التهدئة تستهدف المفاهيم الجهادية ـ رامز مصطفى

الخميس 25 نيسان , 2019 09:37 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

ليس من عادتنا أن نصدق ما يطلقه قادة الكيان من مواقف، ولا نأخذ بما تقدمه لنا صحفه أومواقعه الالكترونية من معلومات وتحليلات، ولا نتفاعل مع أوراق تنشرها مراكز أبحاثه يعمل عليها خبراء ومختصون في تلك المراكز. ولكن هذا لا يمنع التوقف عند ما تأتي عليه وسائله الإعلامية من مواقف أو معلومات، وحتى الأوراق التي تنشرها مراكز الأبحاث العاملة لديه لخبراء هم في أغلبيتهم ضباط ينتمون إلى المؤسستين العسكرية والأمنية في الكيان.

جديد ذلك، الورقة البحثية للضابط الاحتياط في جيش الاحتلال الصهيوني "عيران ليرمان"، المساعد لرئيس "المعهد الأورشليمي للدراسات الإستراتيجية والأمنية"، وأيضاً المساعد لرئيس قسم السياسات الدولية في مجلس الأمن القومي، عن أن مصر تخدم التوجه الإستراتيجي "الإسرائيلي" في قطاع غزة، الأمر الذي اعتبره "عيران" الكنز الإستراتيجي، من خلال وساطتها بين الكيان وحركة حماس.

وينطلق "عيران ليرمان" في كلامه بالاستناد إلى تجربة اتفاقيات "كامب ديفيد" التي صمدت منذ أربعين عاماً ولم تتأثر أو تهتز أو تنهار نتيجة الكثير من الأحداث التي وقعت في المنطقة منذ التوقيع على تلك الاتفاقات، فتحدث عن ضرب  المفاعل النووي العراقي وتدميره في حزيران 1981، واجتياح لبنان عام 1982، والانتفاضة الفلسطينية الأولى والثانية عامي 1987 و 2000، وكذلك المواجهات العسكرية مع الفلسطينيين في قطاع غزة خلال أعوام 2008 - 2009، 2012، 2014، والهزات التي عاشتها مصر في السنوات الأخيرة، والتي شكلّت تهديدًا لاتفاق السلام، إلاّ أنه صمد في البقاء بسبب المصالح المشتركة لكل من مصر والكيان.

وكشف "عيران ليرمان"، عن أن تلك الشراكة تأتي للعمل على تحييد ما أسماه بالمفاهيم الجهادية لدى حماس، وهو ما أثنى عليه، واضعاً إياه في خانة القيمة الإستراتيجية الواسعة للكيان، والذي تلعب فيه المخابرات المصرية دوراً نشطاً، من خلال الرسائل التي تنقل مباشرة لقيادة حماس، التي لم تجد خياراً سوى التجاوب معها بسبب عوامل جيوسياسية. الأمر الذي يتيح للكيان وشركائها، بترتيب أولوياتهم في المنطقة، حسب ما ورد في ورقة "ليرمان" البحثية . مؤكداً في السياق ذاته عن شراكة روسية مع الكيان "الإسرائيلي" في سورية أيضاً.

ما يهم في الورقة البحثية للصهيوني "عيران ليرمان" وجوهرها، أن الجهد "الإسرائيلي" يستهدف فيما يستهدفه من وراء التهدئة مع حركة حماس، ليس مسيرات العودة أوالاقتراب من السياج الفاصل بين القطاع وأراضينا المحتلة عام 1948، ولا الطائرات الورقية أوالبالونات الحارقة، إنما يستهدف مفاهيم وعقيدة حماس الجهادية، وهذا أيضاً ينطبق على قوى المقاومة الفلسطينية الأخرى . إذاً هذا بيت القصيد، حيث القصد والمقصد " الإسرائيلي " من وراء كل تلك التسهيلات والمغريات التي ستقدمها إن هي التزمت، ونموذج اتفاقات "أوسلو" بعد ربع قرن، الشاهد الصارخ على ذلك .


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل