هكذا أدار مايك بومبيو عملية توقيف جوليان أسانج !

الثلاثاء 16 نيسان , 2019 09:22 توقيت بيروت مقالات مختارة

الثبات ـ مقالات مختارة

شكل جوليان أسانج مدير موقع ويكيليكس الشهير ظاهرة فريدة في النظام السري الأمريكي بعدما أماط اللثام عن ملايين الوثائق التي تكشف تصرفات الساسة الأمريكيين حول العالم والأعمال الوحشية التي قام بها الجيش الأمريكي في العراق وأفغانستان، وهو بهذا العالم واجه النظام الأمريكي العميق الذي لا يغفر لمن يتهجم عليه او يكشف حقيقة النخبة الأمريكية الحاكمة في واشنطن وحول العالم كيف تتصرف مع مواطنيها ومع حكام دول العالم خصوصا في دول ما يطلق عليها العالم الثالث.

بدأت رحلة إسقاط أسانج بعد تعيين مايك بومبيو مديرا عاما لوكالة الإستخبارات الأمريكية (CIA) قبل ان يصبح وزيرا للخارجية في امريكا، وتشير في هذا الصدد صحيفة "نيويورك تايمز" العام الماضي 2018 بعد وقت قليل من تعيينه مديرا عاما لوكالة المخابرات الأمريكية الى أن مايك بومبيو صرح في اجتماع مغلق مع برلمانيين في  إحدى لجان الكونغرس أن وكالة الإستخبارات الأمريكية لديها هدف جديد متمثل بـ جوليان أسانج مؤسس موقع ويكيليكس، "النيويورك تايمز" أضافت أن مايك بومبيو والمدعي العام السابق (جيف سيشن) أطلقا حملة عدائية ضد أسانج في انقلاب على الموقف الرسمي الأمريكي  خلال حكم باراك أوباما الذي قبِلَ اعتبار ويكيليكس مؤسسة صحفية وبالتالي لا يمكن محاكمتها وملاحقة القيمين عليها.

في نيسان/ أبريل عام 2017 كان بومبيو ما زال مديرا لوكالة الإستخبارات الأمريكية وحينها أعلن في خطاب جريء : "علينا أن نعترف أنه لا يمكن لنا أن نترك لأسانج وزملائه إمكانية استخدام حرية التعبير ضد مصالحنا"، وهدد بومبيو أسانج بهذه العبارة: "إن إعطاءهم إمكانية مهاجمتنا عبر معلومات سرية مسربة يشكل مخالفة لمبادئ الدستور الأمريكي، ولن نقبل هذا الأمر بعد اليوم".

بعض المواقع الأوروبية تتحدث عن ضربة استباقية قامت بها إدارة ترامب ضد "جوليان أسانج"  الذي كان على وشك نشر وثائق ومعلومات عن الدعم الروسي لدونالد ترامب خلال حملته الإنتخابية ما يمكن ان يساهم في دعم حملة المدعي العام مولر الذي يمسك  الملف القضائي ويلاحق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهمة تلقي دعم روسي خلال حملته الإنتخابية.

من جهته الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي استشهد خلال حملته الإنتخابية بالكثير من تسريبات موقع ويكيليكس انقلب بعد فوزه بالرئاسة على تصريحاته ومواقفه المؤيدة للموقع المذكور، وقد صرح بعد إعلان الشرطة البريطانية عن توقيف "أسانج" أنه لا يعرف عنه شيئا ولم يهتم يوما بموقع ويكيليكس وما ينشره، فهل يمنع اعتقال "أسانج" نشر  وثائق التدخل الروسي لدعم ترامب خلال حملته الإنتخابية، ام أن للقيمين على الموقع الباقين خارج القضبان رأياً آخر؟

 

نضال حمادة ـ العهد

 

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الثبات وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل