كلام في صواريخ تل أبيب ـ رامز مصطفى

الإثنين 18 آذار , 2019 10:01 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

لا يختلف عاقلان من أبناء الشعب الفلسطيني على حقنا في مقاومة العدو الصهيوني وكيانه الغاصب وبكل الوسائل المتاحة وفي مقدمتها المسلحة منها، وهذا خارج النقاش أو الجدل، ولكن السؤال المطروح على ضوء الصاروخين اللذين وصلا مغتصبة تل أبيب، والقادمان من قطاع غزة، أولاً وبغض النظر من يقف وراءهما، ما هي الرسالة المُراد إيصالها لقادة الكيان وفي مقدمتهم نتنياهو؟. وثانياً، هل التوقيت يخدمنا كفلسطينيين؟، في ظل حدثين غاية في الأهمية لانعكاساتهما المباشرة علينا، أولهما انتخابات "الكنيست"، والتي بدأت في ظل تهافت المرشحين من خارج العرب، على طرح برامج عنصرية ضد الفلسطينيين وحقوقهم وعناوين قضيتهم، في محاولة مكشوفة إلى كسب أصوات المستوطنين الصهاينة. أما الثانية، فهي الاستعدادات التي تقوم بها الهيئة الوطنية لمسيرات العودة في قطاع غزة، لإحياء مناسبة مرور عام على انطلاقها في الثلاثين من أذار الجاري، والمسيرة المليونية التي يجري التحضير لها.

لا أعتقد أن وراء إطلاق الصاروخين ثمة رسالة أُريد إيصالها لقادة الكيان أو نتنياهو أن المقاومة حاضرة وقوية، والسبب بسيط أنهم جميعاً يعلمون بل ويقرون بأن قدرات المقاومة أصبحت متطورة جداً، لأنه في إمكان صواريخها بلوغ أية أهداف في عمق الكيان. إلاّ إذا كانت هناك رسالة لا أحد يعلم بها إلاّ أصحابها، لتتحول معها لغزاً حله عند من وقف وراء عملية الإطلاق، في وقت نفت كل من حركتي حماس والجهاد مسؤوليتهما عن ذلك.

قطعاً في التوقيت الأمر لا يخدمنا كفلسطينيين من خلفية أننا وكما أسلفت، هناك الحملة الانتخابية المستعرة بين المرشحين وكتلهم للوصول إلى "الكنيست" ومن ثم الحكومة وترأسها، وأي تكن النتائج فهي ليست في صالحنا، ومن يستعرض برامج المرشحين وتصريحاتهم ومواقفهم يُدرك هذه الحقيقة بأن المجتمع الصهيوني بأطيافه وأحزابه ذاهب إلى مزيدٍ من التطرف والإرهاب والعنصرية. وفي المقلب الأخر نحن على مسافة زمنية قصيرة من الذكرى الأولى لانطلاق مسيرات العودة في أل 30 من أذار، حيث الاستعدادات على أشدها لإحياء هذه المناسبة الوطنية، التي لا يجوز وبأي حال من الأحوال التخريب عليها أو إجهاضها.

في الخلاصة ليست هناك ثمة فوائد تًجنى من وراء عملية الإطلاق، مع قناعتنا وإيماننا أن الكيان يجب محوه من الوجود اليوم قبل الغد، وبأن صراعنا معه يجب ألاّ يتوقف عند حدود.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل