أبعاد لقاء بوتين والزعيم الكوري الشمالي ..رسائل في عدة اتجاهات ـ محمد شهاب

الخميس 25 نيسان , 2019 01:05 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

في وقت يكتنف فيه الغموض العلاقات بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، خصوصا  لجهة  الغموض المحادثات النووية مع واشنطن. قطع الزعيم الكوري حدود بلاده إلى اروسيا في أول زيارة له إلى هناك،على متن قطار مصفح إلى محطة خاسان الروسية الحدودية، وتهدف للحصول على دعم من الرئيس فلاديمير بوتين في لقاء جمعهما في ي مدينة فلاديفوستوك الساحلية المطلة على المحيط الهادي .

وكان الزعيم الكوري قد صرح للتلفزيون الروسي في خاسان حيث عبر قطاره "آمل بأن تكون هذه الزيارة ناجحة ومفيدة". وأضاف "آمل بأنه خلال المحادثات... سأتمكن من إجراء نقاشات مهمة بشأن حل مسائل في شبه الجزيرة الكورية وبشأن تطوير علاقاتنا الثنائية".

من جهته، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اكد للزعيم الكوري الشمالي أنه يدعم الجهود الحالية لتخفيف التوترات في شبه الجزيرة الكورية وبأنه يريد تعزيز العلاقات الاقتصادية.

وقال بوتين في مستهل أول قمة بينهما في أقصى الشرق الروسي "أنا على ثقة بأن زيارتكم   إلى روسيا ... ستساعدنا في فهم أفضل لكيفية حل الوضع في شبه الجزيرة الكورية وما الذي يمكن لروسيا أن تفعله لدعم العملية الإيجابية التي تجري حاليا". وأضاف "فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية، أمامنا الكثير من العمل لتنمية العلاقات الاقتصادية".

وتكتسب هذه الزيارة أهمية بالنسبة إلى موسكو وبيونغ يانغ ،حيث قال البروفسور في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، غيورغي تولورايا، "إن القمة تعقد في أنسب وقت لها". ورأى أنه "بعد فشل القمة في هانوي (مع ترمب)، وفتور العلاقات بين الكوريتين، ساد الهدوء علاقات كوريا الديمقراطية مع الصين. وكيم، الذي جاء إلى فيتنام عبر الصين، لم يعد إلى الصين مرة أخرى بعد هانوي". ووفقاً لتولورايا، فمن المهم بالنسبة إلى كيم "استعراض دعم روسيا، وربما جذبها إلى جانبه. فبيونغ يانغ تحتاج إلى روسيا لإيصال وجهة نظرها إلى الجانب الأميركي". وزاد أن هذا الأمر يلبي تطلعات الكرملين لأن "الحديث عن كوريا مع الأميركيين أحد الموضوعات القليلة على جدول الأعمال الدولي التي ننجح فيها". وركز خبراء على أن "لقاء كيم مع بوتين يشكل في جانب منه استعراضاً لقدرة بيونغ يانغ على الاستقلال بتحركاتها عن الصين". كما أشار بعضهم إلى أن «بيونغ يانغ تعتقد أن روسيا، كونها تخضع أيضاً للعقوبات، قادرة على أن تكون أكثر موضوعية وإيجابية حيال نظام العقوبات المفروض ضد كوريا الديمقراطية".

وباي حال ،فإن هذه الزيارة تشكل ردا على محاولات دونالد ترامب الحصول على تنازلات من بيونغ بانغ دون أي ضمانات تقدمها واشنطن للزعيم الكوري الشمالي، وهو ما سبجبد القيصر الروسي استغلاله في مواجهة الاميركيين، وكانت أولى بوادره فور نهاية القمة اشادة  بوتين بدور كوريا الشمالية في استقرار الوضع بشبه الجزيرة الكورية ،ولا بد باي حال من متابعة نتائج هذا اللقاء في الأيام القليلة المقبلة .


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل