هل من إتفاق روسي ـ تركي لتطهير إدلب ؟ ـ حسان الحسن

السبت 04 أيار , 2019 10:01 توقيت بيروت أقلام الثبات

اقلام الثبات

لا شك ان للروس دوراً كبيراً في دعم الدولة السورية لتحرير كامل الجغرافيا السورية، وايضا لإعادة التوازن السياسي والميداني الى الساحة السورية في شكل عام، كما ان للروس دور هام وفعال لناحية ما يحدث راهناً في الشمال السوري، أي في شأن التحضير لمعركة تحرير ادلب الكبرى من جهة، كذلك الموقف الروسي الرافض لما يتعلق بالإمعان في الإعتداء التركي على مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي، من خلال بناء جدار عازل حول هذه المدينة، على شكل سور يفصلُ بينها وبين باقي مناطق ريف حلب، ضمن مخطط لفصل المدينة عن سوريا من الجهتين الشرقية والجنوبية من جهة اخرى.

وسط هذه الأجواء،  يحاول الروس إيجاد الظروف المؤاتية، لدخول مدينة أدلب، والإجهاز على البؤر الإرهابية فيها، ولكن لا يمكن إستعادتها الى كنف الدولة، أو تهيئة الأجواء المذكورة لذلك، إلا  من خلال دور فاعل يستطيع الأتراك تأديته، نظرا لما لهم من نفوذ على المجموعات المسلحة المنتشرة في الشمال السوري، حيث كانت أنقرة، ولاتزال من داعمي تلك المجموعات ورعاتها، بحسب تأكيد مصادر سياسية سورية، التي  تعتبر أن الدور التركي، يسهم إساهماً فاعلاً  في دخول الجيش السوري وحلفائه الى كبرى قواعد "جبهة النصرة" الإرهابية، و أن أهم ما يفترض أن تقوم به أنقرة هو الآتي :

أولاً: إغلاق الحدود في وجه المسلحين الذي قد يفّرون الى الأراضي التركية، جراء تقدم القوات السورية وحلفائها المرتقب في إتجاه إدلب، حين تدق ساعة بدء عملية تطهيرها من الإرهاب.

ثانياً: تفكيك الشبكات الإقتصادية المربوطة بين الأراضي التركية وأدلب، فهي اغنى المحافظات بالزيت والزيتون، ويتم إدخال محاصيلها الزراعية الى تركيا، عبر شبكات تجار، كذلك هناك عصابات تهريب بشر، يتم إدخالهم وإخراجهم الى تركية، و كل ذلك مرتبط بالاستخبارات التركية.

ثالثاً: أن يضغط الروس على الأتراك، لكي يفككوا البنية السياسية "للنصرة"، بالتالي إبعاد أكبر قدر ممكن من المجموعات التكفيرية عن الأولى، لأنه معلوم أن هناك فصائل مسلحة منضوية تحت لواء "الجبهة راهنا، تأتمر بأنقرة، وبوسعها تحريك هذه الفصائل كما تشاء، ودائما برأي المصادر المذكورة.

وتلفت الى أن الجيش السوري دخل في مرحلة سابقةٍ مشارف محافظة أدلب من جهة الجنوب الشرقي، لفصلها عن محافظة اللاذقية تحديداً، الذي صار لازماً عليه وحلفائه، فرض مساحة آمنة بين هاتين المحافظتين، في سياق استكمال عملية عزل المسلحين، وتضييق الخناق عليهم.

وعن بدء معركة إستعادة أدلب، تجيب المصادر بالقول: "من الصعب تحديد التوقيت الدقيق لبدء هذه المعركة"، نظرا لطول الجبهة الممتدة من محافظات اللاذقية ممرا بحماه وحلب وصولا الى الحدود التركية، فهي تتطلب جهوزية كبيرة، بالإضافة الى الأجواء السياسية المناسبة لها".

وتربط بين عزل القوات التركية والفصائل التابعة لعفرين، وبدء معركة تطهير أدلب من الإرهاب، معتبرة أن الإجراءات التركية الموقتة في عفرين، التي تعتبرها أنقرة أنها لا تشكل خروجاً عن إتفاق أضنة 1998، وهي تأتي في سياق حماية الأمن القومي التركي، قد تؤول الى بداية عملية تفاوض في شأن الإجهاز على أكبر قواعد "النصرة"، لافتةً الى أن الروس لم يعترضوا على التوغل التركي في المدينة المذكورة سابقا، كذلك ضغطوا على القوات السورية لعدم التصدي لهذا التوغل، لتفادي التصادم مع الأتراك،  ما قد يسهم بتغيير أولوياتهم، بالتالي رفع الغطاء عن مسلحي أدلب، ولكن قد يكون العائق هنا أميركياً لمنع أي تقدم للجيش السوري وحلفائه نحو الأخيرة، على الأقل في المدى المنظور، وفي ظل غياب عدم توصل القوى الفاعلة في الأزمة السورية، لتسوية سياسية مرتجاة لإنهاء هذه الأزمة، برأي المصادر عينها.

في المحصلة، وفي معزل عن ما تقوله المصادر السياسية المذكورة، لجهة الدور التركي، كما يراه الروس، في ما خص المساعدة على تطبيق اتفاق خفض التصعيد في ادلب، وفصل جبهة النصرة عن باقي الفصائل وعزل تاثيرها عنها، والإسهام في عودة المدينة الخضراء الى السيادة السورية، يبقى الدور الاساس هو للجيش العربي السوري في الميدان، من خلال استكمال تحرير كامل الجغرافيا السورية وفرض الاجندة الشرعية الطبيعية على جميع الفصائل المسلحة، واعادة التوازن الى الساحة السورية.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل