الفساد في لبنان .. نظام منتج للفضائح والأزمات 1/4 ـ أحمد زين الدين

الإثنين 08 نيسان , 2019 12:01 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

هل على اللبنانيين أن يعيشوا في وطنهم، في نزيف دائم، جراء ترهل النظام الفساد المتأصل الجذور فيه؟

منذ البدايات، كان الفساد، وكانت الفضائح، ففي عهد الرئيس الاستقلالي الأول بشارة الخوري (1943ـ 1952)، كان شقيقه سليم الذي أطلق عليه لقب "السلطان"، يرفع من يشاء وينزل من يشاء، لكن الرئيس الخوري ظل ثابتاً في محافظته على الميثاق الوطني غير المكتوب، وخصوصاً في سياسته العربية، وهو الأمر الذي لم يعجب الانكليز، والأميركيين ايضاً، وخصوصاً بعد أن رفض الرئيس الاستقلالي الأول الانخراط في حلف الدفاع المشترك، فاستحضروا كل ادواتهم الداخلية للإطاحة بالخوري، والذي تحقق في منتصف الولاية المجددة لأول رئيس استقلالي، وكانت فضائح السلطان سليم، إحدى ادوات المعارضة لإمهاء عهد أول رئيس استقلالي، وهنا ذهبت طرفة بشارة الخوري، لأن تصبح حديث الناس، حين كان يسأل عن النهاية التي وصل إليها عهده، فكان يقول: "الحق على الطليان"، وهو ما جسده الفنان الكبير الراحل شوشو عنواناً لإحدى مسرحياته الشهيرة على خشبة المسرح الوطني في نهاية ستينيات القرن الماضي.

بعد الرئيس بشارة الخوري، تم انتخاب رجل الانكليز كميل شمعون رئيساً للجمهورية الذي انتج عهده سلسلة من الفضائح، فهو أولاً استفاد من التهجير الصهيوني للفلسطينيين، ومن حركة التأميم التي شهدت سورية ومصر، ودخول الرأسمال العربي إلى لبنان، فكان نوع من البحبوحة الاقتصادية التي لم يجر توظيفها بما يفترض وجود اقتصاد وطني سليم، وفي هذا العهد تمت عمليات تجنيس واسعة وإذا لم يقتصر العهد الشمعوني على تورطه في أحلاف تتعارض مع الميثاق الوطني والمصلحة الوطنية، مثل موافقته على حلف بغداد ومشروع ايزنهاور، انما أيضاً كانت هناك الفضائح ولعل بعض العجائز يتذكرون جيداً "فضيحة عفاف" وما ادراك "ما عفاف"، وفضيحة "أموال التعمير" التي خصصت لإعادة اعمار ما هدمه الزلزال في 16 اذار 1956، والذي أصاب بشكل اساسي مناطق الشوف وجزين وصيدا، وادى إلى مقتل 140 مواطناً وجرح 500 بالإضافة ما خلفه من أضرار ودمار في المباني والبنى التحتية.

وفي العهد الرئاسي الاستقلالي الثالث، أي عهد الرئيس فؤاد شهاب، كانت المحاولة الحقيقية لبناء دولة المؤسسات، لكن الرئيس شهاب اكتشف أن السياسيين في لبنان، لا يمكن التعامل معهم، فكان وصفه الشهير لهم "أكلة الجبنة" .. ولهذا رفض التجديد مع انتهاء ولايته، رغم أن الأغلبية الساحقة من اعضاء مجلس النواب كانت تريد ذلك..


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل