في اليوم العالمي للتوحد..ماذا تعرف عن هذا المرض؟

الإثنين 01 نيسان , 2019 06:13 توقيت بيروت منــوّعــــات

الثبات ـ منوعات

مرض التوحد هو أحد الأمراض الشائعة في عصرنا و أحد الأمراض التي تُشكل  حالة يصعب التعامل معها من قبل الأهل والمجتمع وبالتالي تكون هناك معاناة كبيرة جداً على المريض لإنه قد لا يجد من يفهم احتياجاته الخاصة جداً والتي لا يستطيع التعبير عنها .

و نظراً لدقة هذه الحالة وحساسيتها خصصت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوماً عالمياً لِـمرضى التوحد في نهاية العام 2007  وقد إتخذ يوم الثاني من إبريل موعداً سنوياً لهذه الذكرى ، بهدف الإضاءة على هذا المرض و نشر التوعية بخصوصه .

 البعض اعتبر  أن يوم التوحد هو يوم محزن في حين رأى البعض الأخر بأنهُ ثمرة علاج لهذا المرض الدقيق جداً ...

ما هو مرض التوحد وما هي أسبابه وأعراضه ؟ 

التَّوَحُّد Autism عبارة عن اضطراب يُلاحظ عادةً على الطفل في سنّ مبكّر، حيث يؤثر على تطوّره وجوانب نموّه المختلفة، فيكون تطوره غير طبيعيّ، ويُظهر خللاً في تفاعله الاجتماعي، ويتميز بتكرار أنماط سلوكية معيّنة وبضعف تواصله اللفظي وغير اللفظي مع الآخرين .

أما أسباب هذا المرض.. يرى الكثير من الباحثين أنه وعلى  الرغم من  أن جينات التوحد معقدة ولا يتضح ما إذا كان يمكن تفسيره عن طريق الطفرات النادرة بالغة الأثر، أم عن طريق التفاعلات النادرة متعددة الجينات للمتغيرات الوراثية المشتركة، فإن لهذا المرض أساس وراثي قوي جداً، و قد أشارت  دراسات التوائم إلى أن الوراثة تصل إلى 0.6 في التوحد و 0.9 في طيف التوحد، وإلى أن أشقاء المصابين بالتوحد أكثر عرضة 25 مرة للإصابة عن عامة السكان .

 ومع ذلك فإن معظم الطفرات التي تزيد من خطر الإصابة بالتوحد لم يتم تحديدها بعد، وبشكل عام لا يمكن إرجاع سبب التوحد إلى طفرة المندلين (أحادية الجينات) أو إلى شذوذ الكروموسوم الواحد، و قد ينتج العدد الكبير للأفراد المصابين بالتوحد في عائلة لم يصب باقي أفرادها بهذا المرض بسبب تضاعف المادة الوراثية أو حذف جزء منها أو نسخها خلال الانقسام المنصف (الاختزالي) و بالتالي فإن جزءاً كبيراً من حالات التوحد قد يرجع إلى أسباب جينية وراثية وليست موروثة: لذا فإن الطفرة التي تسبب التوحد ليست موجودة في جينيوم الأبوين .

من أهم أعراض مرض التوحد

1 ـ أعراض سلوكية واجتماعية تتمثل في:

  • عدم إظهار الطفل المصاب بالتوحّد الملاطفة الاجتماعية والتودد المتوقّع من الأطفال العاديين، وهذا يشير إلى عدم تفاعل الطفل مع أفراد عائلته.
  • لعب الطفل وحده وعزلته عن الآخرين، فلا يسمح لأحد بمشاركته لنشاطاته التي يقوم بها، وذلك في عمر العامين أو ثلاثة أعوام.
  • إيجاد الطفل صعوبة في تمييز الأبوين عن باقي الناس. معاناة الطفل من نقص في مهارة كسب الأصدقاء.
  • اتسام سلوكياته الاجتماعية بعدم اللباقة. تأخر تطوّر اللغة عند أطفال التوحّد، فيصعب عليهم استخدام اللغة للتواصل مع الآخرين، ويشار إلى أنّ صعوبة اللغة لا ترجع إلى امتناع الأطفال عن التكلم أو عدم وجود حافز لديهم إنّما ترجع إلى قصور في تطوّرهم .

2 ـ أعراض جسدية: تتمثل في وجود  بعض التشوّهات الخلقيّة البسيطة؛ كتشوّه الأذن الخارجية مثلاً، وقد يوجد شذوذ في رسم جلد بصمات الأصابع على وجه الخصوص .

 

في الواقع مريض التوحد يمثل حالة استثنائية فهو حالة تحمل قدراً كبيراً من النقاء والإبداع كما أنّه كائن يحمل الكثير من الحب  غير المشروط لمن حوله، وكل ذلك يعتمد على مدى التعامل الإنساني مع حالته شديدة الخصوصية، بقدر ما تفهم احتياجاته بِقدر ما سيعطيك كثير من الأشياء التي يعجز عنها الإنسان السوي.

و أخيراً في اليوم العالمي للتوحد لابد أن نكون أكثر إنسانية ووعياً في التعاطي مع أصحاب هذا المرض، و لابد من التأكيد على أن الكثير من مرضى التوحد حققوا الكثير من الابداع في العديد من المجالات وذلك بسبب وجود دعم من قبل البيئة الحاضنة لهم.

وهنا لابد من توجيه رسالة إلى الأهل الذين لديهم طفل مصاب بالتوحد والذي يعتقد الكثير منهم أن لديهم كائن لا خير فيه نقول : على العكس في هذا الطفل الكثير والكثير من المزايا التي تجعله إنسانا خلاقاً و مبدعاً فرفقاً بهم. 

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل