق الأوسط اذا ما تمّ الغاء خطّة مهاجمة التنف.

ورغم تصريحات مسؤولين أميركيّين وإعلان الرئيس الاميركي عدم نيّة خوض حرب مع ايران، الا انّ الاخيرة وفصائل محور المقاومة في المنطقة يبدو انها تتجهّز للأسوأ خصوصا انّ "اسرائيل" تدفع بقوّة الى هذه المواجهة.. ناهيك عن وجود لوبي من النّشطاء لصالحها داخل ادارة الرئيس ترامب.. ومن هنا، عاد اسم قائد قوّة القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سُليماني بزخم الى الواجهة.

ففي حين نشرت صحيفة الغارديان البريطانيّة أمس الخميس، تقريرا نقلت فيه ما قالت إنها معلومات استخباريّة عن مصدرَين رفيعَين، لفتا فيها الى انّ سُليماني عقد اجتماعا سرّيا في العاصمة العراقيّة بغداد مع عدد من قادة الفصائل الموالية لإيران، متوجّها اليهم بالقول "استعدّوا للحرب"، وانه بسبب هذا الإجتماع تمّ رفع مستويات التهديد للقوّات البريطانيّة في العراق لأقصى درجة، كشفت صحيفة "التايمز" انّ سُليماني حطّ مؤخرا في بيروت واجتمع بالأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد نخالة.. فيما ألمحت معلومات نقلها موقع "ميدل ايست آي" البريطانيّ عن دبلوماسي غربي في سلطنة عُمان، الى احتمال ان تقوم "اسرائيل" بتمرير ضربات ضدّ اهداف لم يُحدّدها في المنطقة مُستغلّة التصعيد الأميركي-الإيراني، وهو أمر تحضّرت له على ما يبدو طهران وحلفاؤها.

وإذ رجّح اقتراب عزل احد أبرز الصّقور المحيطين بالرئيس الاميركي دونالد ترامب، جون بولتون، في الفترة القريبة القادمة، لفت الموقع الى سلسلة تطوّرات عسكريّة وسياسيّة لافتة قد تشهدها المنطقة، بينها في سورية، ومصافحة غير متوقّعة في قصر المهاجرين!


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل