فنزويلا تحبط انقلاب بلاك ووتر .. فتهدد واشنطن بالتدخل العسكري ـ محمد شهاب

الأربعاء 01 أيار , 2019 12:01 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

الديمقراطية وفق المفهوم الأميركي، تكون صحيحة إذا كانت نتائجها تتطابق مع مصالح واشنطن، هكذا هي على سبيل المثال لا الحصر مع "الشورى" النادرة في السعودية .. لكنها ضد الديمقراطية إذا جاءت نتائجها مطابقة لمصالح الشعوب التواقة إلى الحرية والتقدم الاجتماعي.

وعلى هذا النحو تميزت عبر تاريخها، ومستعدة لسفك دماء الشعوب من أجل ديمقراطيتها الدموية، وهكذا وقفت في مطلع سبعينيات القرن الماضي ضد النظام الوطني التقدمي في بلد بابلو نيرودا في التشيلي، حينما افرزت صناديق الاقتراع فوز الدكتور سلفادور اللندي في رئاسة تشيلي فقادت ضده انقلاباً عسكرياً دموياً، بقيادة الجنرال بينوشيه وراح ضحيته مئات الآف التشيليين.

وهكذا تآمرت مؤخراً على البرازيل، ونفذت انقلاباً ضد حزب العمال ولولا دي سيلفا في البرازيل، رغم ان هذا القائد البرازيلي انتشل بلاد البن من أزمات اقتصادية ومالية عميقة كانت تفرضها واشنطن.

بأي حال، الأمثلة عن دموية الديمقراطية الأميركية لا تعد ولا تحصى، وها هي الآن تحشد كل طاقاتها ضد فنزويلا، وآخرها كان محاولة الانقلاب ضد النظام الاشتراكي للرئيس نيكولاس مادورو، الذي شاركت فيه عصابات "بلاك ووتر"، مؤسس هذه الشركة الأمنية العملاقة اريك برنس والمؤيد البارز لدونالد ترامب، عمل وخطط لإرسال نحو خمسة آلاف جندي أميركي لمساعدة الإنقلابي وعميل المخابرات الأميركية خوان غوايدو الذي نصب نفسه رئيساً لفنزويلا.

ونقلاً عن مصادر مطلعة كما افادت رويترز فإن اريك برنس كان قد عقد سلسلة لقاءات واجتماعات مع اشخاص مقربين من دونالد ترامب، ومع معارضين فنزويليين أثرياء مقيمين في الولايات المتحدة، كان أبرزها في منتصف شهر نيسان الماضي، للإعداد لإنقلاب دموي في كركاس...

وترافقت الحركة الانقلابية التي كان واجهتها ثلة قليلة العدد من ضباط وجنود فنزويليين، مع دعوة وجهها العميل المنصب رئيساً غوايدو إلى تظاهرات شعبية لم تلق صدى لدى المواطنين، بحيث أن مئات قليلة تجاوبت مع الدعوة، في وقت استطاع فيه الجيش الفنزويلي احباط المشروع الأميركي الدموي، وفيما استسلم عشرات الجنود المنشقين إلى الجيش، كما فر المرتزقة من الأميركيين الذين فوجئوا بعدم التجاوب مع الحركة الانقلابية، التي كانت معلومات المخابرات الأميركية تشير إلى نجاحها، بينما فرَّ عدد من الجنود الإنقلابيين إلى سفارة البرازيل طلباً للجوء، وبحسب وسائل إعلام برازيلية فإن عددهم كان نحو 25 عسكرياً.

مرة جديدة ينجح الرئيس والمناضل مادورو باحباط المشروع الأميركي للسيطرة على بلاده الغنية بالنفط والمعادن والثروات.

وقد أعلن مادورو بنفسه عبر التلفزيون الفنزويلي أن الجيش دحر المجموعات الإنقلابية وأن معظم الضباط الفنزويليين وهم قلة ممن شارك في المحاولة الانقلابية قد تراجعو واعلنوا ولاءهم للدستور الوطني.

وبهذا لك يبق في هذه المرحلة لليانكي سوى التهديدات بالويل والثبور وعظائم الأمور ضد فنزويلا، وهو ما أعلنه ناظر الخارجية الأميركية مايك بومبيو، أن "كل الخيارات مطروحة للتدخل الأميركي في فنزويلا، بما فيها الخيار العسكري".

إذن، بعد فشل ادوات واشنطن في السيطرة على فنزويلا، ها هي تهدد بالتدخل المباشر .. على طريقة العصابات.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل