73 عاماً من عمل "CiA" .. ولعبة الكذب والقتل والانقلابات لم تنته ـ أحمد زين الدين

الثلاثاء 02 نيسان , 2019 12:58 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

من اساليب وكالة الاستخبارات الأميركية "CiA"، تدريب العملاء على التفنن بأشكال القتل، وليس فقط، التدريب على العمليات الاستخبارتية والتجسسية، وفي عمليات القتل التي تنفذها هذه الوكالة، أنها تحصل على ترخيص لتنفيذ مهامها الإجرامية على موافقة الرئيس الأميركي، بالإضافة إلى إطاحتها ومحاولات الإطاحة بالحكومات التي لا تروق لواشنطن، كما يحصل في فنزويلا الآن، وكما حاولت وتحاول مع ايران وكوبا وسورية وفي مصر عبدالناصر وغيرها الكثير من الدول والبلدان.

رغم أن عمليات التخريب والقتل التي تنفذها الـ"CiA" عبرها مباشرة أو عبر عملائها في مختلف الأمكنة، إلاَّ أن كثيراً من أعمالها وتدريباتها الإرهابية والإجرامية، كانت تنقلب عليها، كحال خلقها وتدريبها لتنظيم القاعدة وتبنيه، ومده بمختلف انواع الأسلحة، الذي ما أن احكم قبضته على افغانستان، حتى كانت عمليات 11 أيلول التي أسفرت عن الآف القتلى والجرحى.

والأعمال السوداء لـ"CiA" لا تقف عند حدود، ولم يفرض عليها منذ انشائها أي قيود، الأمر الذي جعلها احد الادوات الهامة والرئيسية في التحكم بقرارات الدولة العميقة في الولايات المتحدة، والأمر الذي جعلها تتحكم حتى بمصير الرؤساء الأميركيين الذين لا تتوانى عن تصفيتهم إذا توجه رئيس ما يعارض وجهة نظرها، كما فعلت مع الرئيس جون كنيدي عام 1962 والذي لم تتوصل التحقيقات بعد مضي نحو 57 عاماً، كيف قتل ومن قتله، بحيث أن هذه المخابرات، كانت تلجأ مع كل متهم إلى تصفيته.

لم تفرض الإدارات الأميركية المتعاقبة على مدى نحو 73 عاماً من تأسيس "CiA" أي قيود على توجهها وعملها، فأخذت مع مرور الزمن تؤثر بشكل مباشر على السياسات الأميركية الداخلية والخارجية، وتنفيذ اعمال القتل والاغتيالات والانقلابات وتثير الفتن والنزاعات الدامية في مختلف الأمكنة، وهكذا على سبيل المثال لا الحصر تعرض الزعيم الكوبي الراحل فيدل كاسترو إلى 600 محاولة اغتيال، كما عملت المخابرات الأميركية على تدمير المعارضات السياسية في تشيلي والبرازيل والارجنتين والاورغواي والباراغواي وهلم جرا.

الاذرع الأخطبوطية السوداء لـ"CiA"، لم تترك وسيلة قذرة إلاّ واستعملتها، فهي تدير سجوناً سرية في مختلف انحاء العالم، حيث تخطف سياسيسن ومقاومين، وتزجهم فيها، وتخضعهم لابشع انواع التعذيب والإرهاب.

ومن الوسائل التي تستعملها الـ"CiA" الكذب، الذي يعد من أبرز أعمالها، لتبرير اعتداءاتها واحتلالاتها، كحال أكذوبة اسلحة الدمار الشامل في العراق، وكأن الكيان الصهيوني لا ينتج إلا الورود، فكات هذه الأكذوبة الأميركية مبرراً لغزو العراق عام 2003.

حتى مسألة الديمقراطية وحقوق الانسان لا تفهمها الـ"CiA" إلا إذا كانت تتوافق مع السياسة الأميركية، وهكذا هي راضية على ديمقراطية محمود عباس، وعلى ديمقراطية الانقلاب في البرازيل ضد لولا دي سليفا، لكنها ترفض الخيار الشعبي والديمقراطي في فنزويلا، وايران وسورية وغيرها من الدول.

الـ"CiA" أيضاً وأيضاً تقوم بتدريب اذرعتها السوداء الأخطبوطية في الخارج لتكون في خدمة اتباعها من الحكام، وتصفية واغتيال خصوم هؤلاء الحكام، ليكون هؤلاء أكثر طواعية لإرادتها ، كحال تصفية واغتيال الصحافي السعودي جال الخاشقجي الذي لم يكن ضد النظام السعودي بتاتاً، بل له مجرد ملاحظات على اداء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، حيث كشفت صحيفة "واشنطن بوست" بأن افراداً من الفريق الذي قام بقتل الخاشجقي بطريقة بشعة، تلقوا تدريبات في الولايات المتحدة.

واكدت الصحيفة الأميركية أن هذا التدريب تم قبل قتل الخاشقجي، ومن الواضح ، أن الولايات المتحدة التي لا تشك بولاء بن سلمان، تريد استعمال هذه الجريمة النكراء من أجل كسب المزيد من المال والولاء السعودي، ولهذا تسمع الكثير عن "صفقة القرن" التي لم تبد السعودية معارضة لها، وكذلك الحال من موقف ترامب من القدس وضم الجولان وغيرها...

ويلاحظ في السنوات الآخيرة أن الـ"CiA" اخذت تعتمد وسائل إضافية في سلوكها وعملها، حيث اخذت تعطي اهتماماً كبيراً للهجمات المعلوماتية والإعلامية، وتعتمد تيارات سياسية تستعمل تعابير شعبوية، مقل "التيار المدني" لإلغاء تعابير "الجماهير" والنضال الشعبي، والجماهير الشعبية، وهلم جرا من تعابير ثورية ونضالية، كما لجأت ومن باب التنويع إلى اعتماد ما يسمى "الثورات الملونة" كما حصل في شرق اوروبا، ودول الاتحاد الوفياتي السابق، و"الربيع العربي" في عالمنا العربي المعذب.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل