السعودية تدفع الخوة لترامب وتحاول رشوة أبو مازن لتمرير "صفقة القرن" ـ محمد دياب

الجمعة 03 أيار , 2019 11:43 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

رئيس وزراء العدو في الكيان الصهيوني، ديفيد بن غوريون، راهن على الزمن، من أجل بقاء واستمرار كيانه الاستيطاني الاستعماري في فلسطين المحتلة، وعليه قال عن الفلسطينيين: "الكبار يموتون والصغار ينسون".. وها هو الزمن بعد 71 عاماً، يؤكد أن الذاكرة الفلسطينية تخلد وتنتقل من جيل إلى جيل، الذين لم يروا فلسطين يوماً يشعرون بها، لا بل في مدنها وقراها ودساكرها يحسون أنها تجري في عروقهم، حتى الأطفال الفلسطينيون الذين ولدوا ويولدون في المخيمات وفي مختلف أمكنة الشتات، يحفظون أسماء القرى وتضاريسها وزيتونها واشجارها وليمونها.

الفلسطينيون بشيبهم وشبابهم وأطفالهم المولدون والذين سيولدون، يحفظون جيداً تجاعيد أجدادهم، وتضاريس بلادهم، وكعك القدس، ويصرون على الصلاة في الأقصى الذي "باركنا حوله، ويشتاقون دائماً لكنيستي المهد والقيامة، ويتوقون لصيد السمك في عكا ويافا وحيفا وغزة ....

"قـُـبِرَ" بن غوريون، وغولدا مائير، وموشيه دايان، واسحاق نافون، وشيمون بيريز، واسحاق رابين وكل آباء الصهيونية، لكن أي طفل فلسطيني يولد يشرب مع حليب أمه كل الأسماء ويتعرف على كل الأحياء والأماكن الفلسطينية.

لم يترك الصهاينة واربابهم من الإمبرياليين الأميركيين والغربيين أسلوباً وطريقة وجريمة ومذبحة وحرباً وسرقة ولصوصية إلاَّ واستعملوها، وها هم الآن يندفعون مع اعرابهم لأكذوبة وجريمة جديدة اسمها "صفقة القرن".

الأميركي الجشع الآن يستعد لتظهير "صفقة القرن" للوجوه العربية الكالحة، ويريد من باعة الكاز وعلى رأسهم كبيرهم في بلاد الحجاز ونجد، أن يمولوها، وهم لسيدهم يستجيبون بذل، لدرجة جعلت القائد الإسلامي والعربي الكبير محقق الإنتصار ات العظمى لأول مرة منذ سقوط غرناطة في الأندلس عام 1492م، وعنيت به السيد حسن نصر الله، يقول عن ملك السعودية "قطع لي قلبي" وهو يستمع إلى دونالد ترامب يقول: "ايها الملك عليك أن تدفع لنا، لأننا نحميك".

بأي حال، لن يكون لـ "صفقة القرن" أي تأثيرً ومفعول، طالما أنهم لن يجدوا مسؤولاً فلسطينياً يوقع، ولهذا رفع ولي عهد السعودية وتيرة اغراءاته وترهيبه مؤكداً على طريقة انور السادات أن 99% من أوراق الحل بيد أميركا، ولهذ اعلن اندفاعه لزيارة القدس المحتلة عام 1977، ومن ثم توقيع اتفاقية "كامب ديفيد" عام 1979، فاتحاً بمصر الاستسلام للعدو.

بن سلمان على طريقة السادات، مع فارق كبير، أن الخائن المصري لم يكن لديه ما يدفعه لسيده الأميركي، بينما بن سلمان وابوه، ينزلقون أكثر وأكثر في طريق "العصر وصفقته" وهم يدفعون تريليونات الدولارات "لليانكي" الكبير.

ومؤخراً كشفت صحيفة ميدل إيست آي البريطانية، في تقرير لها، عما دار بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، خلال زيارته الأخيرة المفاجئة للرياض، حيث أجرى محادثات مع الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد.

وأشار التقرير، أن بن سلمان استخدم "الدبلوماسية الناعمة" مع عباس وطلب منه دعم الخطة التي ترعاها واشنطن لعملية السلام المزعومة، وذلك بعد أن لوّح بدحلان بديلاً في حال رفض عباس ما تريده السعودية.

الدعوة الأخيرة كانت قد وجهت لعباس بعد وقت قصير من مؤتمر قمة منظمة المؤتمر الإسلامي في إسطنبول، التي أعلن فيها عباس أنه لم يعد يقبل بالولايات المتحدة وسيطاً في عملية السلام.

ونقلت الصحيفة البريطانية عما وصفتهم بمسؤولين فلسطينيين على اطلاع بما جرى في الاجتماع، أن محمد بن سلمان قال لعباس: "إن الولايات المتحدة هي الجهة الوحيدة التي لديها نفوذ حقيقي على "إسرائيل"، وهي البلد الوحيد الذي بإمكانه أن يضغط على "إسرائيل" في أي عملية سلام، ولا يمكن لأي جهة أخرى القيام بذلك، لا الاتحاد الأوروبي ولا روسيا ولا الصين".

وكشفت الصحيفة أن بن سلمان طلب من عباس خلال زيارته الأولى أن يحض الفلسطينيين في لبنان على الانحياز إلى المعسكر السعودي، والنأي بأنفسهم عن المعسكر المؤيد لإيران.

ولما تبين أن أسلوب التهديد لن يعطي مفعولاً، لجأ بن سلمان إلى اسلوب الديبلوماسية الناعمة والترغيب والرشوى، ففي اللقاء الأخير بين بن سلمان ومحمود عباس كما أفادت جريدة "الأخبار" اللبنانية، فإن بن سلمان أبلغ عباس في هذا اللقاء تفاصيل "صفقة القرن"، طالباً منه قبولها والسير بها، ووفقاً للمعلومات، فإن "بن سلمان سأل عباس ما هي ميزانية حاشيتك سنوياً، فردّ عباس لست أميراً ليكون لدي حاشية، فأوضح ابن سلمان: كم تحتاج السلطة ووزراؤها وموظفوها من مال؟"، فأجاب عباس: "مليار دولار"، فردّ ابن سلمان: "سأعطيك 10 مليارات دولار لعشر سنوات إذا وافقت على الصفقة". إلا أن "أبو مازن" اعترض على الطرح، معتبراً أن ذلك سيؤدي إلى نهاية حياته السياسية.

إذاً، الجناح السعودي الحاكم في بلاد الحجاز، يسرف في تدوير ثروة الأمة، من أجل السيد الأميركي، وهيمنته ومن أجل استمراره في سياسة تفريق الأمة وإضعافها.

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل