بدأت الحرب ... فكونوا جنودها وأقلامها ـ د.نسيب حطيط

الخميس 25 نيسان , 2019 09:46 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

تنتشر التحليلات السياسية والعسكرية والتقارير الإعلامية عن المخاوف من اندلاع الحرب بين ايران وحلفائها وأميركا وحلفائها ويحددون موعد البدء بالمعارك في الثاني من أيار موعد انتهاء الإستثناءات الأميركية لبعض الدول من شراء النفط الإيراني وفق منظومة الفرعون العالمي (ترامب) ..لكن الواقع يظهر عكس ذلك، فالحرب بدأت فعلا منذ بدء "الربيع العربي" وكانت بالواسطة او بشكل غير مباشر مع الأميركيين لكنها تحوّلت الى الحرب المباشرة ودون قفازات او تضليل نتيجة الإلتباس الحاصل حول الحرب والمفهوم الخاطىء للحرب حيث يعتبر الناس والمحللين ان الحرب تتمثل بالمعارك العسكرية والقصف والقتل المباشر ثم الغزو وبعده الاحتلال وتنصيب سلطة عميلة وكرتونية تعمل لصالح الغزاة المحتلين .

لكن الحقيقة ان للحرب مراحلها واساليبها التي تهدف الى اسقاط استقلالية العدو والسيطرة على مقدراته وثرواته سواء تم احتلال الجغرافيا التي يسيطر عليها ام بقيت حرّة دون وجود غزاة ...وتاريخيا كانت الحروب تبدأ بالحصار المباشر للمدن والدول والتجويع وقطع الإمدادات والعزل عن الخارج ويعضها كان يمتد لسنيين بالتلازم مع التضليل الإعلامي او التكفير الديني او العنصرية القومية لإعطاء مشروعية للعدوان والحرب وكثيرا ما كان العنوان الديني يتصدر الحروب سواء الصليبية او العثمانية او الحروب الدينية في أوروبا بين المسيحيين انفسهم او بين المسلمين انفسهم في العالم الإسلامي .

لقد بدات اميركا الحرب عبر فرض الحصار على ايران بعد فشل حربها العسكرية في صحراء "طبس" او عبر الحرب العراقية – الإيرانية ولا زالت ايران تحت الحصار المشدد والقاسي منذ انتصار الثورة حتى الآن على مدى أربعين عاما" وبشكل متصاعد بالتلازم على الحرب الإعلامية المضللة للرأي العام حيث يشن عليها حرب دينية تكفيرية في الوسط العربي والإسلامي تقوده السعودية والجماعات التكفيرية وفق الصدام المذهبي (الوهابي- الشيعي) وعبر اتهام ايران برعاية الإرهاب وفق التصنيف الأميركي لإضفاء المشروعية القانونية والعالمية على الحرب الاقتصادية والإنسانية عليها.

لم يبق من الحرب الأميركية على ايران وحركات المقاومة الا المرحلة العسكرية المباشرة أي بين الجيش الأميركي والجيوش المقاومة مع المقاومين ...وهنا لا بد من طرح السؤال المفصلي .

هل بإستطاعة اميركا العودة الى الغزو الخارجي والإحتلاال؟

هل يستطيع العدو الإسرائيلي خوض حرب بالنيابة عن اميركا والسعودية والإمارات؟

هل يضمن من يبدأ الحرب ان تبقى في جغرافيا محدودة وفي إطار زمني محدد؟

ان الجواب على كل هذه الأسئلة هو النفي بالتأكيد ولذا فإن الحرب بين المحورين الأميركي والمقاوم ستكون ضمن الحرب الاقتصادية طويلة المدى والقاسية مع بعض اللقاحات الفتنوية -الأمنية ضمن معادلة تظهر مدى القوة الأميركية في رفع سقف العقوبات والحصار لدفع ايران وحلفائها للإستسلام والتوقيع على الشروط الأميركية – الإسرائيلية لتمرير صفقة القرن وتقسيم المنطقة واعدام ما يسمى الأمة سواء العربية او الإسلامية بالتوازي مع قدرة ايران ومحور المقاومة على الصمود والصبر وتحمل الخسائر الكبرى على الصعيد المعيشي والصحي والأمني .

التجربة التاريخية تقول ان الحرب تربحها الشعوب الحرّة والمقاومة مهما طال الزمن وان الغزاة والإحتلال الى زوال وحتى في الحرب العسكرية، فإن موازين القوى الآن قد تغيرت ولم تعد لصالح اميركا وحلفائها الا في الحروب القصيرة السريعة اما في حروب الإستنزاف فقد أثبتت التجربة أيضا" ان الجيوش الكلاسيكية خاسرة حتما" في أفغانستان والعراق ولبنان ..وقبلها في فيتنام وغيرها .

نحن في قلب الحرب فلا تخافوا والنصر لمن يصبر اكثر.. لكن لا بد من بناء المجتمع المقاوم والإقتصاد المقاوم والإعلام المقاوم الذي لا يقتصر على لغته العربية بل النطق والكتابة بكل اللغات العالمية لإيصال الصوت ولنبدأ بوسائل التواصل الاجتماعي وبناء صفحات لكل المقاومين باللغات الأجنبية حتى نستطبع ولو جزئيا" مقاومة التضليل الإعلامي الأميركي والغربي والخليجي ...

لا تخافوا فنحن منتصرون بإذن الله وتضحيات المقاومين ..


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل