السنيورة .. قميص عثمان المُرتَكِبِين والخائبِين ـ أمين أبوراشد

الأربعاء 13 آذار , 2019 08:22 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

لسنا نندهش من تضامن اللواء أشرف ريفي مع الرئيس السنيورة، وتهديده كل من يتعرَّض له، لأن ريفي بحاجة الى استنهاض حيثيته الطرابلسية مع قُرب الإستحقاق الإنتخابي الفرعي، لدرجة أنه أعلن تضامنه أيضاً مع النائب بولا يعقوبيان، وهَدَّد كل مَن يرفع الحصانة عنها، وهو في "التضامُنَين" لا صِفة له سوى أن يُوصِل رسالة مُفادها أنه موجود!

ولسنا نعجَب من "نخوة" النائب  السابق فارس سعيد، عندما انتفض من على طاولة "لعب الطرنيب" في قرطبا، ليُعلن مسبقاً نزاهة السنيورة ويُرسل له تحيَّة "من ماروني من جبل لبنان" واعتبر في تغريدة على التويتر أن سقوط لبنان من سقوط السنيورة!

لسنا نعتب لا على ريفي بحساباته الشخصية الضيِّقة بحجم زاروب في باب التبَّانة، ولا على فارس سعيد الذي ضاقت به العُزلة في قرطبا، بل العتب على بعض العلماء، الذين افترضوا أن السنيورة مُتَّهم وافترضوا فوراً أنه رجُلٌ شفَّاف ووضع حوله الخط الأحمر، في اعتقادٍ منهم أن هيبة موقفهم قد تُرهِب حَمَلة الأرقام، سواء النائب حسن فضل الله، أو المدير العام لوزارة المال آلان بيفاني، الذي أعلن أن الأرقام والوقائع تستوجب استدعاء السنيورة الى القضاء كَمُتَّهم، وهذه القضية كان الافضل لدار الفتوى النأي بالنفس عنها لأن النائب العام المالي علي ابراهيم سائرٌ الى النهاية في تحقيقاته.

وقبل إطلالة سماحة السيد حسن نصرالله الأخيرة، اعتقد البعض أن السجال الذي بدأه المفتي دريان حمايةً للسنيورة سوف يؤدي الى 7 أيار جديد، لكن اللافت أن جواب السيد نصرالله حَمَل جملة رسائل جاءت مفاعيلها السياسية أقوى وأقسى وأعدَل من 7 أيار، لأنه ترك الكلمة للعدالة والقضاء.

المشكلة أن البعض يُدافع عَمَّن لن يُبرِّئه لواءٌ من المحامين، وأخذ إقحام المدافع عن السنيورة نفسه بٌعداً مذهبياً فاقعاً من جهة، ومن جهة أخرى فإن المُفتي لا يمتلك الحجَّة ولا قوة الدفاع عن مُتَّهم وضعُه حرِج، سيما وأن هذا المُتَّهم ليس قطباً لديه حيثية شعبية، وهو ليس سعد الحريري على سبيل المثال ليُزنِّره المفتي بالخط الأحمر، ونجم السنيورة غير محبوب لدى عامة الشعب ومن غالبية الشرائح اللبنانية، وكان أجدى بالمفتي أن لا يضع نفسه في موقفٍ مُحرِج، لأن معركة مكافحة الفساد أخذت مع حزب الله صِفة القُدسية والتكليف الشرعي، في المسؤولية الوجودية لمقاومة تحتمل ما يُفرَض عليها من عقوبات أميركية ولكن، لا تحتمل المسّ بمصداقيتها في معركة "وعدٍ صادقٍ جديد" أمام جماهيرها التي تحتضنها.

هنا تكمُن المواجهة السياسية الجدِّية، بين فريقٍ يُدافع عن نفسه في ما ارتكب خلال عهود الحكومات الحريرية، ويجعل من تظلُّم فؤاد السنيورة قميص عثمان كي لا يجرّ السنيورة خلفه جُملة مرتكِبين، وبين فريقٍ آخر تتموضع الى جانبه وخلفه غالبية الشرائح المُجتمعيَّة التي تُطالب بمُساءلة السنيورة، وما على السنيورة سوى الردّ على الأرقام بالأرقام، وأن لا ينتشي بتأييد مجموعة مرتكبين خائبين ارتحلوا عن الساحة السياسة وليس لديهم ما يخسرونه...

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل