بومبيو في لبنان .. الضيف الثقيل ـ سعيد عيتاني

الجمعة 22 آذار , 2019 03:15 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

حط الأميركي الاميركي البشع  لبنان، حاملاً معه كل احقاده وضغوطاته وشروطه، بعد أن كان قد سبقه بحمل هذه الشروط رجل الكيان الصهيوني وعميله دايفيد ساترفيلد، وقبله دايفيد هيل.

يحط مدير الـ "CiA" السابق وناظر الخارجية الأميركية مايك بامبيو في لبنان، بعد أن كان أبلغ عبر زيارتيه إلى القدس المحتلة والكويت، ماذا تري واشنطن من لبنان والتي سبقها في تصريح له قبيل وصوله إلى مطار بيروت بتصريح على مواقع التواصل الاجتماعي ان "الولايات المتحدة الأميركية تقف جنباً إلى جنب مع اسرائيل وستواصل مكافحة جميع اشكال معاداة السامية".

ببساطة وقبل أي تفاصيل عن نتائج زيارته غير الودية، هي من اكثر زيارات المسؤولين والموفدين الأميركييين إثارة للتعقيدات، ونذكر بزيارة كولن باول بعد غزو العراق عام 2003 إلى دمشق وبيروت، وتهديداته التي وجهت   إلى الرئيسين بشار الأسد وإميل لحود بأن الجيوش الأميركية أصبحت على الحدود السورية، لكن الفارق أن إدارة دونالد ترامب التي تستعين بكل صقور إدارة جورج بوش الابن، من المحافظين الجدد على اشكال جون بولتون واليوت ابرامر وريتشارد بيرل (الملقب بأمير الظلام)، إضافة الى بهلوانيات ترامب وتشدده وانحيازه الأعمى والمطلق إلى الدولة العبرية هي أكثر صهيونية ويمينية، وبات وا ضحاً أن هدف الإدارة الأميركية خلق آليات تعاون وعمل ضد المقاومة ومحورها، الذين حققوا انتصارات نوعية على مدى نحو عقدين من الزمن، بداية من الانتصار الكبير على العدوان الصهيوني في ايار 2000، حيث دحر بفضل المقاومة مذعورا دون أي قيد أوشرط، وتكرر والانتصار النوعي للمقاومة في حرب تموز 2006، في وقت كانت المقاومة العراقية تكيل الضربات النوعية للأميركيين في مختلف بلاد الرافدين.

يضاف إلى ذلك، الصمود الأسطوري للدولة الوطنية السورية وجيشها منذ بداية الحرب الاستعمارية ـ التكفيرية ـ الصهيونية على سورية منذ آذار 2011، فاستطاعت سورية وحلفائها قلب المقاييس في معارك نوعية هزمت فيها التكفيريين وجعلت تحقيق الحلم الأميركي ـ الصهيوني ـ الرجعي العربي أضغاث أحلام.

بالطبع، لم ولن يرمي الأميركي والصهيوني سلاحهما بسهولة، لكن المشكلة لن تكون مع الأميركي البشع، خصوصاً في لبنان انما مع اتباعه في الداخل، الذين يرى بعضهم في زيارة رئيس الديبلوماسية الأميركية إشارة دعم كبيرة، لكنهم حبذا لو يستفيدون من تجارب اسلافه، إذ ماذا فعلت جرعة الدعم التي حملتها كونداليزا رايس في زيارتها إلى لبنان إبان حرب تموز.

لافت جداً، أن بومبيو اختار خاتمة زيارته في عشائه الوداعي عند واحد من "تكتل لبنان القوي" يصفونه بـ "المستقل" في التكتل، دون أن ننسى هنا كرم والدته بعشائها في دارتها على شرف نائب الرئيس الأميركي السابق، جوبايدن عشية الانتخابات النيابية عام 2009.

رئيس الديبلوماسية الاميركية سمع من رئيس مجلس النواب نبيه بري بوضوح عن حقوق لبنان بحدوده البحرية  والتي تشمل المنطقة الاقتصادية الخاصة للبنان ،كما اكد رئيس المجلس على ان "حزب الله هو حزب لبناني وموجود في البرلمان والحكومة ومقاومته واللبنانيين ناجمة عن الاحتلال الاسرائيلي المستمر للاراضي اللبنانية".، كما سمع من رئيس الجمهورية ما يناسب المصلحة الوطنية ،  وهو (أي العماد عون)  كان قد تطرق غشية استقباله بومبيو إلى موضوع العقوبات الأميركية، فقال إلى وسائل الاعلام الروسية أن "لبنان يعيش ضمن الحصار المفروض على المنطقة، خصوصاً أنه لا يستطيع العمل مع سوريا، كما ان "حزب الله" محاصر مالياً. فأصبحنا بذلك محاصرين عالمياً، لأن التأثير السلبي للحصار على "حزب الله" يصيب كل اللبنانيين، كما المصارف اللبنانية، فكل مصرف لبناني لديه توجس من التعامل مع أي مودع خوفاً من أن يكون لديه علاقة مع "حزب الله". فالمصرف أصبح لديه خوف من الزبائن الذين بدورهم يخافون منه. وهذا الخوف المتبادل لا يبني اقتصاداً وعلاقات تجارية سليمة. وبذلك اصبح لبنان ضمن الحصار المفروض على الآخرين، ولا سيما على إيران، وهو يمر نتيجة لذلك بأزمة كبيرة. ولكن لا نتوقع المزيد من الاجراءات على المصارف".

وقبيل زيارته لروسيا. قال الرئيس عون ان "علاقة لبنان بروسيا تاريخية وتعود إلى القرن التاسع عشر"، مشيراً الى انه سيبحث خلال الزيارة في "سبل تطوير هذه العلاقات على مختلف الصعد، بالاضافة الى مواضيع البحث الأخرى، ومنها قضية النازحين، في ضوء المبادرة الروسية".

وعن العلاقات مع سوريا، أكد رئيس الجمهورية انها "مطبعة"، وتحدث عن "رغبة لبنان بالمشاركة في اعادة الاعمار فيها"، ملاحظاً ان "الضغوط تمارس على الجميع لعدم المشاركة في هذه العملية، في ظل ربط المجتمع الدولي الاعمار وعودة النازحين بالحل السياسي"، ذلك ان "المجتمع الدولي يسعى إلى أخذ النازح رهينة كي يقبض ثمنه في الحل السياسي".


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل