غرور العدو "الاسرائيلي" .. والثمن المتوقع ـ يونس عودة

الثلاثاء 26 آذار , 2019 10:04 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

​ليس من قبيل التوقعات ان المنطقة، هي الاكثر توترا في العالم، مع عملية الفرز الخطيرة التي تدفع اليها الولايات المتحدة الاميركية،وليس الغرور الاسرائيلي المتنامي، لا سيما المتمثل في شخصية بنيامين نتنياهو، الا انه ناجم عن الدوافع الاميركية المتطرفة التي يعتقد اصحابها ان لا احد بامكانه مواجهة القوة العدوانية الموجودة في تصرفهما، خصوصاً ان الاعتقاد السائد لدى ادارة ترامب، وحكومة نتنياهو بانه لم يعد في المنطقة قوة متماسكة يمكنها الصراخ الاعتراضي في وجههما.

لم يعد غافلا ان ايران هي الهدف رقم واحد على قائمة الارهاب الاميركي ـ "الاسرائيلي"، بالاضافة الى مشيخات وممالك الخوف في الخليج التي تدفع الجزية للاميركيين مع استقبال الاهانة  بابتسامة عريضة على امل ان يكون لهم مستقبل على خارطة تريد تل ابيب ان تكون فيها سيدة مطلقة بحماية اميركية مطلقة ايضا.

لقد اعتقد الساعون الى محاصرة ايران ان الوقت ازف لتوجيه ضربة قوية لايران، من خلال التهديد الذي اطلقه رئيس الوزراء "الاسرائيلي" بأن البحرية "الاسرائيلية" سوف تستهدف ناقلات النفط الايرانية، قائلا ان البحرية "الاسرائيلية" قد تتحرك لوقف تهريب النفط الايراني، التفافا على العقوبات الاميركية.

تصريح نتنياهو امام متخريجين جدد من القوات البحرية ليس الا حالة استعراضية لها اهداف عدة، وهو يدرك يقينا بان ما يمكن ان يفعله لا يتعدى التحريض والتصريح، اما في واقع الامر فهناك شواهد تمنع اي قوة "اسرائيلية" من الاقترلب من المصالح الايرانية.

ان اهداف نتنياهو من وراء التصريح العالي اللهجة ليست خارجية فقط، انما داخلية ايضا.

1- تزامن التصريح مع هبوط شعبيه نتنياهو وشعبية الليكود في المنافسة مع حزب الجنرالات (ازرق- ابيض) بقيادة بيني غانتس. ولان المجتمع الصهيوني مجتمع متطرف بحاجة لشحنات اكثر تطرفا، وكذلك للتغطية على ملفات الفساد التي تلاحقه

2- اعلان الدول الاوروبية الموقعة على الاتفاق النووي عن الالية التي ستعتمد مع ايران للتبادل التجاري .وان كانت غير كافية لتأخير وضعها حيز التنفيذ.

3- رسالة الى حكام الخليج ولا سيما اولئك الغارقون في الدم اليمني بان "اسرائيل" الغارقة في الدم الفلسطيني شريك لكم في مواجهة ايران.

4- محاولة من نتنياهو طمأنة المجتمع الصهيوني، بعد مشاهدة المناورات البحرية الايرانية والتي استخدمت اسلحة جديدة بما فيها غواصات وصواريخ من انتاج وطني اننا غير مرعوبين.

لكن الهدف الاسمى والاغلى بالنسبة لنتنياهو، وهو ما لم ولن يعلن الا بعد اكتماله هو استكمال القواعد العسكرية على الممرات وهو ما يطمح ان تقدمه السعودية، سيما وان فائض الغرور الاسرائيلي المتزايد مع اعلان الرئيس الاميركي المتكرر، بان على دول الخليج دفع الاموال للشركات والخزينة الاميركية، وبالتالي فان اولئك وعلى رأسهم السعودية مكبلي الارادة.

ليس من باب التفاخر ان تعلن ايران انها سترد بحزم، لان ذلك يعتبر من اعمال القرصنة، ويبدو ان محاولة جرت قرب باب المندب عندما تعرضت ناقلة ايرانية تحمل 150 الف طن من النفط،لهجوم من قراصنة على متن11 زورقا، فتدخلت قوة مغاوير البحر الايرانية وعالجت الموضوع.

تدرك القيادة "الاسرائيلية" ان اي احتكاك مباشر في البحر مع ايران لن ينحصر فقط بمشاهد تنشر لجنود "اسرائيلين" ينتحبون كما حصل مع جنود اميركيين وبريطانيين اقتربوا من المياه الاقليمية في الخليج.

ان فائض الغرور الاسرائيلي معطوف على فائض القوة الاميركي ومحاولات التحكم بمصائر البشرية عبر الاستيلاء على ثراوتها، وهذان الفائضان يستندان الى فائض الغباء والانبطاح الخليخي كفيلة بنفسها في هزيمة المشروع المسموم للمنطقة.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل