انتخابات "الكنيست" وترسيخ حقائق توجهات الكيان ـ رامز مصطفى

الإثنين 15 نيسان , 2019 09:56 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

فوز نتنياهو بانتخابات "الكنيست" الأخيرة وإن لم تشكل مفاجأة، غير أنها أتت لترسخ حقائق لم يعد من المفيد التعاطي معها على أن ما قبل الانتخابات شيء، وبعدها شيء أخر، وما طُرح وأعلن من مواقف هي للتوظيف الانتخابي ليس إلاّ. وبالتالي لم يعد أيضاً من المجدي الرهان على أي من أحزاب أوشخصيات تدعي الاعتدال، أو مغازلتهم وطمأنتهم بمناسبة وغير مناسبة.

وجملة هذه الحقائق، قد بُنيت على حقيقة تمثل حجر الزاوية، وهي أن المجتمع الصهيوني قد جنح بكليته نحو التطرف عن سابق تصور وتصميم، حيث فاز ما يسمى ب" اليمين المتطرف " بـ(71) مقعداً من أصل (120) مقعداً، لكل من حزبي الليكود وأزرق أبيض.

بدأت ملامح هذا التطرف ليس اليوم بل منذ عقدين من الزمن، ليصل اليوم في الكشف الكامل عن سفور وجهه القبيح عبر توجهاته اليمينية بمزيدٍ من الإيغال في سياسته العنصرية والفاشية، في مواجهته للشعب الفلسطيني وعناوين قضيته، على طريق تصفيتها نهائياً، عبر "صفقة القرن" الصهيو ـ أمريكية.

هذه الحقائق بمجملها تشير بوضوح إلى اتجاه واحد لا ثاني له، ومفادها أن على الفلسطيني البحث عن مكان أخر خارج أرض وطنه فلسطين، وإذا ما رغب البقاء فيها، فهو مواطن يحكمه ويتحكم بحاضره ومستقبله ما سمي بـ"قانون القومية للشعب اليهودي". وما أعلنه نتنياهو صراحة في عزمه ضم الضفة الغربية بعد تشكيله الحكومة، وبالتالي تلك الخطوط الحمراء التي رسمها شرطاً مسبقاً لقبوله "صفقة القرن"، من خلال الإبقاء على القدس الموحدة عاصمة للكيان، والمستوطنات والمستوطنين لا إزالة أو ترحيل لهم، ومنطقة غرب نهر الأردن تحت سيادة كيانه، إنما يعبر عن تلك الحقائق بجلاء، والتي هي تقاطعت عندها الكثير من الأحزاب التي انخرطت في الانتخابات الأخيرة، والتي تكاد برامجها أن تكون واحدة مع فوارق في الصياغات لمزيد من التعمية على حقيقة توجهاتها وخصوصاً ما تسمي نفسها بـ"اليسار" ممثلاً بحزب العمل الذاهب إلى الإنقراض والتلاشي ومعه ما يسمى بـ"اليمين الوسط".

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل