مبنى "البيضة" في بيروت .. أول مول في الشرق الأوسط

الإثنين 29 نيسان , 2019 02:49 توقيت بيروت ثقافة

الثبات ـ ثقافة 

لا يمر يوم 13 نيسان مرور الكرام على الشعب اللبناني، ففي هذا التاريخ من كل عام يستذكر اللبنانيون الحرب الأهلية التي اندلعت في مثل هذا اليوم سنة 1975 واستمرت حتى عام 1990، وأسفرت عن مقتل ما يقدر بـ120 ألف شخص، بالإضافة الى عشرات الآلاف من الجرحى والمشرّدين والمهجّرين. تلك الحرب المروّعة التي دمرت البشر والحجر وقلبت المجتمع رأساً على عقب، لا يزال لبنان يعاني من نتائجها الكارثية حتى الآن. وكثر ممن كبروا في الحرب يسردون في هذا اليوم قصصهم الأليمة التي عاشوها، وفي هذا الإطار، يبرز في ذاكرة أهالي بيروت مبنى "البيضة" الشهير الذي يقع وسط بيروت والذي لا يزال موجوداً حتى الآن، لكن كثراً يمرون من أمامه دون معرفة قصته ما قبل وأثناء الحرب الأهلية اللبنانية.

سينما "غومون بالاس" أو "البيضة" (نسبة لشكلها الهندسي البيضوي) هي جزء من مبنى متكامل كان اسمه "سيتي سنتر"، أو "الدوم" وهو أول مبنى تجاري كبير بُني في بيروت، وكان يوجد فيه سلالم كهربائية، إضافة إلى محل "معتوق" المعروف بصناعة شرائح البطاطا (chips)، وحلويات "الصمدي" الذي اشتهر بالكنافة وباب محلّه الزجاجي الذي يفتح إلكترونياً. وفي الطابق السفلي محل "بيت شوب" لبيع الحيوانات، وكان الناس ينتظرون دائماً رؤية الطاووس، بالاضافة الى محلات تجاريّة وغذائية أخرى، وكانت السينما جزءاً من هذا السنتر و ليس البناء بأكلمه كان سينما.

 آل صمدي وآل صالحة هم من قاموا ببناء "سيتي سنتر" بيروت في العام 1965، وهو من تصميم المهندس جوزف فيليب كرم، الذي قرر تشييد مبنى ضخم يضمّ خمس طبقات تحت الأرض ليكون أول "مول" في الشرق الأوسط، المبنى كان يجب أن يتألف إلى جانب البيضة، من برجين كان يُفترض أن يضمّا مركزاً تجارياً وسينما ومكاتب، وصممت السينما والمسرح، التي تتخذ شكل البيضة، لتحوي 1000 مقعد، إذ يبلغ عرضها 24 متراً أمّا طولها فيُقدّر بـ11 متراً.

 أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، كان مكان السينما خط تماس يفصل بين منطقة بشارة الخوري وساحة الدبّاس، وتناوب على المنطقة "حركة أمل" حيث اندلعت المعارك مع "حزب الكتائب" ولاحقاً "القوات اللبنانية"، ثم تحوَّل المبنى الى مركز قنص باتجاه كنيسة الأرمن في ساحة الدباس وصولاً إلى التباريز وكنيسة مار مارون، وبعد انتهاء الحرب المروعة تسلّمت "شركة سوليدير" المنطقة، وقررت المحافظة على مبنى البيضة والإبقاء عليه كما هو وأدخلته على لائحة الجرد لقيمته الهندسيّة الغريبة، وجرى الحديث عن الكثير من الوعود لإعادة ترميم هذا المبنى أو الكنيسة التي تجاوره، إلا أن شيئاً لم يتغير.

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل