انتصرت لإطفال اليمن .. أول جامعة في العالم ترفض منح الملك سلمان دكتوراة فخرية ـ محمد دياب

الجمعة 29 آذار , 2019 11:29 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

في العادة، شهادة الدكتوراه الفخرية تمنح من جامعات لها سمعة طيبة ومكانة اكاديمية مرموقة، لشخصيات لعبت أدواراً انسانية هامة، لكنها لا تؤهل صاحبها لأن يحمل لقب "دكتور" كونها، شهادة تكريمية، وليست شهادة اكاديمية وعلمية، وتعتبر تقديراً (كوسام شرف) لعطاءات الممنوحة له الشهادة في ميدان ما.

الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، وهو في خريف العمر يبدو أنه بعد التجربة المصرية بمنحه شهادة دكتوراه فخرية، قد استمرأ الأمر وبات هاوٍ لهذه الشهادة الرمزية.

ولهذا حاول خلال فترة وجوده في تونس لحضور القمة العربية، أن يميز نفسه، عن سائر الرؤساء والملوك والأمراء العرب، بنيل هذه الشهادة من إحدى أعرق الجامعات ليس في تونس وحسب، بل في العالم، وعنينا بها "جامعة الزيتونة"، حيث انتظمت دورسها سنة 737م (120 هجري)، وعرفت بجامع الزيتونة في مدينة تونس، وكان لها دورها المؤثر والكبير في نشر الثقافة العربية والإسلامية.

وقد أكد رئيس جامعة الزيتونة هشام قريسة، رفض الجامعة منح الملك السعودي هذا التكريم وقال في تصريح له: "إن رئاسة الجمهورية طلبت "بكل احترام" وفق توصيفه، من الجامعة إسناد شهادة دكتوراه فخرية للملك سلمان بن عبد العزيز قبل انعقاد القمة العربية".

وصرح قريسة "بالفعل طلبت مني رئاسة الجمهورية إسناد شهادة دوكتوراه فخرية للملك السعودي وليس لولي العهد، ولم يكن الطلب كما وصف في بعض المقالات بـ"بالضغوط الرهيبة".

وبين رئيس جامعة الزيتونة أن الطلب كان مجرد عرض من الرئاسة، وأن اعتذاره ليس بغاية التشهير أو "الظهور كبطل"، قائلا "طلب مني باحترام واعتذرت بكل احترام".

وأكد المتحدث أنه "اعتذر على طلب الرئاسة مبررا ذلك "بأنه ليس عنادا أو مخالفة وإنما لعدم تعود الجامعة على إسناد مثل هذه الشهادات، إضافة إلى ضمان تحييد المؤسسة عن التجاذبات السياسية".

وأفاد بأن مواقف جامعة الزيتونة كانت دائما مشرفة لأنها "لم تكن يوما أداة لخدمة الدولة وأنها لن تكون أيضا وسيلة هدم في مؤسسات الدولة".

وشدد على أن الجامعة لم ترفع يوما "لواء الحرب على الدولة ومؤسساتها"، وأن الهدف من اعتذاره هو المحافظة على نزاهة المؤسسة، مؤكدا أن الشهادات تُسند لأصحاب العلم فقط.

يذكر أنه كان قد سبق لولي العهد السعودي محمد بن سلمان أن حاول الحصول من هذه  الجامعة بالتحديد على "دكتوراه" فخرية فتعرضت الجامعة العريقة حينها لضغوط شديدة لمنحه الدكتوراه، لكن مجلس الجامعة تمسك بالرفض.

فهل رفض الجامعة منح بن سلمان هذا التكريم، جعلت والده يطمع لنيل ما عجز عنه ابنه، لكن الأمر كان بمنزلة "حلم في ليلة صيف"، فاكدت هذه الجامعة الأولى التي نشأت في العالم، احترامها لتاريخها ولعراقتها وشهاداتها.

ويبقى السؤال هل ضغوط الملك السعودي وابنه للحصول على "تكريم" من الجامعة العربية الأعرق، هي لإنجازاتهما الكبرى في الاندفاع نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني؟، أم نتيجة لمآثرهما في اليمن، وما تسببا به من مجازر بحق الأطفال والشيوخ والنساء؟، أم لريادتهما في دعم الإرهاب في سورية والعراق وليبيا؟، أم لدور السعودية "الخبيث" في خلق "القاعدة" وافرازاتها من "داعش" و"النصرة" و"بوكو حرام"...؟

فكل التحية لجامعة الزيتونة العريقة.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل