الجزائر في مواجهة التحديات ـ أحمد شحادة

الخميس 28 آذار , 2019 11:50 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

عشية انتهاء الولاية الرابعة للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، تقف الجزائر على مفترق دقيق، وسط تظاهرات حاشدة، رفضت ترشيح بوتفليقة (المريض) لولاية خامسة، فيما اكثر من طرف يستعد للمرحلة المقبلة، ولكل حساباته.

وأمام هذا الاستحقاق الداهم، يجد الحراك الشعبي الجزائري نفسه أمام تحديات خطيرة، قد يكون ابرزها، تحرك الخلايا الإرهابية النائمة التي سبق للجزائر أن عانت منها في تسعينيات القرن الماضي، وخصوصاً أن هذه المجموعات الإرهابية بدأت تطل برأسها من جحورها، حيث افادت وسائل اعلام جزائرية مؤخراً، بأن قوات الأمن تمكنت من تفكيك خلية إرهابية في مدينة وهران الساحلية، كانت تخطط لتنفيذ هجمات إرهابية.

واللافت كما هي العادة عندما تكون بلد المليون شهيد أمام تهديد خطير هو تدخل الجيش على حط الأزمة الجزائرية بقوة بدعوة رئيس هيئة الاركان الجنرال أحمد قايد صالح، إلى تطبيق المادة 102 من الدستور الجزائري التي تنص على إعفاء رئيس الجمهورية من مهماته بسبب عجزه عن القيام بها.

وفيما يطالب قطاع واسع من الرأي العام الجزائري بالشروع في المرحلة الانتقالية التي لن تخلو من التحديات، بدا لافتاً أن قسماً واسعاً من الحركة الاحتجاجية رفضت تولي رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح مهام الرئيس في المرحلة الانتقالية، رافضة التسوية مع النظام، مما قد يؤدي إلى تعميق الأزمة واستفحالها، وخصوصاً أن هناك من يتربص بالجزائر شراً.

وإذا كان الجيش الجزائري وجد نفسه مضطراً للدخول علناً في هذه المرحلة، بعد أن كان في السابق يتحرك خلف الصورة، مشدداً على خيار تطبيق الدستور والحفاظ على مؤسسات الدولة، وتأمين الإستقرار لضمان انتقال هادئ للسلطة، إلا أن التهديدات التي تواجه بلد المليون شهيد خطيرة جداً وأبرزها:

أولاً: على مستوى الحركة الاحتجاجية التي تطالب بتغيير النظام، إذ أن في داخل هذه الحركة مجموعة من المصالح المتناقضة، وبعضها لا يخلو من ارتباطات خارجية تعادي الوحدة الوطنية الجزائرية.

ثانياً: على المستوى الدولي، حيث أن الأميركي عينه على هذا البلد الغني منذ زمن بعيد، وهو لن يترك الساحة، حيث سيحاول أن يجر الجزائر إلى مشاكل وصراعات متعددة، ليدخل من نوافذها حيث عجز عن ذلك في المراحل الماضية.

ثالثاً: الفرنسي الذي هزمته ثورة الحرية الجزائرية بعد استعمار طويل، وهو يمني النفس بالعودة بشتى الاشكال.

بأي حال، الجيش الجزئري، كما لم يسمح في السابق بانهيار الجزائر، وتصدى على مدى سنوات لمجموعات الإرهاب المتطرفة، سيكون هذه المرة أيضاً، في المرصاد لمحاولات جر الجزائر إلى "ربيع" ليبي، وسيبقى عنصر الاستقرار الأخير للدولة... حمى الله الجزائر.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل