أئمة أهل البيت عليهم السلام ... "زين العابدين علي بن الحسين"

الثلاثاء 19 آذار , 2019 09:18 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات - إسلاميات

 

"الإمام السجّاد زين العابدين"

 

ترجمته

من نعم الله تعالى على أهل البيت الكرام أن جعل فيهم الكثير من العلماء والأولياء والصالحين الذين ذاع صيتهم في البلاد فانتفع بهم العباد بل وفتحت على أيديهم بلاد.  ومن هؤلاء الأئمة الأطهار، المَأْمُوْن، العالي القدر، الرَفِيْع، الوَرِع الإمام زين العابدين علي بن الإمام الحسين رضي الله عنهما الذي كان يقال له السَّجَّاد.

 

علمُهُ و وَرَعُهُ

والإمام زين العابدين هو من سادات التابعين، قال الزهري: لم أرَ هاشميًا أفضل منه وما رأيت أحدًا أفْقَه منه.

كان رضي الله عنه لا يعينه أحد على طهوره، وكان يستقي الماء لطهوره قبل أن ينام، فإذا قام من الليل بدأ بالسواك ثم توضأ فأخذ في صلاته، وكان يقضي ما فاته من النوافل في النهار بالليل وكان لا يدع صلاة الليل في الحَضَر والسفر.

وورد أنه وَقَعَ حَرِيْقٌ فِي بَيْتٍ فِيْهِ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَجَعَلُوا يَقُوْلُوْنَ: يَا ابْنَ رَسُوْلِ اللهِ، النَّارَ!

فَمَا رَفَعَ رَأْسَهُ حَتَّى طُفِئَتْ. فَقِيْلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: أَلْـهَـتْنِي عَنْهَا النَّارُ الأُخْرَى .

 

جوده و كرمه

كان رضي الله عنه سخيًا كريمًا جوادًا، وورد أَنَّ عَلِيَّ بنَ الحُسَيْنِ كَانَ يَحْمِلُ الخُبْزَ بِاللَّيْلِ عَلَى ظَهْرِهِ، يَتْبَعُ بِهِ المَسَاكِيْنَ فِي الظُّلْمَةِ، وَيَقُوْلُ: إِنَّ الصَّدَقَةَ فِي سَوَادِ اللَّيْلِ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ.

روى ابن الجوزي في «صفة الصفوة» عن مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ قال كَانَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ المَدِيْنَةِ يَعِيْشُوْنَ لاَ يَدْرُوْنَ مِنْ أَيْنَ كَانَ مَعَاشُهُم، فَلَمَّا مَاتَ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ، فَقَدُوا ذَلِكَ الَّذِي كَانُوا يُؤْتَوْنَ بِاللَّيْلِ.

وعَنْ عَمْرِو بنِ ثَابِتٍ: لَمَّا مَاتَ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ، وَجَدُوا بِظَهْرِهِ أَثَراً مِمَّا كَانَ يَنْقُلُ الجُرُبَ بِاللَّيْلِ إِلَى مَنَازِلِ الأَرَامِلِ.

وَقيل أنه لَمَّا مَاتَ عَلِيٌّ، وَجَدُوْهُ يَعُوْلَ مائَةَ أَهْلِ بَيْتٍ. وَقَالَ بَعْضُهُم: مَا فَقَدْنَا صَدَقَةَ السِّرِّ حَتَّى تُوُفِّيَ عَلِيٌّ.

دَخَلَ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ فِي مَرَضِهِ، فَجَعَلَ مُحَمَّدٌ يَبْكِي، فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ؟  قَالَ: عَلَيَّ دَيْنٌ.   قَالَ: وَكَمْ هُوَ؟ قَالَ: بِضْعَةَ عَشَرَ أَلْفَ دِيْنَارٍ.   قَالَ: فَهِيَ عَلَيَّ.

 

شمائله

كان زين العابدين كثير البر بأمه، حتى إنه كان لا يأكل معها في صَحْفة مخافة أن تسبق يده إلى ما سبقت إليها عينها. وكان رضي الله عنه يُصلي في كل يوم وليلة ألف ركعة من النوافل حتى سُمي الإمام السجاد.

ومرة أهانه شخص في وجهه فسكت، ما رد عليه، ما انتقم منه، فذاك لما وجده لا يرد عليه قال له:

(إياك أعني) فقال الإمام السجاد: (وعنك أُغضي)، وعنك أُغضي معناه أنا عمدا أسكت عنك لا أُعاملك بالمثل، فذلك الرجل تراجع في نفسه وندم على ما فعل قال في نفسه أنا عاملته بالشتم والإهانة وهو ما قابلني بالمثل بل أغضى عني فوبَّخ نفسه.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل